مرايا – شؤون اقتصادية – لم تفلح عروض التخفيضات والتنزيلات الكبيرة التي تتصدر واجهات محلات الملبوسات في جذب الزبائن وتنشيط حركة البيع في مطلع الموسم الصيفي الذي عادة ما يعتبر من أهم المواسم السنوية التي تشهد ارتفاعا على الطلب في القطاع .

ولا يعكس حراك المواطنين وتوجههم للأسواق والمراكز التجارية حجم الطلب الحقيقي على شراء الملبوسات وفق عاملين في القطاع , مشيرين أن جل المرتادين للأسواق يبغون « الفرجة « أو تمضية الوقت وتقدير مستوى الاسعار العام .

وقالت المواطنة سلمى مراد أنه وسط انخفاض القدرة الشرائية للعائلة مقابل ارتفاع كبير على الاسعار في مختلف المتطلبات المعيشية لم نعد نستطيع تحديد الأساسي من غير الاساسي , موضحة أن ما كانت تعتبره اساسيا في نفقات الأسرة مثل شراء كسوة الصيف والشتاء أصبح اليوم غير متاح , وتراجع مقابل تأمين نفقات السكن والماكل والعلاج والتعليم ونفقات أخرى مثل الكهرباء والمحروقات وغيرها الكثير من الاساسيات التي أدى ارتفاعها المتتالي لتقليص أي نفقات اخرى كانت متاحة سابقا .

المواطن محمد باكير قال أنه واسرته ذهبوا للأسواق لمعرفة أسعار الملبوسات حيث اعتاد في هذا الوقت من العام التحضير لكسوة الصيف لأبنائه , الا ان متطلبات الحياة وغلاء الأسعار المتصاعد حال دون تمكنه من تخصيص المبلغ المطلوب لاحتياجات الأسرة كاملة من الملبوسات والاكتفاء بالضروري منها .

وأكد سليم عواد /تاجر ملبوسات / أن معظم الزبائن يدخلون المحل ويسألون عن الاسعار ويكتفون بالفرجة دون الشراء , وقد أدى الركود العام الذي يشهده العمل في تراكم النفقات على المحل دون موارد تغطي تلك النفقات والتي قد تجبره على تصفية العمل في النهاية .

وقال ممثل قطاع الالبسة في غرفة تجارة الاردن أسعد القواسمي أن القطاع يشهد تراجعا كبيرا في حجم النشاط ولعدة مواسم متتالية , وذلك لعدة أسباب منها انخفاض القوة الشرائية امام المواطنين ما أدى لتبديل جوهري في سلم الاولويات لديهم واعطاء الاولوية للنفقات الضرورية من المأكل والعلاج والتعليم والفواتير الواجب دفعها .

وأشار أن العامل الثاني يتمثل في افتقاد القطاع للقوة الشرائية الخارجية , أي التسوق المتاح أمام الزائرين والوافدين وحتى المغتربين من أسواقنا المحلية , وذلك بسبب الارتفاع الكبير على الكلف التشغيلية ما انعكس على أسعار السلع النهائية التي لا تشكل منافسا للسلع المماثلة في الكثير من الدول المجاورة .

وأوضح ان المقارنة البسيطة بين أسعار الملبوسات في الاردن وفي الدول الأخرى تظهر ارتفاعا كبيرا لدينا , حيث يشكل البيان الجمركي فقط على المستوردات من الالبسة ما نسبته 48% وهي الأعلى اقليميا , وادى ذلك لانخفاض واضح في الاقبال على شراء الملبوسات وما يتصل بها في القطاع من قبل الوافدين والسياح عموما .

وبين أن عوامل أخرى ساهمت في حالة الركود التي يشهدها القطاع وتتمثل في التراخيص العشوائية التي تمنحها امانة عمان للمحلات و المراكز التجارية فكانت النتيجة عدم مراعاة المساحة والسكان امام عدد المحلات الكبير وبالتالي ضعف المنافسة وتراجع المبيعات في المحلات عموما .

وقال أن الطلب في قطاع الملبوسات ما يزال خجولا والاستيراد منخفضا بسبب تخوفات التجار من تبعات عملية الاستيراد مقابل تدني كبير في مستوى الطلب والشراء , بالرغم من أن بدء طرح الملبوسات للموسم الصيفي كان يعتبر من اعلى المواسم طلبا في السابق اضافة لمواسم أخرى مثل الاعياد .