مرايا – تقدمت المستجدات في القضية الفلسطينية في ضوء القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والضغوط المالية التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المحادثات التي أجراها وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع عدد من نظرائه المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وتطرقت المحادثات مع وزراء خارجية سويسرا انياتسو كاسيس وهولاندا هالبة زيلسترا وفنلندا تيمو سويني والنرويج اينة اريكسن سوريدي إلى جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية والتطورات في الأوضاع الإقليمية، إضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والدفاعية.
كما تناولت اللقاءات الجهود الممكن إطلاقها لكسر الانسداد السياسي في العملية السلمية عبر إطلاق حراك فاعل لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 ووفق المرجعيات المعتمدة وفِي مقدمها مبادرة السلام العربية.
وحذر الصفدي من “تبعات استمرار غياب أفق حل شامل للصراع يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والدولة وما يولده ذلك من تجذر لبيئة اليأس التي يعتاش عليها التطرّف ويتولد منها العنف اللذان يهددان الأمن والاستقرار في المنطقة كلها”.
وأكد وزير الخارجية ضرورة العمل الجماعي ضرورة اتخاذ خطوات عملية “تسهم في سد العجز المالي في موازنة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) ويمكنها من الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية لهم وفق تكليف الوكالة الأممي”.
ووضع الصفدي نظراءه في صورة الموقف الأردني والعربي الرافض لقرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل خرقا للقوانين الدولية التي تؤكد ان “القدس قضية من قضايا الوضع النهائي يحسم مصيرها في مفاوضات مباشرة ووفق قرارات الشرعية الدولية، والداعية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967.
إلى ذلك، بحث الصفدي التعاون بين المملكة ومنظمات الأمم المتحدة وضرورة استمرار المنظمات الدولية في المساعدة في تحمل أعباء أزمة اللجوء السوري في لقاءين منفصلين مع مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك.
وثمن الدور المهم لبرنامج الغذاء العالمي في المملكة وأشاد بالمستوى العالي من التعاون والتنسيق في تلبية احتياجات اللاجئين بين المملكة والأمم المتحدة، مشددا على ضرورة استمرار توفير التمويل اللازم لبرامج الأمم المتحدة ومنظماتها لمساعدة اللاجئين السوريين في المملكة التي تتحمل أعباء تفوق طاقاتها جراء استضافة 1.3 مليون سوري.
وشكر بيزلي ولوكوك الأردن على ما يقوم به من دور إنساني كبير في تحمل أعباء اللجوء. كما شكر لوكوك الأردن على موافقته إيصال مساعدات بشكل استثنائي لتجمع الركبان للنازحين السوريين في الأراضي السورية.
وأكد الصفدي أن المملكة وافقت على إيصال الدفعة الأخيرة من المساعدات من أراضيها لمرة واحدة بعد أن قدمت الأمم المتحدة خطة مقنعة لجهودها إيصال المساعدات للتجمع من داخل سورية، موضحا ان “الركبان مشكلة سورية ودولية وليس مسؤولية أردنية ويجب إيصال المساعدات للتجمع من داخل سورية في ضوء إمكانية ذلك ميدانيا ولن يتحمل الأردن مسؤولية الركبان الذي يجب التعامل معه في سياق سوري”.