مرايا – كتب: بدران الشقران
اللاعب النرويجي في صفوف فريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم ايرلينج هالاند، كشف عن “ماكينة” تهديفية لا تهدأ، عندما كشر عن أنيابه مع فريقه الجديد الذي انضم إليه بداية الموسم الحالي، ونجح معه حتى الآن في تسجيل 13 هدفا من 8 مباريات، معتليا صدارة الدوري الإنجليزي وبفارق كبير عن أقرب مطارديه، مع تفوق واضح في “الهاتريك”.
الحديث عن هالاند، لا يمكن حصره بلاعب هداف يسجل من أنصاف الفرص فقط، بل يتعدى للحديث عن آلية وطريقة التسجيل، وكيفية ملاحقة الكرة حتى آخر رمق، بدليل أن الكثير من الأهداف التي سجلها هالاند في الفترة الأخيرة، كانت متابعة لكرات عرضية تمكن من اقتناصها بقدمه في اللحظات الأخيرة قبل خروجها من الملعب، بعد “فرملة” ناجحة انتهت بزرع الكرات في شباك الخصوم.
ما يقدمه هالاند مع فريقه الإنجليزي الجديد، لفت أنظار المتابعين حول العالم، وفتح شهيتهم للحديث عن كرة القدم وجمالها وإثارتها، معتبرين أن هالاند يشكل إضافة رائعة للدوري الإنجليزي الذي يعد الأجمل حاليا.
بالتأكيد، الحس التهديفي عند اللاعب النرويجي لم يأت من فراغ، بل جاء ثمرة لتدريبات فردية وجماعية، وفكر احترافي يقود لتغذية سليمة وتصرفات احترافية، أسهمت في الحفاظ على هيبة اللاعب داخل المستطيل الأخضر.
الحديث عن هالاند، وإبداء إعجابي بطريقة لعبه وتسجيله الأهداف، جاء كمقدمة للحديث عن دوري المحترفين الأردني، وظاهرة غياب اللاعب الهداف، بدليل أن متصدر هدافي الدوري المحلي سجل حتى الآن 8 أهداف في 18 مباراة، وهو رقم متواضع يكشف مواصلة معاناتنا من غياب اللاعب الهداف القادر على ترجمة الفرص في الشباك.
كرتنا الأردنية حبلى بالمواهب الشابة التي يمكن أن نصنع منها نجما بموهبة هالاند أو من يقترب من موهبته، ولكن ما نحتاجه فعليا هو الفكر الاحترافي الحقيقي القادر على الخروج من بوتقة التنظير إلى التطبيق الفعلي على أرض الواقع.. نحن بحاجة لفكر احترافي إداري وفني، وبحاجة لزراعة ثقافة الاحتراف في عقول اللاعبين، حتى نتمكن من صناعة اللاعب الهداف، والمدافع الصلب وصانع الألعاب المحوري، والحارس القادر على البناء من الخلف… نتابع المباريات الأوروبية بشغف، ولكن من النادر أن نستفيد من دروسها.