مرايا –

أجمع عدد كبير من النقاد والمتابعين، على تقديم المنتخب الوطني لكرة القدم لأداء مميز تفوق به على منافسين يسبقونه في التصنيف الدولي، خلال المعسكر التدريبي الأخير الذي أقيم في النمسا، ما ساهم بارتفاع نسبة التفاؤل لدى الشارع الرياضي قبل الاستحقاقات المقبلة.
وأظهر المنتخب الوطني قوته منذ اللحظات الأولى من مباراته الأولى أمام صربيا، ليؤكد بأن مواجهة المنتخبات القوية تؤثر على اللاعبين بشكل نفسي لإظهار أفضل ما لديهم، ليقدموا واحدة من أجمل مبارياتهم منذ فترة طويلة، رغم الخسارة في نهاية المطاف 2-3.

وفي المباراة الثانية أمام جامايكا، شهدت تشكيلة المنتخب الوطني تغييرات عديدة على القائمة الأساسية، ليظهر المنتخب بصورة عادية في الشوط الأول رغم سيطرته على الكرة، إلا أن البدلاء صنعوا الفارق وقلبوا النتيجة وحققوا فوزا مثيرا بهدفين لهدف، مع تطور مستمر في الأداء.
وعلى الرغم من الانتقادات التي توجه لمدرب المنتخب الوطني عدنان حمد عند كل تجمع، لغياب أسماء معينة نتيجة تألقها مع أنديتها محليا أو خارجيا، يظهر الاستقرار الذي يعيشه المنتخب منذ فترة طويلة من حيث الأسماء المستدعاة في كل تجمع، مدى انسجام هذه الأسماء مع بعضها البعض، وأحقيتها في الاستمرار بالتشكيلة الأساسية أو بالقائمة بشكل عام، خصوصا في نهائيات كأس آسيا المقبلة، وتصفيات كأس العالم 2026.
ومن المتوقع أن يتقدم “النشامى” على سلم الترتيب الدولي بالتصنيف المقبل من “فيفا”، وذلك بعد أن سجل هدفين في مرمى منتخب أوروبي، وحقق الفوز على منتخب يحتل مركزا أفضل منه، علما بأن المنتخب يحتل المركز 84 عالميا بحسب آخر تصنيف.
وتحدث المدرب الوطني أسامة قاسم، عن التطور الملحوظ للمنتخب في المعسكر النمساوي، وذلك من حيث الأداء والنتائج أمام منتخبات مميزة، رغم بعض المشاكل الدفاعية التي ظهرت بالدقائق الأخيرة في مباراة صربيا، والتي حرمت المنتخب من فوز مستحق على فريق يمتلك أسماء مميزة على الساحة الأوروبية.
وبين قاسم في حديثه لـ “الغد”، أن المنتخب حصل على تقييم عال في معسكر النمسا، نظرا لمواجهته منتخبات قوية عكس التجمعات الماضية بشكل عام، مفيدا بأن بعض الأخطاء الدفاعية يجب العمل عليها، إلى جانب جرأة الجهاز الفني في التعامل مع بعض المواقف الحساسة.
وأضاف: “أظهرت مباراة جامايكا والتبديلات التي تم إجراؤها من خلال الزج باللاعبين الذين شاركوا في مباراة صربيا أساسيا، بأن هذه الأسماء هي التي تستحق التواجد داخل المستطيل الأخضر باستمرار، مع ضرورة منح بقية اللاعبين فرصة أكبر بالمشاركة في المباريات المقبلة، نظرا لأن الاستقرار على التشكيلة بوقت مبكر قبل المنافسات الرسمية قد يكون أمرا غير صحي”.
ولفت قاسم إلى أن الطموح ارتفع لدى الشارع الرياضي بعد هذه النتائج والمستويات، مطالبا المنتخب بالوصول للمربع الذهبي بالنهائيات الآسيوية على أقل تقدير، والذي يعتبره إنجازا لو تحقق، في ظل وجود منتخبات تتمتع بجاهزية وأسماء أفضل في البطولة.
من جهته، أكد المحلل الرياضي عبد الله الدويري، أن بعض المشاكل الدفاعية التي ظهرت في المباراتين جاءت نتيجة الخطة التي يتبعها الجهاز الفني للمنتخب الوطني، نظرا لاتباع أسلوب هجومي في الغالب، ما يؤثر على المنظومة الدفاعية.
وأوضح الدويري أن ملاقاة منتخبات بقيمة صربيا وجامايكا وتقديم أداء أفضل منهما، يعد تطورا حقيقيا على مستوى المنتخب قبل الاستحقاق الآسيوي، مطالبا الجهاز الفني بالبناء على مباراة صربيا بمواجهة منتخبات قوية في التجمعات المقبلة، دون النظر إلى مسألة تحسن التصنيف التي لا تظهر آثارها على المستوى في الملعب.
وتابع: “نمتلك جيلا مميزا من اللاعبين ويجب استثمارهم بأفضل طريقة، والمنتخب قدم أداء احترمته غالبية الجماهير الأردنية، حيث أصبح هناك إجماع كبير عند الجماهير بأن المنتخب لن يكون لقمة سائغة في البطولات المقبلة”.
وعلى صعيد متصل، أعرب المتابع يزن قاسم عن رضاه الكامل عما قدمه المنتخب في معسكر النمسا، حيث أشاد بموهبة اللاعب المحترف في الدوري الفرنسي مع فريق مونبلييه موسى التعمري، والذي كان كلمة السر في المباراتين من حيث صناعة الفرص والتسجيل وتشكيل الخطورة على مرمى المنافسين.
وتمنى قاسم من المنتخب الوطني الاستمرار على الأداء نفسه، وألا تكون مبارتا صربيا وجامايكا طفرة عند اللاعبين، موضحا بأن التجمعات المقبلة مميزة أيضا في ظل مواجهة منتخبات ذات مكانة كبيرة في القارة الآسيوية بملاقاة قطر وإيران والعراق في عمان خلال دورة رباعية، إلى جانب مواجهة المنتخب النرويجي الذي يمتلك أفضل لاعبي العالم إيرلينج هالاند.