مرايا – شؤون نيابية – قال رئيس كتلة الإصلاح النيابية د. عبد الله العكايلة ان الذي حصل في مصر هو انقلاب صارخ على شرعية وحيدة جاءت بانتخاب شعبي من تاريخ الفراعنة، الشرعية الوحيدة هي للرئيس مرسي، الذي فاز بانتخابات حقيقية وشعبية لا تزوير فيها ولا مال موظف فيها ولا ضغوط سلطوية، بل كانت خيارا شعبيا حقيقيا.
واعتبر العكايلة في حوار مع موقع عربي 21 ان هناك محاولة لشيطنة الإخوان المسلمين على يد السيسي، ومن قبل بعض دول الخليج ، من خلال تهم عبارة عن ترهات وحشرجات صغيرة جدا، ونكتة الموسم، من بعض التهم التي وجهت للحركة الإسلامية، مثل تهمة التخابر مع حماس، في الوقت الذي استقبلت مصر فيه وفود حماس بالقاهرة، ومن التهم التخابر مع قطر، وهذه تهم أسخف من أن ينظر إليها، لذلك حاول قبل السيسي مبارك والسادات وجمال عبد الناصر شيطنة الإخوان، فما زادت الحركة إلا قوة وانتشارا.
وقال العكايلة ان إن دولا عربية، من بينها خليجية، تحاول عزل الدور الأردني في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مؤكدا أن “الوصاية الهاشمية على المقدسات أمر لا يستطيع أحد أن يكابر به، فهي وصاية تاريخية ودور عضوي ديمغرافي وجغرافي واقعي، لا يستطيع أحد أن يقفز من فوقه”.
ودعا العكايلة إلى إعادة النظر في قرار تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر، مستذكرا وقوف قطر إلى جانب الأردن، قائلا إن “قطر هي الدولة الوحيدة التي هبت لنجدتنا، في حين كل الدول الأخرى اعتذرت عن تقديم فلس واحد لنا، وكانت في أيام الشيخ خليفة رحمه الله مقوله مشهورة للمرحوم، عندما قال للملك حسين رحمه الله: نقتسم معك رغيف الخبز، وقام بتقديم مساعدة مالية للأردن، لقطر تاريخ مشرف معنا لا بد أن نقدره، ولا بد أن نعيد النظر في مسألة تخفيض التمثيل الدبلوماسي، فنحن الخاسرون في مثل هذه الحالة”.
وعن تعليق كتلة الإصلاح لمناقشة قانون موازنة 2018، والانتقادات التي طالت الكتلة عقب ذلك ، قال العكايلة ، انه في البداية وقفنا ما يقارب 105 نواب وقعنا مذكرة، اتفقنا فيها جميعا على التصدي لهذه الموازنة، التي تعدّ أسوأ وأقسى موازنة في تاريخ الحياة التشريعية الأردنية، واتفقنا في كتلة الإصلاح النيابية، مع الموقعين على المذكرة أن لا ندخل جلسات مناقشة الموازنة، حتى تعود الحكومة عن هذا القرار، لكن للأسف فوجئنا بأن زملائنا الذين وقعوا معنا دخلوا بينما بقينا مع عدد محدود جدا من النواب خارج القاعة، ولو التزم زملاؤنا معنا لما استطاعت الحكومة تمرير مشروع الموازنة وسحبته وعدلته أو استقالت الحكومة في حال ثبت النواب على موقفهم وتكون سابقة في تاريخ الحياة السياسية الأردنية ينتصر فيها النواب للشعب.
واعتبر العكايلة ان هذه الحكومة في قراراتها التي لا قدرة للمواطن على تحملها ستدفع المواطن للانفجار في الشارع، وهذا ما نخشاه أن ينفجر الشارع لا قدر الله وتبدأ حركة الناس بلا هوادة أو وعي وانضباط واعتداء على الممتلكات العامة، وهذا لا نريده، لكن للأسف هذه أكثر حكومة جاءت بقرارات ضريبية ورفع أسعار لم تأتي بها حكومات سابقة بهذه الصورة المتزايدة.
واردف : الحكومة تعول على سكوت الشارع، وتقول للمواطن نحن في محيط ملتهب، ورأس مالنا أمننا، واستقرارنا، لكن المواطن الأردني هو من الذي يحافظ على هذا الأمن والتزامه بهذا الأمن التزاما ذاتيا يجعل الأمن مستقر في هذا البلد، لكن إذا كانت الحكومة دائما تقارن حال المواطن الأردني بالأسوأ قد لا تستمر هذه المعادلة للنهاية، ففي اللحظة التي يبدأ المواطن الأردني فيها بالتوقف عن الحساب والمقارنة ويصل إلى مرحلة يفقد وعيه هنالك الكارثة، والمواطن على حافة هذه الحالة.
وعن الخطوة القادمة لمواجهة القرارات الاقتصادية الحكومية بعد إقرارها، قال العكايلة ان المجلس وجه 4 مذكرات لطرح الثقة بالحكومة، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ذات كفاءات عالية وقدرة وأمانة وبعد جماهيري عندها الرؤية لوضع خطة للنهوض بالبلد محليا وخارجيا، لكن للأسف لم يستجب لنا.
وعن محاولات دول عربية سحب الوصاية الهاشمية من يد الأردن قال العكايلة : لمسنا في الدورة الاستثنائية للبرلمان العربي التي عقدت مؤخرا في المغرب، تحركا من زملائنا وأشقائنا لعزل الدور الأردني في هذه القضية، ولكن كان هنالك دور في الحقيقة، لرئيس مجلس النواب، وأخبرنا عن هذه المحاولات لتهميش الدور الأردني في قضية القدس، وأصر رئيس الوفد الأردني على أنه لا يمكن إلا إبراز الدور الهاشمي والوصاية الهاشمية في حماية المقدسات والولاية عليها وهذا أمر لا يستطيع أحد أن يكابر به فهي وصاية تاريخية ودور عضوي ديمغرافي وجغرافي واقعي لا يستطيع أحد أن يقفز من فوقه.
وعن التقارب مع إيران والدعوات لفتح علاقات اقتصادية معها، قال العكايلة أننا في ظل هذه المعادلة الجديدة الدولية وبعد قرار ترامب، وفي ظل هذه العصلجة الصهيونية وهذا التمرد والتعالي والغطرسة والوقاحة في إعلان تصفية القضية الفلسطينية وتهديد الأردن، لا بد لنا من أن نتجه نحو تحالفات جديدة مع تركيا وقطر وإيران وإندونيسيا وماليزيا وروسيا وكل الدول التي نعتقد أن التحالف معها يعطينا وزنا آخر وتوازن المصالح والمواقف السياسية وجعل الطرف الآخر يفكر ماليا بأننا لسنا من الذين ينفرد بهم على الساحة، بل نستطيع أن نمد أيدينا وعلاقاتنا لمحيطنا العربي والإسلامي حتى نشكل تحالفا جديدا مقابل هذا التحالف الطامع المتغطرس الذي يسعى إلى تكريس مسألة الاستعمار والاحتلال الصهيوني لفلسطين.