مرايا – شؤون نيابية – قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب المهندس خميس عطية إننا في الأردن “نحرص على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ولن نسمح للاحتلال المساس بها لأنها تحمي المسجد الأقصى والحرم الشريف من مخططات الصهاينة”.
واكد عطية في كلمة له الأربعاء من العاصمة الإيرانية طهران حيث يترأس وفد مجلس الأمة المشارك في أعمال مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، ان “الوصاية الهاشمية تعزز من صمود أهل القدس، وهي سبيل أمتنا للحفاظ على المسجد الأقصى مع أهلنا الصامدين في القدس، ولذلك مطلوب من الأمتين العربية والإسلامية دعم الوصاية الهاشمية والحفاظ عليها والتمسك بها”.
وأضاف، ان “اجتماعنا مختلف عن كل الاجتماعات السابقة لاتحاد مجالس البرلمانات الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي لأنه يعقد وامتنا الاسلامية تمر بظروف استثنائية وتواجه تحديات كثيرة وخاصة منطقتنا العربية، وحاجتنا الى تعزيز مفاهيم الحوار والحريات واحترام سيادة الدول والرأي والرأي الآخر، كما نلتقي اليوم وقضيتنا المركزية فلسطين تمر بمحطة فاصلة وخاصة عقب القرار غير الشرعي للرئيس الاميركي دونالد ترمب باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني لما لهذا القرار من تداعيات خطيرة على القدس وعلى القضية الفلسطينية وعلى المنطقة العربية وحتى العالم.
وقال، ان هذا القرار يشكل “اعلان حرب على الشرعية الدولية وعلى القانون الدولي وعلى الامم المتحدة بل يشكل جريمة القرن، كما يشكل اكبر اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى الامتين العربية والاسلامية”.
وأضاف، ان الولايات المتحدة عبر التاريخ “منحازة الى دولة الاحتلال الصهيوني وتقدم لها الحماية في المحافل والهيئات الدولية علاوة على دعمها بالأسلحة والعتاد لكي تبقى متفوقة على الدول العربية والاسلامية حتى لو كان هذا السلاح مجانا”، مشبها قرار الرئيس الأميركي بوعد بلفور.
وأشار الى ان العالم كله رفض قرار ترمب، وهو ما ظهر جليا في مجلس الامن وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي رفضت هذا القرار باعتباره مخالفا للقانون الدولي، وهو ما اظهر عزلة أميركا، معتبرا ان افشال قرار ترمب “يتطلب عملا كبيرا من امتنا العربية والاسلامية على الصعيد الرسمي الحكومي وعلى صعيد البرلمانات الاسلامية من خلال العمل مع المجتمع الدولي ومتابعة تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يعتبر قرارا ملزما لكل الدول الاعضاء، وايضا توحيد الموقف الاسلامي في الدفاع عن القدس.
وتابع: ان دعم شعب فلسطين واجب على امتنا، ومطلوب من الدول العربية والاسلامية تقديم الدعم المالي لتعزيز صمودهم خاصة في ضوء اعلان ترمب وقف الدعم المالي لوكالة الغوث الدولية (الاونروا) وللسلطة الفلسطينية.
وقال: اننا في الاردن نعتبر القدس قضيتنا الاساسية والدفاع عنها واجب علينا جميعا، كما نعتبر الاعتداء على المقدسات اعتداء على الاردن ونعمل منذ احتلال القدس على دعم صمود اهلها والحفاظ على هويتها العربية الاسلامية ومواجهة مخططات الاحتلال الصهيوني في تهويد مدينة القدس، مشيرا الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد دائما ان “القدس خط احمر ولن نسمح بالمساس بالمقدسات وتغيير معالمها وهويتها العربية والاسلامية”.
وأضاف، ان مجلس الأمة الاردني بشقيه الأعيان والنواب، “يعمل ومن خلال اجهزتنا التنفيذية على توثيق القوانين العنصرية التي يقرها الكنيست الاسرائيلي ونرسلها الى كل برلمانات العالم لفضح ممارسات المحتل، ولدينا لجنة برلمانية دائمة باسم لجنة فلسطين تعمل على متابعة كل شؤون القضية الفلسطينية وهي تعمل بشكل متواصل ويومي”.
واكد اننا اليوم نحتاج الى تعزيز العلاقات البرلمانية بين برلماناتنا لخدمة شعوبنا وقضايانا المصيرية وخدمة التنمية والرفاه لشعوب امتنا، وعلينا دائما ان نحترم سيادة الدول وخصوصية كل دولة، مشيرا الى ان الاردن أنجز كل التشريعات التي تعزز الديمقراطية والحريات والتعددية السياسية واحترام الرأي والرأي الآخر، بل ان جلالة الملك عبدالله الثاني قدم اوراقا نقاشية للمجتمع تؤكد الديمقراطية والتعددية والحرية وسيادة القانون واحترام الرأي والرأي الآخر، وهي توجيهات لنا للعمل لخدمة الأردن الديمقراطي القائم على الحرية والمساواة والعدالة والتعددية.
واشار الى ان الاردن يستقبل اخوانه من اللاجئين السوريين منذ بداية الازمة حتى بلغ عددهم مليوني و300 الف، ونقدم لهم كل مستلزمات الحياة من معيشة ومسكن وصحة وتعليم واغاثة اجتماعية، وهذا رقم كبير جدا يعادل 20 بالمائة من عدد الاردنيين ما يشكل عبئاً كبيراً على موارد الدولة والبنية التحتية والموارد المائية الشحيحة اصلا، مطالبا المجتمع الدولي تقديم الدعم المالي للأردن لتلبية احتياجات دعم وايواء اللاجئين السوريين، وكذلك البرلمانات الاسلامية بدعم مطالبنا في هذا المجال.
ويتوقع ان يتضمن البيان الختامي للمؤتمر توصيات قدمها الوفد الاردني، أهمها التأكيد والتمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
ويضم الوفد الأردني عضوي مجلس الاعيان العين غازي الطيب والعين صخر دودين والنواب حسين القيسي ومحمد الظهراوي ويحيى السعود وصفاء المومني ورجا الصرايرة وإبراهيم القرعان وأمين عام مجلس النواب فراس العدوان.