مرايا – شؤون اقتصادية – لجأ مستثمرون في منطقة الملك الحسين بن طلال التنموية في محافظة المفرق الى الإعلان عن بيع استثمارتهم بسبب عدم استقرار القرارات المتعلقة بالإستثمار و تبدلها بين فترة و أخرى.
و بحسب المستثمر صاحب الإستثمار في المنطقة أيمن العموري،فإن استثماره الذي كلّف أربعة ملايين دينار في مجال تصنيع القهوة و المكسرات و البهارات و الزعتر و الحلاوة و الطحينية و المعلبات و المياه،كان من المفترض أن يوفر (1000) فرصة عمل للأردنيين العاطلين عن العمل.
و قال العموري،إن قرار وزير الصناعة و التجارة الأخير القاضي بمساواة المصانع خارج المناطق التنموية بمثل التي بداخلها في مجال الإعفاء من ضريبة مدخلات الإنتاج بالنسبة للبن و القهوة و المكسرات،أربك الإستثمار في المناطق التنموية وبخاصة في المفرق بعد أن شرع المستثمرين بتوقيع الإتفاقيات مع المناطق التنموية.
و أضاف أمس،أن هنالك كثير من المستثمرين في هذا المجال تراجعوا عن فتح استثماراتهم في المناطق التنموية بسبب القرار الصادر عن وزير الصناعة و التجارة وهو ما يفتح المجال لقرارات أخرى قد تصدر في أيّ وقت بعد أن بدأ المستثمرون بإقامة استثماراتهم.
و أكد أنه لم يعد يطمح بالإستثمار في المنطقة التنموية في المفرق حاله حال غيره من المستمثرين في مجال البن و القهوة و المسكرات نظرا لعدم وجود ما يجذبهم اليها كمناطق تنموية تتمتع بإمتيازات و حوافز كما تشكلت أول مرة وجذبتهم اليها،موضحا أن استثماره يقع على مساحة (10) دنمات بواقع (12) هنجر.
و أكد العموري أن الهدف من المناطق التنموية هو توزيع مكتسبات التنمية و عدم تمركز الإستثمار في العاصمة عمان وحدها بل أنه من حق المحافظات أن تحتضن الإستثمار أيضا الا أنه حاليا سيتم نقل استثماره الى العاصمة عمّان بسبب قرار مساواة المصانع الخارج و الداخل المناطق التنموية،مشيرا الى أن سعر الدنم الواحد داخل المنطقة التنموية (25) ألف دينار و في العاصمة عمان أقل من ذلك بكثير.
و طالب العموري الجهات المعنية بتعويضه و غيره من المستثمرين الذين تضرروا جراء تكبدهم خسائر بسبب تبدل القرارات و التراجع عنها،لافتا الى أنه و زيارة على القرار الأخير،فإن بعد المسافة بين عمان و المفرق لا تشجع أيضا للإستثمار بسبب ارتفاع كلفة استهلاك المحروقات و عدم رغبة المهندسين المتخصصين من ذوي الخبرة بالذهاب الى هناك وهو ما كنا نتحمله كمستثمرين أمام الحوافز و الإمتيازات التي كان تتمتع بها المناطق التنموية.
و أيد المستثمر محمد صابر عميش صاحب شركة محامص و مصانع النرجس المعروضة للبيع أيضا،بمنطقة الملك الحسين بن طلال التنموية،ما جاء على لسان المستثمر العموري،مؤكدا أن سعر الدنم الواحد خارج المنطقة التنموية هو (500) دينار بالمقابل داخلها (25) ألف دينار،مشيرا الى أنه مع القرار الأخير لوزير الصناعة و التجارة أصبحت كل الأردن منطقة تنموية و لم تعد المناطق التنموية تغري أحد بمجال تصنيع القهوة و البن و المكسرات.
و لفت الى أن استثماره بالمنطقة التنموية في المفرق و المقدره كلفته ب (750) ألف دينار مبدئيا، كان من المقرر أن يوفر (200) فرصة عمل،مشيرا الى أن نسبة الإنجاز بإستثماره وصلت الى (75%) وتم ايقاف العمل تمهيدا للبيع بشكل نهائي.
من جهة أخرى،أكد المستثمر الدكتور عيد أبو دلبوح أحد مستثمري المنطقة التنموية في المفرق،أن مجموع المستثمرين في منطقة الملك الحسين التنموية الذين رغبوا في الإستثمار بمجال القهوة و البن و المكسرات،تراجعوا عنها و أعادوا الأراضي لشركة تطوير المفرق بعد ابرامهم عقود للشروع بذلك وهذا كله بسبب قرار وزير الصناعة و التجارة الأخير بمساواة المصانع الواقعة خارج المناطق التنموية بالتي داخلها.
و أبدى أبو دلبوح تخوفه من صدور قرارات جديدة في المستقبل تتعلق بإمتيازات و حوافز المناطق التنموية الممنوحة لهم كمستثمرين ما يجعلهم ينقلون استثماراتهم الى العاصمة عمان كونهم يعيشون بها و أقرب الى أماكن سكناهم،مشيرا الى أن هنالك مصانع كانت قد أغلقت أبوابها سابقا.