مرايا – شؤون محلية – حدد تقرير حديث؛ خريطة طريق لثماني مدن ومناطق عالمية، بينها: محافظة العقبة، للحصول على الأولوية والفائدة جراء تخفيض نسبة المياه العادمة غير المعالجة إلى النصف، وزيادة جهود إعادة التدوير والاستخدام الآمن لهذه المياه، بحلول العام 2030، والذي يعد واحدا من أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح التقرير الذي أطلقه صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، بالتعاون مع الرابطة الدولية للمياه أخيرا؛ التحديات العالمية لمياه الصرف، وفرص إعادة الاستخدام في تلك المدن، والتي تقع جميعها في بلدان منخفضة أو متوسطة الدخل، اذ ستكون تحدياتها المستقبلية أكثر حدّة، وحاجتها للتغيير ملحة.
وكشف التقرير وعنوانه “مياه الصرف الصحي: فرصة إعادة الاستخدام”، عن أن هذه المياه مشكلة عالمية، ومنها يصرف أكثر من 80 % حاليا في الأنهر والبحيرات والمحيطات.
ذلك الأمر، وفق التقرير، الذي نشر على موقع الرابطة الدولية للمياه، يتسبب بمخاطر صحية وبيئية بالغة، ويؤدي لانبعاث غازات تؤدي لاحتباس حراري، كانبعاثات أوكسيد النيتروجين والميثان، بحيث تمثل ثلاثة أضعاف ما تنتجه الأنشطة التقليدية لمعالجة مياه الصرف الصحي.
ووضع التقرير حلولا لما تواجهه المدن من تحديات لمعالجتها، اذ يمكن تطبيقها في مدن أخرى، فالعقبة، تواجه ثلاثة تحديات للوصول إلى ما اسماه التقرير بـ”صفر التصريف”، واغتنام الفرصة لزيادة مواردها المائية، مع مواءمة الغرض من اعادة استخدام المياه التي تباع بعدها.
ومن بين التحديات كذلك، استعادة الطاقة من مياه الصرف الصحي، للحد من تكاليف التشغيل، وإعادة تخطيط التمويل في القطاع الخاص، على أساس المصالح المشتركة لمدينة جذابة وقابلة للعيش.
لكنه بين أن العقبة أكبر مدينة تقع على خليج العقبة، وتتقاطع مع مفترق طرق لثلاث قارات، وهي وجهة سياحية رئيسة ومركز تجاري جذاب، وتعد رائدة بإعادة استخدام المياه العادمة في الصناعات، بل وعززت السياحة واستعادت المرصد العالمي للطيور.
ووفق التقرير، يجري تنفيذ سياسة “صفر التصريف” لحماية جودة البيئة البحرية، والحفاظ على جاذبية المنطقة للسياحة، اذ وفرت شركة مياه العقبة، استثمارات ضخمة لتغطية تكاليف معالجة مياه الصرف الصحي الأعوام الماضية، ففي الوقت الحالي يجمع 90 % منها ويعالج، أي ما يعادل 31000 م3/ يوم.
وسلط التقرير الضوء على فوائد المشروع، مجملا اياها بأنها استثمار في البنية التحتية لمعالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها، ما يؤتي ثماره فيما يتعلق بالسياحة والصحة العامة والرفاه العام للسكان، بحيث يولد أكثر من 4 ملايين دولار أميركي من دخل شركة مياه العقبة.
كما وتغطي إﻋﺎدة اﺳﺘخدام اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻤﺴﺘﺼﻠﺤﺔ 30 % من احتياجات المدينة المائية، وتمكن العقبة من الحفاظ على المناطق الخضراء والمناظر الطبيعية الحضرية، والطلب على المياه من مشاريع التنمية والمنطقة الصناعية.
ومن الفوائد الأخرى؛ فإن اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﺳﺘﺮداد اﻟموارد تقلل ﻣﻦ اﻧﺒﻌﺎﺛﺎت اﻟكربون بتحسين اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ واﻟكفاءة، باستخدام الطاقة عبر تعزيز إﻧﺘﺎجها، وانتاج الطاقة المحايدة للكربون ﻣﻦ المزارع واﻟﻐﺎزات الحيوية.
وتمثل استعادة المياه والطاقة والمواد المغذية للنباتات وغيرها من العناصر الثمينة الموجودة في مياه الصرف الصحي، فرصة مؤاتية للمدن، للتحول الآمن والسريع للاقتصاد الدائري، والمساهمة بتحسين أمن المياه، وفق التقرير.