مرايا – فقدت الأوساط الأدبية العربية والعالمية، أحد أبرز الشخصيات الأدبية، إميلي نصر الله عن عمر ناهز 87 عاما، بعد صراع مع المرض.
ولدت في شهر 6 عام 1931م، في قرية الكفير قضاء حاصبيا في جنوب لبنان . في بلدة كوكبا الجنوبية، وهي الإبنة البكر لعائلة مؤلفة من ستة أولاد. والدها السيد داوود أبي راشد من كوكبا، ووالدتها السيدة لطفى أبو نصر من الكفير، البلدة التي استقرت فيها العائلة بعد ولادة إميلي بقليل. عاشت إميلي نصرالله طفولتها كغيرها من أطفال القرى، فقد عملت في الحقول، وشاركت في جني المواسم، من قطاف الزيتون الى حصاد القمح وسواهما، فأغنت هذه الحياة ذاكرتها. مع الحرف الأول الذي تلقنته ابنة الست سنوات، بدأت رحلة المعرفة لديها ورحلة غرام بالكتاب، لكن شوقها للمعرفة كان سابقاً لدخولها المدرسة، وهي تصف تلك المرحلة فتقول: «كان منزلنا مجاوراً لمدرسة القرية التي تستقبل تلامذة الست سنوات وحسب، وكنت أهرب من المنزل وانا في عمر الأربع سنوات، واسترق السمع من نافذة الصف وأحفظ الشعر والقصص… فكم حفظت من الأشعار وأسمعتها لوالدي وهو يجلس على المصطبة يشرب القهوة مع أصدقائه».
تعليمها :
• تلقت تعليمها الجامعي في جامعة بيروت ( حاليا أصبحت الجامعة الأمريكية في لبنان) وحصلت على شهادة الماجستير سنة 1958 وتعلمت في مدرسة الكفير، الرسمية حتى الصف الثالث الابتدائي، وأعادت هذا الصف مرات لأنه لم يكن في المدرسة صف أعلى منه، ثم تابعت دراستها في الكلية الوطنية المتوسطة والثانوية في الشويفات فكلية بيروت الجامعية، فالجامعة الامريكية في بيروت التي نالت منها شهادة البكالوريوس في الآداب العربية.
محطات :
-كان من المؤثرات الهامة في حياتها وادبها ايضاً هجرة إخوتها، وهم في مطلع الشباب الى كندا ، فقد حركت هذه الهجرة قلبها، وجعلتها تكتب روايتها الاولى «طيور ايلول» التي فازت بجائزة جمعية اصدقاء الكتاب عام 1962، وجائزة «سعيد عقل» الشهرية، وروايتها « الاقلاع عكس الزمن» ورحلاتها الى الخارج التي ساعدتها على فهم العالم الخارجي، وعلى فهم نفسها وتقدير وطنها وإنسان بلادها، وموقع حضارتنا بين حضارات الامم، والحرب اللبنانية التي كان لها اثر سلبي وايجابي في آن واحد، وقد ظهر اثر هذه الحرب في روايتها «تلك الذكريات»..وأخيراً التمييز بين الذكور والإناث الذي عاشته في قريتها«الكفير» وظل يطالعها ويتحداها مع كل خطوة خطتها في الحياة، والايمان الذي عادت الى منابعه العميقة والاصيلة بعد رحلات في عالم الضياع.
الوظائف التي شغلتها في حياتها :
عملت إبان دراستها الجامعية معلمة في المدرسة الاهلية التي كانت تديرها المربية «وداد المقدسي قرطاس» لقاء سكنها وطعامها، ومحررة في الوقت نفسه بمجلة «صوت المرأة» التي كانت ترأس تحريرها الاديبة ادفيك جريديني شيبوب، الى ان انضمت الى اسرة تحرير مجلة «الصياد» عام 1955، فتركت التعليم عام 1957، وانصرفت كلياً الى العمل في دار الصياد حتى عام 1970 حين لم تعد قادرة على توزيع وقتها بين عائلتها والتأليف الادبي والصحافة.
