مرايا – صادف اليوم الثلاثاء الموافق للثلاثين من كانون الثاني، العيد السادس والخمسون لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث يمضي الأردن بقيادة جلالته ووعي أبناء وبنات الوطن قدما في مسيرة الإصلاح الشامل والبناء والإنجاز.
وبالرغم من التحديات التي يواجهها الوطن، يشكل الأردن بقيادة جلالة الملك إنموذجا للأمن والأمان والوحدة الوطنية والعيش المشترك، ويقف صامدا ومدافعا عن قضايا أمتيه العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس التي تعتبر رمزا للسلام في المنطقة والعالم.
وجلالة الملك، هو الحفيد الحادي والأربعون للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، والأبن الأكبر لجلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وسمو الأميرة منى الحسين.
وبنبأ مولد جلالته عام 1962، خاطب المغفور له، بإذن الله، الملك الحسين بن طلال الشعب الأردني، قائلا، “لقد كان من الباري جل وعلا، ومن فضله عليّ، وهو الرحمن الرحيم أنْ وهبني عبدالله، قبلَ بضعة أيام، وإذ كانت عينُ الوالد في نفسي، قد قُرت بهبة الله وأُعطية السماء؛ فإن ما أستشعره من سعادة وما أحس به من هناء لا يرد، إلا أنّ عُضوا جديدا قد وُلدَ لأسرتي الأردنية، وابنا جديدا قد جاء لأمتي العربية”.
وتابع “مثلما أنني نذرت نفسي، منذ البداية، لعزة هذه الأسرة ومجد تلك الأمة كذلك فإني قد نذرت عبد الله لأسرته الكبيرة، ووهبت حياته لأمته المجيدة، ولسوف يكبر عبدالله ويترعرع، في صفوفكم وبين إخوته وأخواته، من أبنائكم وبناتكم، وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد، سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده، وسيذكر تلك البهجة العميقة، التي شاءت محبتكم ووفاؤكم إلا أن تفجر أنهارها، في كل قلب من قلوبكم، وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه، الخادم المخلص لهذه الأسرة، والجندي الأمين، في جيش العروبة والإسلام”.
وفي الحادي والثلاثين من عام 1962 صدرت الإرادة الملكية السامية بتسمية الأمير عبدالله، وليا للعهد.
نودي بجلالة الملك عبد الله الثاني ملكا للأردن بُعيد وفاة والده المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال في العام 1999، ليتولى جلالته العهد الرابع للمملكة، ليعزز مسيرة بناء الأردن الحديث.
المراحل الدراسية والخدمة العسكرية لجلالته من الكلية العلمية الاسلامية في عمان، بدأت رحلة جلالة الملك عبدالله الثاني التعليمية الأولى عام 1966، انتقل بعدها لاستكمال المرحلتين الإعدادية والثانوية، في مدرسة سانت أدموند في ساري بإنجلترا، ومن ثم ليلتحق بعدها بمدرسة إيجلبروك، تبعها بعد ذلك باستكمال دراسته في أكاديمية دير فيلد في الولايات المتحدة الأميركية.
التحق جلالته عام 1980 بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وتخرج برتبة ملازم ثان عام 1981، ثم التحق عام 1982 بجامعة أوكسفورد في مجال الدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط.
وفي عام 1985 التحق جلالته بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأميركية.
حصل جلالته على درجة الماجستير في السياسة الدولية من جامعة جورج تاون عام 1989، بعد أن أتم برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية ضمن برنامج الماجستير في شؤون الخدمة الخارجية، المنظم تحت إطار مشروع الزمالة للقياديين في منتصف مرحلة الحياة المهنية.
عام 1992، قاد جلالته كتيبة المدرعات الملكية الثانية، وفي عام 1993 أصبح برتبة عقيد في قيادة اللواء المدرع الأربعين، ومن ثم مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الأردنية، ثم قائداً لها عام 1994 برتبة عميد، وأعاد تنظيم القوات الخاصة عام 1996 لتكون قيادة العمليات الخاصة، ورقي جلالته إلى رتبة لواء عام 1998.
تولى جلالته مهام نائب الملك عدة مرات أثناء غياب جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، عن الأردن.
الوظائف والمسؤوليات التحق جلالة الملك عبد الله الثاني بالقوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي، حيث بدأ كقائد لسرية في كتيبة الدبابات الملكية/17، عام 1989م، وبقي في صفوف العسكرية حتى أصبح قائداً للقوات الخاصة الملكية عام 1994م، برتبة عميد، وأعاد تنظيم هذه القوات وفق أحدث المعايير العسكرية الدولية.
ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية عام 1999 حافظ جلالته على العمل من أجل توحيد الصف العربي وتعزيز علاقات الأردن بأشقائه العرب كامتداد لسياسة والده – رحمه الله -وبمختلف الدول الصديقة في أرجاء العالم.
ورغم وجود الأردن في منطقة ملتهبة، فقد بذل جلالته جهودا مضاعفة للحفاظ على الاستقرار فيها، وواجهت المملكة مصاعب في ذلك نتيجة استقبال موجات النازحين السوريين منذ العام 2012.
أسرة جلالته اقترن جلالة الملك عبدالله الثاني بجلالة الملكة رانيا في العاشر من حزيران 1993، ورزق جلالتاهما بنجلين هما سمو الأمير الحسين، الذي صدرت الإرادة الملكية السامية باختياره وليا للعهد في 2 تموز 2009، وسمو الأمير هاشم، كما رزق جلالتاهما بابنتين هما سمو الأميرة إيمان وسمو الأميرة سلمى.