مرايا – تشهد الحركة السياحية في محافظة الكرك تراجعا كبيرا في حركة السياح القادمين الى المحافظة، وخصوصا القادمين لزيارة قلعة الكرك التاريخية، وهي أبرز المواقع السياحية بالمحافظة، ما ادى الى تدهور اوضاع العاملين بهذا القطاع.
ويشكو عاملون بقطاع السياحة بالمحافظة من تردي واقع الحال بالقطاع السياحي، ما يؤدي إلى تكبدهم خسائر مالية كبيرة، بسبب الالتزامات المالية الكبيرة المترتبة عليهم، في الوقت الذي يحقق العمل بالسياحة مردودا ماليا ضعيفا.
ويواجه القطاع السياحي في محافظة الكرك العديد من التحديات والمعوقات اهمها ضعف اعداد السياح من خارج وداخل المملكة، اضافة الى تلك المتعلقة بواقع المحافظة وغياب المرافق ونقص الكوادر السياحية المؤهلة للعمل بالقطاع، وفقا للعديد من الفاعليات الرسمية والشعبية بالكرك.
ورغم وجود العديد من المواقع السياحية الطبيعية والأثرية في المحافظة والممتدة على مختلف مناطقها، الا أن تأثير الحركة السياحية بالواقع الاقتصادي بالكرك ما يزال ضعيفا.
وكانت اعداد الزوار لقلعة الكرك وبحسب احصائيات رسمية قد انخفضت خلال السنوات الماضية بشكل كبير، فمن مستوى زوار عند 63 الف زائر سنويا مع بداية العقد الحالي انخفضت اعداد الزوار الى زهاء 17 الف زائر سنويا العام الماضي.
وقال عصام الشمايلة احد المستثمرين في قطاع المطاعم بالقرب من قلعة الكرك، ان واقع قطاع السياحة مؤلم بسبب تردي احوال السياحة بالمحافظة، وخصوصا تلك المرتبطة بقلعة الكرك.
وبين أن المرافق الخدمية بقطاع السياحة، وخصوصا المطاعم تعاني من تكبد خسائر مالية كبيرة بسبب ضعف السياح، لافتا الى مرور اكثر من اسبوع قبل ان يزور سائح واحد للمطعم.
وأكد ان الكلف التشغيلية المرتفعة تساهم في تردي احوال القطاع السياحي بالمحافظة في ظل غياب السياح، مشيرا الى ان الاجهزة الرسمية لا تتخذ أي اجراء لزيادة اعداد السياح المتوجهين لزيارة المحافظة، رغم ارتفاع اعداد السياح على المستوى الوطني كما تتحدث ارقام وزارة السياحة.
ويؤكد صاحب محل تحف وحرف شعبية احمد الضمور ان جميع المرافق والمحال، التي تقدم الخدمات للسياح تعاني من تردي اوضاعها بسبب ضعف الحركة السياحية بالمحافظة، وشبه غياب للسياح عن زيارة القلعة والمرافق السياحية الأخرى بالمحافظة، ما يكبد العاملين بالقطاع خسائر مالية كبيرة.
ودعا رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية، خالد الضمور، الى مراجعة شاملة لواقع القطاع السياحي بالكرك بسبب الاستثمارات الكبيرة، التي أنفقت على القطاع ولم تؤدّ الى تطور القطاع، أو زيادة مساهمته بالحركة الاقتصادية في المحافظة.
من جهته أشار مدير مكتب السياحة بالكرك محمود الصعوب ان انخفاض أعداد السياح خلال الاعوام الماضية، جاء بسبب الظروف الاقليمية المحيطة بالمملكة، والتي ادت الى ضعف الحركة السياحية بالكرك، لافتا الى حدوث تحسن في اعداد السياح حاليا، حيث ارتفعت اعداد زوار قلعة الكرك من 14 ألف زائر العام 2016 إلى 17 ألف زائر العام الماضي.
وأشار الصعوب ان هناك اسبابا لتراجع حركة السياح بالمحافظة، وتعود الى صعوبة التنقل وحركة السير داخل مدينة الكرك، وهو الأمر الذي يمنع المجموعات السياحية من زيارة المدينة، بالإضافة الى غياب المرافق الخدمية في بعض المواقع السياحية، وخصوصا المطاعم ومرافق أخرى ضرورية للسياح، يجب على المواطنين والمستثمرين توفيرها حتى يتمكن الزائر من القدوم للمحافظة.
ولفت الى ان الوزارة تعد الآن برنامجا وطنيا للسياحة الداخلية، يتضمن زيارات سياحية للاسر الاردنية للمحافظات، ومن بينها الكرك للقدوم وزيارة المواقع السياحية فيها.
وبين أن المحافظة شهدت خلال الأعوام الماضية تنفيذ ثلاثة مشاريع سياحية، إضافة الى المشروع السياحي، الذي تضمن تطوير ساحة القلعة الرئيسية ومشروع إضاءة قلعة الكرك كاملة، والمشروع السياحي الثالث بكلفة 10 ملايين دينار.
ويشير الى أن محافظة الكرك ستشهد تنفيذ مشاريع أخرى في الفترة المقبلة، وعلى أثرها سيتم تأهيل العديد من المواقع السياحية بشكل مناسب، لاستقبال الزوار والسياح من الخارج والداخل.