مرايا – شؤون سياسية – أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيره المصري سامح شكري، مركزية القضية الفلسطينية؛ القضية الأولى التي يشكّل حلها على أساس حل الدولتين، ضامنا لحرية الشعب الفلسطيني الشقيق ودولته على حدود الـ67، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
ودان الوزيران في تصريحات صحفية، عقب محادثات أجرياها في القاهرة، العنف والتصعيد الإسرائيليين ضد الفلسطينيين الذين مارسوا حقهم المشروع في التظاهر السلمي ضد الاحتلال، وأكدا ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق.
وشددا على متانة العلاقات الأخوية المتميزة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه الرئيس عبدالفتاح السيسي بين البلدين الشقيقين، نحو مزيد من التعاون الثنائي والتنسيق، إزاء القضايا الإقليمية، وبما يخدم المصالح العربية المشتركة.
وقال الصفدي إن “الاستعمال غير المبرر للقوة الذي مارسته إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، مؤشر خطر على أننا أمام مرحلة، ربما تكون أكثر صعوبة اذا لم نتوافق جميعا، ولم نعمل على ايجاد افق سياسي، يضعنا على الطريق باتجاه الحل السياسي الذي نريده جميعا لهذه الأزمة”.
وقال “نحن مستمرون في تكريس كل ما نستطيع من جهد، للحؤول دون تدهور الأوضاع بشكل أكبر، وللدفع باتجاه عمل دولي فاعل فوري، يأخدنا باتجاه التقدم نحو حل الدولتين الذي لا نرى له بديلا، والذي نؤكد انه السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة للجميع”.
وحول موضوع القدس، قال الصفدي “كلنا متفقون على أن القدس خط أحمر. موقفنا الذي عبرنا عنه في اطار الجامعة العربية المشترك، والذي عبرت عنه دولنا جميعاً على لسان قادتها، بأننا نرفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونحن مستمرون بالانخراط مع جميع مؤسسات العمل الدولي، ومع جميع الدول في المجتمع الدولي للحؤول دون اي تداعيات أخرى لموضوع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. هذا الموضوع متفق عليه، وتنسيقنا مستمر مع الاشقاء، وبالطبع مع الأشقاء الفلسطينيين، مع القيادة الشرعية الفلسطينية لتحقيق ذلك، وخطواتنا مستمرة وعملنا مستمر دؤوب في ذلك”.
وحول العمالة المصرية في الأردن؛ قال “هم في بلدهم، يحظون بعناية كاملة، لا نريد ان نسميهم ضيوفا، فهم أهل لنا وهم بين اهلهم، وسيستمرون، وبتوجيه مباشر من جلالة الملك، بأخذ العناية والرعاية الكاملين أشقاء عزيزين علينا”.
وعبر شكري عن “الشكر لما تلقاه العمالة المصرية في الاردن من رعاية الحكومة الأردنية، وما تنعم به من معاملة كريمة، واستمرار في اضطلاعها بدورها لخدمة مصلحة البلدين”.
وأكد الصفدي وقوف المملكة المُطلق الى جانب الشقيقة مصر في محاربة الإرهاب، مشيرا الى أن “أمن مصر واستقرارها وانتصارها في هذه المعركة، هو أمن واستقرار وانتصار لنا جميعا، فنقف الى جانب الاشقاء في مصر بكل قدراتنا في مواجهة الارهابيين ودحر ضلاليتهم وظلاميتهم، وإعادة الأمن والاستقرار إلى مصر وكل منطقة يحاولون أن يجلبوا الفوضى والعبث لها”.
وأضاف “على المستوى الثنائي؛ نحن مصممون على المضي قدما بتطوير هذه العلاقة في كل المجالات، وكان هناك اجتماعات بين الوزراء المختصين، وهي مستمرة”.
وقال “نتقدم قريبا باتجاه القمة العربية المقبلة، نتطلع الى هذه القمة وللعمل المشترك، وكلنا نريد أن نعمل لتعميق العمل العربي المشترك في هذا الظرف الذي تواجه فيه امتنا تحديات جسام، تحتاج فعلا منا جميعا الى ان نعمل فريقا واحدا لمواجهتها، ولتلبية حقوق شعوبنا مجتمعة في العيش بمستقبل آمن، خال من القهر والعنف والاحتلال ومليء بالفرص”.
وقال شكري إن “الاردن ترأس لجنه المبادرة العربية حاليا، وتستمر في رئاسة القمة العربية لحين انعقاد القمة في المملكة العربية السعودية خلال هذا الشهر، ومصر ايضا لديها اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وتواصلها مع السلطة الوطنية الفلسطينية، واستمرار تفاعلها مع الشركاء الدوليين لتحقيق الحقوق المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وفيما يتعلق بسورية، دان الصفدي “الكارثة الإنسانية في الغوطة”، داعيا إلى “تحرك سريع وعاجل لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والعلاجية إلى سكان الغوطة. بالتأكيد نحن قلقون من تداعيات التدهور الأمني في الغوطة”.
وبالنسبة لمنطقة خفض التصعيد في الجنوب؛ اعتبر أن “اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، الذي تم عبر اجتماعات ثلاثية تجمع المملكة والولايات المتحدة الاميركية وروسيا، أفضل اتفاق لوقف اطلاق النار من ناحية صموده”.
وقال “نريد أن نعمل على ضمان استمرار نجاح هذه المنطقة، حقناً لدماء الشعب السوري وخطوة باتجاه حل شامل، يوقف القتال على جميع الأراضي السورية، ويأخذنا باتجاه حل سياسي، يقبل به الشعب السوري ويحفظ وحدة سورية وتماسكها واستقلاليتها على أساس القرار 2254، وعبر مسار جنيف الذي نعتبره الاطار للتوصل لحل سياسي للأزمة”.
وفيما يتعلق بالجنوب، قال الصفدي “تحملت المملكة الكثير فيما يتعلق بأعباء الأزمة السورية، هنالك ما يزيد على مليون وثلاثمائة ألف سوري في الأردن، يعيش أكثر من 90% منهم في المدن والقرى بالمملكة، 10% فقط موجودون في مخيمات اللجوء، ذاك وضع اعباء كبيرة علينا، أعباء على مدارسنا، أعباء على نظامنا الصحي، لكن الاردن لم ولن يتوانى يوماً عن القيام بدوره الانساني تجاه أشقائه السوريين، وتقديم كل ما يستطيع من أجل تقديم كل ما يحتاجونه، ليس فقط من مساعدات، ولكن أيضاً من حق في التعليم وفرص العمل”.
وأضالف أن المملكة منحت أكثر من 94 ألف تصريح عمل حتى الآن للاجئين سوريين في الأردن، وهناك أكثر من 150 ألف طالب سوري يدرسون الآن في المدارس الحكومية الأردنية، ووصل الأردن طاقته الاستيعابية.
وأضاف “لا نسطيع أن نتحمل المزيد من اللاجئين، سنعمل بالتشاور والتنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا للحفاظ على منطقة خفض التصعيد، لأن ذلك كما قلت يحقن الدم السوري ويحول دون المزيد من التشريد والصعوبات والدمار لسورية، وستتخذ المملكة كل ما يلزم من خطوات لحماية امنها ومصالحها الوطنية في ذلك المجال”.
وتناولت محادثات الوزيرين تطورات الأزمتين اليمنية والليبية، والاستعداد للقمة العربية المشتركة.