مرايا – اكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، اهمية الشراكة ما بين القطاع العام ممثل بالوازرة ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة لايجاد بيئية مدرسية ملائمة للطلبة تساعد في استقطابهم للمدارس و تحسين تحصيلهم الدراسي.

واعتبر الدكتور الرزاز ان انتقال الطالب من بيته واسرته إلى المدرسة باعتبارها بيته الثاني، سيسهم في بناء المواطن المنتمي لوطنه ومدرسته والفاعل في مجتمعه اذا ما كان هذا الانتقال ناجحا وتوفرت له أسباب الاستقرار النفسي.

واكد الدكتور الرزاز، خلال رعايته في مدرسة عين جالوت الثانوية الشاملة للبنات اليوم الخميس، اشهار مبادرة ‘ خطوتي للعمل التطوعي ‘، بحضور وزيرة التنمية الاجتماعية ووزير الشباب وامين عمان، ان هذا الانتقال اذا ما كان غير ناجح ولم يحقق للطالب الشعور بالانتماء لمدرسته، سيعزز الاحساس بالغربة والتهميش لدى الطالب وسيزرع فيه بذور الحقد والكراهية .

وقال ان الوزارة تؤمن بأهمية المشاركة والمسؤولية المجتمعية في دعم التعليم، معتبرا ان هذه المبادرة خير مثال على الشراكة النموذجية بين القطاعين العام والخاص، مشيرا في هذا الاطار إلى مبادرة الوقف التعليمي التي اطلقت في وقت سابق والتي تعتبر الحاضنة لجميع المبادرات المجتمعية الهادفة إلى دعم التعليم.

وشدد وزير التربية والتعليم على أهمية مواجهة الواقع والتحديات والبحث عن الحلول بشأنها اذا ما اردنا النهوض بالعملية التربوية في جميع مجالاتها، عبر تعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني من خلال المشاركة المجتمعية للقطاعات والفئات المختلفة في المجتمع.

واعرب عن شكر وتقدير الوزارة لمبادرة خطوتي والقائمين عليها، داعيا إلى المزيد من هذه المبادرات المسؤولة والهادفة والمستدامة.

وتعتبر ‘خطوتي’ مبادرة مجتمعية تهدف المساهمة في تطوير البيئة التعليمية للمدارس الحكومية، من خلال تحسين البنية التحتية فيها، وتمكين قياداتها التربوية، وتأسيس شراكات دائمة ما بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني من اجل استدامة عملية التطوير التربوي ودعمها بجميع الوسائل الممكنة.

وتقوم رؤية المباردة على إيجاد مدرسة آمنة ومتعلم مبدع وتنمية مجتمعية مستدامة، فيما تسعى من خلال رسالتها إلى توطيد اواصر الشراكة ما بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع العام ووزارة التربية والتعليم من أجل استعادة النوعية والامتياز والتميز للمدرسة الحكومية في الاردن.

من جانبه، اكد رئيس الهيئة التاسيسة للمبادرة، النائب الأول لرئيس مجلس النواب خميس عطية، ان ضيق الامكانيات المادية للدولة، انعكس بشكل واضح على حاجة الكثير مدارسنا الحكومية في الأردن الى اعادة البناء او اصلاح في مرافقها، مشيرا إلى الفرق في البنى التحتية ما بين المدارس الحكومية ونظيراتها في القطاع الخاص.

واشار إلى المستوى الاكاديمي المتفوق للمدارس الحكومية التي خرجت وما زالت اجيالا من أبناء الوطن منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مبينا ان فكرة المبادرة ألتي عمل على بلورتها مع العين هيفاء النجار باعتبارها قائدة تربوية، تسعى لان تكون حاضنة في مجال المسؤولية الاجتماعية وتشجيع كل من يريد المساهمة في اصلاح المباني المدرسية وتطوير بيئتها التعليمية.

وقال ان مبادرة’ خطوتي’، تهدف الى مشاركة الجميع في تحمل المسؤولية من خلال الاهتمام بالبيئة المدرسية والبنية التحتية للمدارس وتطوير البيئة التعليمية فيها، وتشكل عنوانا عريضا لمشاركة القطاع الخاص في التنمية، وتحتاج إلى الدعم لاكمال المسيرة، وتحتاج ايضا إلى خبرات الجميع وعلى رأسهم الخبراء في وزارة التربية والتعليم لتحديد ظروف واحتياجات المدارس.

وقال ان فكرة المبادرة تطورت بعد دراستها مع جميع القائمين عليها، وتجسدت في تأسيس جمعية ‘خطوتي’ لكتون المرجعية المسؤولة عن المبادرة، وبما يضمن مأسستها واستمراريتها، مبينا ان الجمعية تعمل وفق منهجية مؤسسية وبالتعاون والتشارك مع وزارة التربية والتعليم، وكل الجهات المعنية بقطاع التعليم بما فيها مؤسسات المجتمع المدني ومع الجهات الداعمة مباشرة.

وقال ان المبادرة عملت منذ بداياتها الأولى، على اصلاح البنية التحتية لعدد من المدارس الحكومية في مختلف مناطق المملكة، لانها مبادرة لكل الوطن وتهتم بالتعليم في كل انحائه.

وتعمل المبادرة بحسب عطية، وفق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لتطوير التعليم والمبادئ التي وردت في الورقة النقاشية الملكية حول التعليم، بحيث يكون للقطاع الخاص دور في المسؤولية الاجتماعية و تحمل مسؤوليته مع الدولة في قطاع التعليم، مشيرا كذلك إلى رؤية جلالة الملكة رانيا العبدالله في تطوير التعليم، وبما يحقق التكاملية في الادوار وجعل البيئة التعليمية في المدارس الحكومية على اكمل وجه.

وقال ان المبادرة تسعى لان يتمتع ابناؤنا الطلبة بمباني ومرافق مدرسية حكومية حديثة وجديدة، تتوفر فيها وسائل وبيئة تعليمية حديثة تمكن من مواكبة التقدم العلمي الهائل للبشرية وبخاصة في مجال التعليم الرقمي واستخدام الحاسوب في التعليم.

وعبر النائب عطية، عن شكره لوزارة التربية والتعليم ووزيرها وكوادرها، لما تقدمه من تسهيلات لانحاج اهداف المبادرة، مشيدا كذلك بدور الشركاء في القطاع الخاص على دعمهم للمبادرة، وجهود فريق المبادرة والمتطوعين معها.

وعرض خلال حفل إطلاق المبادرة فيلما حول المبادرة والاعمال التي نفذتها في عدد من المدارس.

وكان امين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون المالية والادارية سامي السلايطة وقع بحضور الوزير الرزاز مذكرة تفاهم ما بين الوزارة وجمعية خطوتي لتأطير الشراكة بين الجانبين في مجال صيانة المدارس وتحسين البيئة التعليمية والبنية التحتية.

وكرم الدكتور الرزاز في نهاية الحفل الداعمين للمبادرة.