مرايا – أطلقت وزارة التربية والتعليم وشركاؤها الاربعاء، البرنامج الوطني للتمكين والتشغيل في قطاع الخدمات لرياض الأطفال.

وجاء اطلاق البرنامج تحت شعار “شراكتنا من أجل مستقبل أطفالنا”، في إطار سعي الوزارة من خلال الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية (محور الطفولة) للحصول على تعليم نوعي في مرحلة الطفولة المبكرة، بهدف رفع استعداد الأطفال للتعلّم، وتوسيع نطاق التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ووضع سياسة وإطار تنظيمي للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.

وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت في وقت سابق، عن انخفاض نسب الالتحاق في مرحلة التعليم قبل المدرسة، وبخاصة في المناطق ذات الكثافة والأكثر حاجة.

وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، خلال اطلاق البرنامج، ان الوزارة ستعمل على رفع نسبة الملتحقين برياض الاطفال KG2 من 59 بالمائة الآن إلى من 80 بالمائة خلال السنوات المقبلة، من خلال استحداث 315 غرفة لرياض الأطفال وصولا إلى 2520 غرفة في العام 2025، وتطوير مناهج ذات جودة، وبناء الشراكات مع القطاع الخاص والأهلي والمجتمع المدني لتهيئة الأطفال لمرحلة التعليم الأساسي، تمهيداً لأن تكون مرحلة رياض الأطفال إلزامية.

وقال إن المشروع، الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية وصندوق التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني وصندوق التنمية والتشغيل، يأتي تنفيذاً للرؤية الملكية السامية بالعمل على تطوير المجتمع الأردني في كافة المجالات من خلال الشراكة بين كافة القطاعات الحكومية والخاصة للوصول إلى مستقبل زاهر في مختلف النواحي.

ولفت إلى التوجيهات الملكية السامية، والتي أكدت أهمية تنمية الإنسان باعتباره رأس المال البشري، واهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله بمرحلة الطفولة المبكرة كركيزة أساسية لتحقيق التنمية البشرية المستدامة، ورافداً حيوياً يسهم في تحقيق الرؤى والتطلعات المستقبلية، ولبنة أساسية يرتكز عليها الوطن في تعزيز نهضته وتحقيق الرفاه لأفراده.

وقال الدكتور الرزاز ان الاهتمام بالطفولة يعد مطلبا حيويا للإعداد والتحضير للمستقبل واستجابة منطقية تسعى الوزارة من خلالها إلى تأهيل الأطفال وتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم على تحقيق أقصى درجات النمو والتعليم للاستجابة إلى تلك الاحتياجات وضمان نوعية الرعاية الشاملة التي تحقق النمو المتوازن، وبما يمكّن الأطفال من تحقيق الانتقال المناسب إلى المراحل التعليمية اللاحقة بعد اكتسابهم المهارات النمائية والتعليمية والشخصية اللازمة لتحقيق متطلبات الابداع.

وبين ان الاستثمار في مجال رعاية الطفولة المبكرة والتعليم من شأنه أن يحسن من الصحة النفسية والجسدية للأطفال ويزيد من مستوى الأداء المدرسي والتحصيل العلمي، مشيرا في هذا الاطار الى الدراسات العالمية التي بينت ان كل دولار يستثمر في تنمية ورعاية الطفولة المبكرة يولد عائدات تقدر قيمتها من 6- 17 دولارا.

وقال ان مؤسسة الملكة رانيا بادرت بالعمل مع اساتذة وباحثين من جامعة هارفرد والجامعات الأردنية، لإجراء دراسة لتقدير العوائد الاقتصادية لتعليم ورعاية الطفولة المبكرة في الأردن، حيث خلصت الدراسة الى أن كل دينار يتم انفاقه على تعليم ورعاية الطفولة المبكرة سيحقق عائدات بقيمة 9 دنانير على شكل فوائد في التحصيل المدرسي وسوق العمل.

وقال، ان الاتفاقية التي تم توقيعها اخيرا بين الشركاء جميعاً والتي تُحدد المسؤوليات لكل مؤسسة للنهوض بمرحلة رياض الأطفال وزيادة نسب الالتحاق، تشكل مرحلة جديدة مكملة للمراحل الاولى التي بدأتها وزارة التربية والتعليم في هذا المجال لتشمل كل طفل على الارض الاردنية.

وبين ان الوزارة الحوافز للراغبين في المشاركة في المشروع الوطني من خلال تسديد نصف رواتب المعلمات للسنتين الأولى والثانية وقيمة اشتراك الضمان الاجتماعي وقيمة التأمين الصحي وبدل المواصلات بحسب الحد الأدنى للأجور، وتدريب المعلمات على برامج الطفولة، وتأهيل البنية التحتية وتأثيث غرف رياض الأطفال من خلال القروض الميسرة.

ودعا الجمعيات الراغبة بالاستفادة من هذا المشروع الوطني الى تعبئة الطلبات من خلال موقع الوزارة (www.moe.gov.jo).

من جانبه، أشاد ممثل منظمة اليونيسف في الاردن روبرت جينكيز، بجهود الحكومة لوضع خطة طموحة لتوسيع نطاق التدخلات الجيدة في مرحلة الطفولة المبكرة بما في ذلك برنامج دعم الرعاية الوالدية ودور الحضانة والتعليم قبل المدرسة.

وقال جينكيز ان التدخل المبكر في حياة الطفل يساعد الاطفال للوصول الى كامل امكاناتهم ووضع أسس متينة لبيئة مستدامة في الاردن.

من ناحيته، عرض رئيس جمعية المركز الاسلامي فواز المزرعاوي، لتجربة الجمعيات الخيرية في رياض الاطفال التي تستثمر في الطفولة المبكرة وتطوير آلية العمل للتعامل مع الطفل بشكل جيد بشكل يتناسب وقدراته الذهنية، من خلال توفير بيئة آمنة تستقطب اطفال المناطق النائية والفقيرة، مبينا ان مشروع “مكاني” الذي اطلقته الجمعية استطاع انشاء ما يقرب من 19 روضة في جميع انحاء المملكة.

ويأتي دور الجمعيات، بحسب المزرعاوي، ايمانا بأهمية الشراكة والاحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع المحلي.

بدورها، قالت مؤسسة حضانة بلاد الالعاب، ديما القيسي، “خرجنا في هذه المرحلة من التركيز الاكاديمي الى العمل على المهارات الاساسية والحياتية والتعامل مع الآخر ومع ما يدور حول الطفل مثل التركيز على توفير البيئة المناسبة للطفل والتركيز على الاسس التفاعلية داخل الصف”.