مرايا – شؤون محلية – افتتح وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي اليوم الثلاثاء المؤتمر الدولي السابع لكلية الآداب بعنوان ‘آفاق مستقبلية للتربية والتعليم في ظل عالم متغير’ في جامعة الزيتونة الأردنية.
وقال الطويسي أن هذا المؤتمر يعالج طيفا واسعا من المواضيع والمحاور ذات الصلة بالعلوم التربوية بدءا من المناهج وتدريسيها وجودة التدريس، والادارة التربوية، ودور علم النفس والصحة النفسية في العملية التربوية، والمحور الاهم هو ادماج التكنولوجيا في التدريس.
وبين أن الورقة النقاشية السابعة التي أصدرها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أكدت على استخدام التكنولوجيا في التعليم، وقال جلالته بأننا يجب أن نواجه العصر بأدواته في التعليم. وفي ظل متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وبالذات في مجال الذكاء الاصطناعي لابد من ادماج التكنولوجيا في التعليم والتعلم.
وأشار الطويسي بأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعمل على تنفيذ ادماج التكنولوجيا في العملية التعليمية التعلمية في التعليم العالي كما جاء بالاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية للاعوام 2016/2025 ، مضيفا أن الوزارة شرعت بتأسيس المركز الوطني للتعليم الالكتروني واستخدام منصات التعليم المفتوحة ، وطلب مجلس التعليم العالي من جميع الجامعات الأردنية تأسيس مراكز فرعية في حرمها الجامعي ليتسنى ربط جميع المراكز الفرعية مع المركز الوطني المذكور والذي سوف ينطلق خلال الشهرين القادمين.
وأكد على دور الجامعات في مساعدة الدولة الأردنية على مواجهة الارهاب والتطرف، لأن الجامعات والمعاهد التعليمية هي المسؤولة الأولى عن تحصين أبنائنا ضد الفكر المتطرف بتسليحهم بالفكر المعتدل والمتزن، وأحد محاور هذا المؤتمر يركز على الصحة النفسية في سبيل مواجه التطرف.
وقال رئيس جامعة الزيتونة الأردنية الدكتور تركي عبيدات أن رعايةَ معاليه لهذا المؤتمرِ، تُجسدُ اهتمامَ الحكومةِ الأردنيةِ بكافة القطاعات والمؤسسات المعنية بالعملية التربوية والتعليمية والتي تساهم في تنفيذ الخطة الوطنية لتنمية الموارد البشرية، تحقيقاً للرؤيةِ الثاقبةِ لصاحبِ الجلالةِ الملك عبد الله الثاني ابن الحسينِ المعظم.
وبين أن الجامعة تعقد سنوياً أربعةَ مؤتمراتٍ محكمةٍ ومتخصصةٍ، ويأتي انعقادُ المؤتمرِ الدوليّ السابع لكلية الآداب ليشكلَ انطلاقةً جديدة نحو زيادة التعاونِ والتشبيكِ مع الباحثينَ منِ مختلفِ دولِ العالم، وليعززَ تنافسيةَ الجامعةِ وانتشارهِا في زمنٍ لا يقبل إلا التنافسيةَ والأداءَ المتميّزَ على طريقِ العالميةِ.
وأشار عبيدات أن انعقاذ هذا المؤتمر يتزامن مع مرورِ خمسة وعشرين عاماً على تأسيس الجامعةِ وستحتفلُ بيوبيلها الفضي في شهر آيار القادم، وتوجّت انجازاتِها بدخولِها التصنيفَ العالمي QS من بين أفضلِ مئةَ جامعةِ عربية ومن بين أفضلِ عشر جامعاتٍ أردنيةٍ.
وأكد أن إنفاقُ الجامعةِ قد زاد على البحثِ العلميّ والإيفادِ خلالَ السنواتِ الماضيةِ بشكلٍ ملحوظٍ، إذ وصَل إلى حوالي سبعمائة ألف دينار عام (2017) بعد أن كان حوالي (200) مئتي ألفَ دينارٍ عام 2012. موضحا أن ُّ جامعةُ الزيتونةِ الأردنيةِ تعد من أفضِل الجامعاتِ الأردنية في مجال الإنفاقِ على البحثِ العلميّ نسبةً إلى موازنتِها. وتم تطويرُ التشريعاتِ المتعلقةِ بدعمِ مشاريع البحثِ العلميّ لتلبي الأولوياتِ البحثيةَ الوطنيةَ واحتياجاتِ القطاعاتِ الصناعيةِ والخدميَّةِ. حيث ركزت التشريعاتُ الجديدةُ على تقديمِ حوَافزَ للباحثيَن المتميزينَ وتشجيعِ الفرقِ البحثيةِ ومشاركةِ الطلبة وتعزيزِ المكونِ البحثّي في الخططِ الدراسيّةِ، خاصة في برامجِ الدراساتٍ العليا.
وبين عبيدات أن عَددَ البحوثِ المنشورةِ في مجلاتٍ عالميةٍ متخصصةٍ تضاعفَ خلال الثلاثِ سنواتِ الماضية، حيث تعدى عددها في قاعدة البيانات العالمية SCOUPS ستمائة بحث مع نهاية شهر آذار الماضي. وأعلن عن حصول الجامعة على دعم من صندوق البحث العلمي لإربعة مشاريع بحثية بقيمة اجمالية مقدارها حوالي مائه وخمسين الف دينار اردني، هذا بالإضافة الى دعم لمشروع بحثي من مؤسسة عبد الحميد شومان بحوالي عشرين الف دينار. ومن الجدير بالذكر أن أربعة مشاريع فازت بها كلية الصيدلة ومشروع واحد فازت به كلية التمريض.
وقالت عميد كلية الآداب ورئيس المؤتمر الدكتورة منال حسن أن عقد هذا المؤتمر جاء ليسلط الضوء على الدور المحوري للتربية والتعليم في الإصلاح وترشيد مسارات التنمية والتطور، وايمانا من دور كلية الآداب في التربية والتعليم وفي قيادة حركة التغيير وإعادة بناء المجتمع والنهوض به لاسيما في ظل المناخات المليئة بالمستجدات والمتغيرات التي تواجها مجتمعاتنا اليوم، على جميع الأصعدة السياسية والإقتصادية والأيدولوجية والمعرفية.
وأشارت أن المؤتمر يتناول عدة محاور جوهرية وهي: المناهج والتدريس والتغيير المنشود ودور الإدارة التربوية في بناء قيادات المستقبل، والتعليم المتمازج مقابل التعليم التقليدي والارشاد النفسي ومواجهة الاختلالات السياسية والديمغرافية في العالم العربي، والصحة النفسية بعدها أداة لمنع انحراف الافراد نحو الفكر المتطرف.
ويشار الى أن عدد المشاركين في المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين بلغ 74 باحثا من تسع دول شقيقة هي فلسطين ولبنان والعراق ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وليبيا والجزائر والمغرب إضافة إلى الأردن.