مرايا -شؤون نيابية – اكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة أننا “نقف خلف جلالة الملك عبدالله الثاني في مطالبه المنصفة، بأن مدخل الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتأتى إلا عبر حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وعبر اعلان قيام دولة فلسطين التاريخية على ترابها الوطني على حدود الرابع من حزيران من العام 1967وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين”.
وقال، لدى استقباله اليوم الاثنين رئيس مجلس النواب الجورجي الدكتور ايراكلي كوباخيدزه والوفد المرافق له، ان مجلس النواب “يعتبر القرار الاميركي المتضمن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن اليها، خطوة محبطة ستؤثر سلبا على استمرارية جهود العملية السلمية، وستصب في مصلحة قوى التطرف والارهاب على حساب قوى الاعتدال في المنطقة”.
واضاف، ان استمرارية الحرب في سورية، وغياب آفاق الحل السياسي الذي يحافظ على وحدة الاراضي السورية وصمود وكفاءة جيشها ووقف شلال الدم هناك، “سيترك ظلالا قاتمة على مستقبل المنطقة”، مشيرا الى ان المملكة تفتخر بأنها حافظت وتحافظ على أمنها واستقرارها على الرغم من الظروف المحيطة بها، وبالرغم من أننا نجاور الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية ونواجه استعصاء حل ملفات التسوية النهائية في الصراع العربي الاسرائيلي عموما، والفلسطيني الاسرائيلي خصوصا.
وأوضح الطراونة اننا واجهنا على مدى الأعوام الماضية أزمة الحروب الدائرة على حدودنا الشمالية مع سورية، والشرقية مع العراق، مضافا إلى كل ذلك أزمة حربنا الدائرة على الإرهاب ومحاولات تصفيته عسكريا وأمنيا وفكريا، مبينا اننا نواجه اليوم استحقاقات خطيرة في مواجهة قوى الشر والارهاب التي تختبئ تحت غطاء الدين، والدين الاسلامي منهم براء، ونحتاج في هذه المواجهة مشاركة اممية، لأن تصدير خطر الإرهاب بات تحديا يواجه جميع المجتمعات الآمنة.
وقال، “مطلوب منا اليوم أن نكرس جهودنا لمواجهة الاٍرهاب عبر مستويات متعددة، فتصفية الاٍرهاب عسكريا لا يعني توقف الجهود، بل علينا العمل وبالوتيرة نفسها لمكافحة التطرف أمنيا والتفرغ بعدها لمواجهته فكريا”.
وأكد الطراونة انه “بغير تسوية قضايا المنطقة سياسيا، وتجسير التفاهمات، واستثمار ضغط الدول المؤثرة في المنطقة، فإننا سنظل تحت نير الحروب والاقتتال”، مشيرا إلى أن تلك التحديات جميعها هي ما اثر في تراجع المستويات المعيشية والاقتصادية لدول وشعوب المنطقة، وجعلنا نخضع لتداعيات مركبة ومعقدة نخشى من تبعاتها.
ونوه الى ان الاردن فتح حدوده احتراما للقانون الدولي واستقبل العديد من موجات اللجوء العراقي والليبي واليمني والسوري اضافة للجوء الفلسطيني الذي مضى عليه عشرات الأعوام حتى غدا الاردن الدولة الوحيدة في العالم التي استقبلت اكثر من نصف عدد سكانها من اللاجئين، مستعرضا الاصلاحات الشاملة التي نفذتها المملكة في الوقت الذي كانت المنطقة تعج بالقتل والتدمير.
واعرب عن تطلعه إلى تحقيق المزيد من التعاون بين الأردن وجورجيا لما فيه مصالح الشعبين الصديقين، معرباً عن ثقته بأن استمرارية اللقاءات الرسمية من شأنها أن توصلنا في نهاية المطاف إلى تفاهمات مبدئية تتعلق بمستقبل منطقتنا التي تعاني من اضطرابات متعددة نتيجة حالة عدم الاستقرار في دول الجوار من حولنا.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة تنمية وتعزيز العلاقات الثنائية لاسيما تسهيل اجراءات منح الفيز وزيادة التعاون الثقافي والسياحي والاقتصادي.
بدوره، اكد كوباخيدزة ان الاردن وجورجيا لديهما مصالح وقضايا مشتركة، لافتا الى ان زيارة الوفد البرلماني للأردن تأتي لتوثيق علاقات التعاون المتميزة بين البلدين الصديقين.
واضاف ان بلاده مهتمة بتنمية وتعزيز علاقاتها مع الاردن في المجالات كافة خاصة البرلمانية والاقتصادية والسياحية.
وقال، ان الارهاب يعد من القضايا المهمة التي يجب علينا مواجهتها، مشددا على ان الاردن وجورجيا لديهما تحديات مشتركة تجاه اللاجئين ومحاربة الارهاب، ومن المهم ان نساند بعضنا البعض، وعليه فإننا نستطيع التعاون فيما يخص قضية القدس.
وثمن كوباخيدزة دور المملكة الطليعي ازاء قضايا المنطقة لاسيما استقبال اللاجئين والجهود المبذولة لتحقيق الامن والاستقرار والسلام.