مرايا – رعى رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، الحفل الذي اقامته وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية اليوم الاربعاء بمناسبة اسبوع الوئام بين الاديان، بحضور وزير الاوقاف الدكتور وائل عربيات، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور عماد فاخوري، ومفتي عام المملكة سماحة الدكتور محمد الخلايلة، ونواب واعيان وأمناء ومدراء عامين وعلماء مسلمين ومسؤولين سابقين، ورجال الدين المسيحي وسفراء معتمدين لدى البلاط الملكي الهاشمي، وضباط وضباط صف من القوات المسلحة الاردنية-الجيش العربي والاجهزة الامنية وممثلات عن القطاع النسائي.
وقال عربيات في كلمة القاها “انه ليس من قبيل الصدفة ان تكون اول كلمة في القرآن الكريم تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي، اقرأ وليست اعبد ولا اعدل ولا جاهد، لأن الدعوة دون اقرأ ستكون تنفيراً، وفي المقابل فإن الجهل اذا اجتمع مع الفقر فإنه يساوي الاجرام ، والجهل اذا اجتمع مع الثراء يساوي الفساد والجهل مع الحرية يساوي الفوضى والجهل مع السلطة يساوي الاستبداد والجهل اذا اجتمع مع التدين فإنه يساوي الارهاب”.
واضاف عربيات، ان العلم يعطي القناعة ويساوي الحضارة والابداع والعدل والاستقامة، مضحا بان هذا الأمة عشقت الحب والوئام ونبذت الكراهية والخصام ، وأدركت أن الحياة لا تقوم الا بالتعددية والانفتاح، وأن هذه التعددية هي التي تحمي الهوية ، وأن الجمود والانغلاق والتقليد هو ما يهددها.
وأضاف عربيات ان الأمة اجتمع فيها عربها وكرديها وروميها وحبشها وفارسيها وقرشيها والاوسي والخزرجي ، والمسلم والمسيحي واليهودي والوثني ، فثبت ان الحب لله وللجار والاجتماع على كلمة سواء هو اهم مقومات دستور جمعها ووثيقة التقى الجميع على مبادئها ، وهي وثيقة المدينة المنورة ، وأول دستور مكتوب أقام دولة مدينة لا دينية ولا عرقية ولا ثيوقراطية تساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات وشارك فيها الجميع في صنع القرار واقامت العلاقة بين المسلمين وغيرهم على اساس المواطنة لا على اساس الاقليات ، ارتقى فيها الفرد الى درجة المواطنة .
وبين عربيات ان العهدة العمرية التي شهد عليها كبار صحابة رسول الله بالمحافظة على اهل القدس وعلى بيعهم وعلى كنائسهم وان لا يغير اسقف من اسقفيته ولا راهب من أمة اجتمع فيها العربي والكردي والرومي والحبشي رهبانيته وان لهم عهد الله وذمةَ رسوله وبقيت كنيسة القيامة تصان وتحترم حتى ان قبة الصخرة لم ترتفع عن قبة كنيسة القيامة بارتفاعها ولا بقطرها وداخل القبة تكتب مع آيات عظيمة عن المسيح عليه السلام تأكيداً ترسيخاً لمبدأ الوئام والنقاش والاحترام، وهو الذي التزم فيه الاردني في هذه العهدة العمرية والتي دعت احرار العرب وامة الاسلام لمبايعة شريف الامة الحسين بن علي طيب الله ثراه ملكاً للعرب وحامياً للقدس الشريف والتي صانها صاحب الوصاية وخادم الاماكن المقدسة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ودعت احرار الامة مرة اخرى وعلماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي لتجديد البيعة لرجل عظم في الكرامة محتده وشأى في الحق حتى غار ذكره في البلاد وانجد لحفيد ملك العرب الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حامياً للاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية ووصياً عليها ، نعم انه سر الاردن وشجرة الاردنيين والهاشميين اصلها ثابت وفرعها في السماء .
واكد على ان الامة تسود فيها قيم المحبة والوئام ويسعد الافراد بوجودهم بها ويستبسلون في الدفاع عن مبادئها وحرياتها وعدلها وانفتاحها واعترافها بخصوصية كل فرد فيها ، ومن هنا كان لا بد في مناهجنا ومدارسنا ومنابرنا ومساجدنا واسرنا وبيوتنا ان يكون لنا موقف من خطاب الكراهية الذي لا يستفيد منه الا الكارهون الحاقدون الذين مردوا على النفاق إن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا اذا هم يسخطون ، اننا اليوم بحاجة الى خطاب المحبة يقوده اولوا العزم من المسلحين القادرين على حث الخطى والسير دون الالتفاف الى اولئك المشككين المرجفين الذين يعيقون كل مسيرة للاصلاح ولا هدف لهم الا اعاقة المسيرة ، ورفض كل انجاز .
وخاطب عربيات كوادر الدعوة في الاوقاف بالقول” يا أئمة المساجد ويا علماء الهدى ويا من تقفون على المنابر هذا دوركم وميدانكم والامل معقود عليكم ان تنيروا بحقيقة الاسلام عقول اجيالنا الشابة زينة حاضرنا وعدة مستقبلنا من الوقوع في براثن الجهل والتبعية وتوجهوهم نحو الخلق القويم والعمل الراشد المستقيم”.
بدوره قال الاب نبيل حداد رئيس مركز التعايش الديني ان احتفالنا اليوم بمناسبة أسبوع الوئام الديني يأتي في ظل تبني العالم لمبادرة أردنية تدعو الى الوئام بين الاديان.
واصاف ان مآذن المساجد تعانق الكنائس في مشهد أردني رهيب يجسد السماحة والمحبة بين ابناء الوطن الواحد مما يشكل حالة الاردن الجميلة المبنية على التعايش بين المسلمين والمسيحيين وهو ما يميز الاردن عن غيره.
واشار الى ان الوئام يعني الاحترام للتنوع ونتاج لمعرفة وممارسة رصينة تنطوي على حب الله وحب الجار واحترام كل واحد منا للآخر، كما ويجسد فهم التعايش بين الناس، ونشر ثقافته بين الناس واجب على الجميع في الاردن ولنقف خلف قيادتنا الهاشمية.
واشار الى ان رسالة عمان تشكل حلف الفضول الذي حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونجتمع في الوئام والاردنيون في فهمهم له مدعون الى تكريس الروح مع حب الوطن وطاعتهم للسماء والتصاقهم بالوطن، وهذا المشهد جعل منهم انموذجا للتعايش الديني.
كما اشتمل الحفل على عرض مسرحي تم تقديمه بالشراكة والتعاون ما بين وزارة الاوقاف ومديرية العلاقات العامة بالمديرية العام للأمن العام.