مرايا – تسبب تقليص وكالة الغوث عدد عمال الوطن في مخيمي جرش وسوف بتردي اوضاع النظافة، فيما بدأت النفايات تتراكم بالطرقات الرئيسة والفرعية منذرة بحدوث كارثة بيئية.
وقال رئيس لجنة خدمات مخيم سوف عبد المحسن بنات إن وضع النظافة في المخيم مترد، وأصبحت النفايات تتراكم في الطرقات الفرعية والرئيسة، بعد ان أصبح عدد العمال 11 عاملا من اصل 17 عاملا كانوا يعملون بالمخيم.
وأضاف بنات أن المخيم ذو امتداد واسع وعدد سكانه بالآلاف، ويحتاج إلى زيادة بعدد العمال وليس تقليص عددهم، ما ينذر بحدوث مشاكل بيئية.
وأوضح أن تقليص “الاونروا” لعدد هؤلاء العمال نتج عن تراجع الدول المانحة عن دعم الوكالة لتمكينها من الاستمرار في تقديم الخدمات لسكان المخيم، وهو ما يهدد باقي الخدمات الحيوية التي تقدم بالمخيم كالصحة والتعليم وجميعها خدمات حيوية وضرورة لأبناء المخيم، وهم في هذه الأوضاع الصعبة.
وكانت “الاونروا” اقدمت مؤخرا على إنهاء خدمات 100 موظف وتعليق التعيين فيها لأسباب لها علاقة بالعجز المالي الذي تعاني منه.
وقال محمود العجوري وهو أحد سكان مخيم سوف أن النفايات منذ فترة بدأت تتراكم بشكل يومي بين أزقة المخيم وشوارعه الفرعية، مشكلة مكرهة صحية، مشيرا الى ان هذه الظاهرة لم يكن يراها السكان سابقا.
وحذر رئيس لجنة خدمات مخيم جرش عودة أبو صوصين من حدوث كارثة بيئية في مخيم جرش بدأت تظهر بوادرها منذ أسابيع قليلة، بعد وقف 11 عامل نظافة عن العمل، وإبقاء 14 عاملا فقط، وهم يخدمون ما يزيد على 20 الف نسمة في مخيم جرش.
ويؤكد ابو صوصين أن هذا العدد غير كاف ولا يغطي مختلف مناطق المخيم، سيما وأن 25 العدد السابق لم يكن يكفي لمختلف مناطق المخيم وتخفيض عددهم اسهم في تراكم النفايات بشكل واضح. وأضاف أن الشكاوي بدأت في المخيم لسوء اوضاع النظافة وتراكمها بين الأحياء السكنية، موضحا أن هذه الشكاوي ستتزايد في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وقال أبو صوصين إن وكالة الغوث قامت بتقليص الخدمات التي تقدمها في المخيم، ما سينعكس سلبا على مستوى الخدمات ومستوى العاملين في الوكالة وخاصة الخدمات الصحية وخدمات التعليم وخدمات الإغاثة التي كانت السبب في وجود الوكالة أصلا، وهي خدمة المخيمات وإغاثة اللاجئين.
وبين أن خدمات الوكالة يجب أن تستمر ما زالت القضية الفلسطينية قائمة ولم تحل والشعب الفلسطيني اللاجئ بأمس الحاجة لهذه الإغاثة والمساعدة.
ويرى أبو صوصين أن السبب وراء تقليص خدمات الوكالة هو ضعف الدعم الأميركي المقدم لها وتراجع أميركا عن دفع المخصصات المالية المطلوبة لدعم ومساعدة الشعب الفلسطيني اللاجئ.
وقال المواطن عيسى الغزي وهو من سكان مخيم جرش أن عدد العمال في المخيم أصبح غير كاف ولا يغطي كامل مناطق المخيم، الذي لا يقل عدد سكانه عن 12 الف نسمة، مدللا على ذلك بتراكم النفايات بشكل واضح فى المخيم مؤخرا. وحذر الغزي من حدوث كارثة بيئية في المخيم، إذا ما استمر وضع النظافة بالتراجع بهذا الشكل.
يذكر أن عمال الصحة والبيئة في مخيم جرش نفذوا الاسبوع الفائت، وقفة احتجاجية أمام مديرية وكالة الغوث في المخيم، احتجاجا على تقليص الخدمات التي تقدمها الوكالة للموظفين وأبناء المخيم.
من جانبه قال مصدر في “الاونروا” ان تراجع الدعم والتبرعات الدولية التي كانت تقدم للوكالة خلق عجزا في موازنتها وصل الى 171 مليون دولار، ما أجبرها على تقليص اعداد عمال، مشيرا الى ان ادارة الوكالة رأت ان هذا الاجراء اقل وطأة على اللاجئين من إلغاء الخدمات المقدمة لهم.