مرايا – دعا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، إلى إتباع نهج إقليمي لتحقيق السلام في المشرق، مضيفا أنه لا يمكن لدولة أن تحل مشاكلها بشكل منفرد، فإما أن نعمل على تحقيق استقرار المنطقة ككل أو أن نستمر بالتعامل مع التحديات التي تواجهنا بصورة مجتزأة.
وأشار سموه، خلال ندوة «المشرق بين الماضي والحاضر» التي نظمها منتدى الفكر العربي بالتعاون مع السفارة التركية في عمّان امس الأحد، إلى أهمية التركيز على القضايا الإقليمية المشتركة لبناء السلام، وتعزيز مفهوم «الأمن الإنساني» الذي يمكن تحقيقه عبر بناء شبكة إنسانية تدعم تحقيق السلام وتوفر الأساس لبناء الأمن والتعاون في منطقة المشرق.
ودعا سموه إلى تأسيس «مجلس مواطنة المشرق»، كمبادرة من منظمات المجتمع المدني داخل الإقليم، مشيرا إلى الاستفادة من التجارب العالمية بهذا الخصوص.
كما دعا سموه إلى الانتقال من الاعتماد على الاقتصاد الريعي إلى بناء قاعدة صناعية حديثة، وضرورة تطوير المنظومة التعليمية في المنطقة.
وأشار سموه إلى أن بناء نهضتنا في المشرق يتطلب أن ننظر إلى الماضي كمقدمة للحاضر، وأن نتحدث عن التاريخ كنقطة التقاء لتحقيق بدايات جديدة تمكننا من العمل معا لمواجهة التحديات وتعزيز الفرص.
وتحدث في اللقاء الدكتور والمؤرخ التركي أورتالي، أستاذ التاريخ في جامعة غالاتا سراي في إسطنبول، عن عدد من القضايا والتحديات التي تواجه المشرق بما في ذلك المسائل المتعلقة بالحدود السياسية في سياقات ما بعد الحرب، والاندماج الاجتماعي للشعوب التي تم تهجيرها.
حيث اتفق مع ما دعا إليه سمو الأمير الحسن بضرورة تعزيز التعاون الإقليمي، والحاجة إلى رؤية لمواجهة التحديات في المنطقة، مشيدا بالجهود التي يقوم بها الأردن وتركيا لتقديم الخدمات الإنسانية للاجئين، الذين يمكن الاستفادة من بعض خبراتهم في الدول المستضيفة.
واشتملت الندوة، التي أدارها الدكتور عمر الرفاعي، وشارك فيها أكاديميون ودبلوماسيون ومنهم السفير التركي في عمّان، على ثلاث جلسات، حول نسيج المشرق مع التركيز على تأثير التطورات الإقليمية على الأردن وتركيا سياسيا، واقتصاديا، وثقافيا واجتماعيا، وسبل تعزيز التعاون في المشرق، والأوقاف في القدس.