جوائز حصلت عليها:
1962 – أفضل رواية – (طيور أيلول)
1962 – جائزةAKL – (طيور أيلول)
1962 – جائزة أصدقاء الكتاب -(طيور أيلول)
جائزة مجلة فيروز – على مجموعة أعمالها الأدبية.
جائزة خليل جبران – اتحاد تراث عربي، أستراليا
1998 – جائزة كتاب الأطفال ليبي – رواية “يوميات هر “
2000 – درجة دكتوراه – جامعة القديس جوزيف، بيروت
1998 – قائمة شرف لرواية الأطفال – “مفكرة قطة “
2002 – جائزة AKL -ونشرت عنها مقالة على “رياح جنوبية”
من آرائها:
– تعتبر إميلي نصرالله أن المرأة تتفوّق على الرجل، لأنها الحياة وتشارك الله بصنع نعمة الحياة. وتقول عن لبنان: «إنه غني بمبدعيه، وهو «مشتل للإبداع» أعطاها الكثير، كما أعطتها قريتها مخزوناً لا ينضب.
– الكتاب حسب رأيها سوف يبقى الأساس للحضارة في العالم أجمع، فالانترنت لن يلغيه أبداً. أما ما تخشاه فهو أن يكون المستقبل جارفاً لشخصيتنا، وليس لحضور الكتاب وحسب. ذلك أننا ما نزال غارقين في التقاليد ولم ننضج بعد، نقبل على ما يأتي الينا شأن كل مستهلك. الغزو الثقافي يأخذنا على غفلة من زماننا ويشدنا الى إغراءات تقارب ما يُغري الأطفال من جديد الألعاب. وما لم يبقَ الكتاب مرساة الأمان فلن نفلح في التقدم، مهما بلغت نسبة اتقاننا للعبة الإنترنت.
ما قاله النقاد :
– عنها يقولُ تريز منصور: “تختصر إميلي نصرالله باقة من الرموز والقيم لها في وجداننا مساحات رحبة.”
مؤلفاتها :
* روايات:
– طيور أيلول، 1962.
– شجرة الدفلى، 1968.
– الرهينة، 1974.
– تلك الذكريات، 1980.
– الاقلاع عكس الزمن، 1981.
– الجمر الغافي، 1995.
* مجموعة قصص:
– جزيرة الوهم، 1973.
– الينبوع، 1978.
– المرأة في 71 قصة، 1983.
– الطاحونة الضائعة، 1984.
– خبزنا اليومي، 1990. – محطات الرحيل، 1996.
– الليالي الغجرية، 1998.
– أسود وأبيض، 2001.
– رياح جنوبية، 5002.
* مؤلفات الأولاد:
– الباهرة (رواية)، 1975.
– شادي الصغير (كتاب قراءة للأطفال)، 1977.
– يوميات هرّ (رواية)، 1977.
– روت لي الأيام (مجموعة أقاصيص)، 1997.
– الغزالة، 1998.
– أندا الخوتا، 2000.
– على بساط الثلج (رواية)، 2000.
– أوراق منسية (مجموعة أقاصيص)، 2001.
* أعمال مختلفة: – في البال (ذكريات صحافية)، 2000.
– نساء رائدات (سيرة في ستة أجزاء)، 2001.
* أعمال مترجمة:
صدرت عدة ترجمات لأعمال الأديبة إميلي نصرالله، وقد توالى ظهور الترجمات كما يلي:
– الاقلاع عكس الزمن، بالانكليزية (1987)، وبالألمانية (1991)، وبالدانمركية (1993).
– طيور أيلول، بالألمانية (1998).
– بيت ليس لها، بالإنكليزية (1992).
– خطوط الوهم الرائعة باللغتين الإنكليزية والعربية (1995).
– تحويل رواية الاقلاع عكس الزمن الى كتاب سمعي بالدانمركية، (1996).
– الرهينة، بالألمانية (1996).
– يوميات هرّ، بالألمانية، والإنكليزية، والإيطالية، والهولندية (1998-2001)، وبالتايلاندية العام 2005.
– تلك الذكريات، بالفنلدية (2004).