مرايا – قال الامين العام للجنة الملكية لشؤون القدس الدكتور عبدالله كنعان، إن القدس تحتل مركز الصدارة في سياسة الدولة الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
واضاف خلال محاضرة القاها في الجمعية الاردنية للبحث العلمي وادارها رئيس الجمعية الدكتور انور البطيخي بعنوان “السياسة الاردنية تجاه القدس”، ان “محورية وأهمية قضية القدس في السياسة الأردنية تتبدى منذ عهد إمارة شرق الأردن في عام 1921 وتمسك الهاشميين بعروبة فلسطين والحفاظ على هوية القدس عربية إسلامية وحماية مقدساتها الإسلامية والمسيحية والتأكيد على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حل الدولتين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وقال إن جلالة الملك عبد الله الثاني قاد السياسة والدبلوماسية الأردنية بالتصدي المباشر للسياسة الإسرائيلية التهويدية، واعتداءاتها المتكررة، ومن خلال الحضور الملكي السامي في المحافل والمنابر الدولية، ولقاءاته مع زعماء وقادة العالم وزياراته التي يقوم بها لعواصم دول صنع القرار السياسي العالمي والمكرسة بالدرجة الأساس للقضية الفلسطينية بعامة والقدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية على وجه الخصوص، منادياً ومطالباً المجتمع الدولي بضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واضاف انه لولا هذه السياسة الأردنية لكانت إسرائيل اليوم قد طوت والى الأبد صفحة احتلالها للضفة الغربية وقدسها ومقدساتها، ولما كان هناك للعرب مسيحيين ومسلمين على امتداد العالم الإسلامي وخارجه قضية اسمها القدس.
وبين أن خطاب السياسة الخارجية الأردنية من خلال الاتصالات والزيارات والتصريحات واللقاءات تركز على عدة محاور أهمها ان القضية الفلسطينية هي لب الصراعات ومصدر عدم الاستقرار في المنطقة والإقليم، وبدون حلها لن يكون هناك أمن ولا استقرار ولا تنمية، مشيراً أنه في ضوء الأطماع الإسرائيلية والتعنت الإسرائيلي فإن الحل الوحيد الذي سيخرج المنطقة من الصراع يتمثل في إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل ودائم لمختلف قضايا الحل النهائي بما فيها قضية اللاجئين.
وقال إن العبث الاسرائيلي بالمسجد الأقصى وحرمه (144 ألف متر مربع) هو بمثابة لعب في النار ستشعل حرباً دينية، وإن الدور الأردني المتمثل برعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس يتم بتنسيق كامل مع السلطة الفلسطينية حتى لا تكون هذه المقدسات لقمة صائغة لإسرائيل، مشيرا الى التنسيق بين الدبلوماسية الأردنية والفلسطينية في جميع المواقف والأحداث، وهو ما يتطلب من الدول العربية والإسلامية والدول المحبة للسلام دعم الجهود الأردنية الفلسطينية من الناحية السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية لحل قضية فلسطين ومنها قضية القدس.
واكد ان الحاجة ملحة لجهد حقوقي وإعلامي مصاحب للجهود السياسية والدبلوماسية للمطالبة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بقضية القدس.
واشار كنعان الى ان جلالة الملك عبد الله الثاني حذر من التبعات الخطيرة للاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها اليها، وتاكيد جلالته بان نقل السفارة لا بد أن يأتي ضمن إطار حل شمولي يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وعرض للموقف الاردني الرافض للقرار الاميركي على كل المستويات، مشيرا الى الجهود الاردنيية الكبيرة في المحافل والساحات الدولية للحد من تاثير قرار الادارة الاميركية، والسعي لاعادة اطلاق عملية السلام استنادا للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام.
واكد كنعان ان القدس هي لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وكذلك لكل المسيحيين وهي جزءٌ من العقيدة الإسلامية وواجب كل العرب والمسلمين والمسيحيين دعم الأردن الذي ينوب عنهم جميعاً في التصدي لهذا العدوان الإسرائيلي، مثلما اكد أن لا استقرار ولا أمن في المنطقة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.