مرايا – تتشابه عمليات السطو الخمس التي استهدفت بنوكا محلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بأنها وقعت جميعها في عمان، وفي فترة الصبيحة، فيما تميزت أيضا بأن منفذ 4 عمليات منها كان شخصا واحدا بلا أسبقيات جرمية، ويتمتع بعدم حرفية، مع استخدام نفس الأسلوب بتنفيذ الجرائم، على عكس آخر عملية سطو مسلح على بنك وقعت في العام 2009 وقام بتنفيذها عدة أشخاص.
وفيما تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على منفذي أربع عمليات، كان آخرها أول من أمس واستهدفت فرع البنك العربي في شارع مكة، فإن البحث جار عن منفذ عملية استهدفت بنك سوستيه في منطقة الوحدات.
ورغم تكرار عمليات السطو والدعوات لتوفير حراسات ورقابة أمنية على مداخل البنوك للحيلولة دون استهدافها، إلا أن ذلك لم يحدث لغاية الآن، ما يزيد التخوف من تحول ذلك إلى ظاهرة مقلقة أمنيا، قد تؤثر على الاستثمار، وفق مواطنين.
وحتى أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، كانت جريمة السطو المسلح على البنك، تعتبر من الجرائم الأقل وقوعا في المملكة، لكنها سرعان ما اصبحت شبه ظاهرة جرمية جديدة، بنفس مستوى ظواهر جرائم النشل وخطف الحقائب وسرقة المركبات، ذلك بعد أن ارتفع مؤشر جرائم عمليات السطو المسلح على البنوك.
وأحيل جميع المتهمين بعمليات السطو ممن تم ضبطهم إلى محكمة أمن الدولة بهدف تحقيق سياسة الردع العام، إلا أن الملاحظ أن مؤشر عمليات السطو على البنوك يتصاعد.
ولم تشفع صعوبة إفلات المجرم من أيدي الأجهزة الأمنية، وتغليظ العقوبة التي لا يتهاون بها القضاء، وتصل إلى الأشغال الشاقة 15 عاما، والتقنيات الأمنية التي تستخدمها البنوك لتوفير الحماية الامنية، في الحيلولة دون تمادي مجرمين على أموال البنوك، إذ تستمر عمليات السطو، ما يتطلب إجراءات جديدة للتعامل مع مثل هذه القضايا لوضع حد لها، وفق خبراء أمنيين.
ورغم رفض هؤلاء الخبراء الربط بين جرائم السطو المسلح بالظروف الاقتصادية التي يواجهها المواطن، إلا أنهم يؤكدون أن هناك خطرا أمنيا عندما يتحول هذا النوع الفريد من الجريمة إلى ظاهرة جرمية اعتيادية، كخطف الحقائب او سرقة المركبات أو النشل.
مسؤول أمني سابق، طلب عدم نشر اسمه قال ، إن “هناك تقصيرا في الاحتياطات الأمنية بعد وقوع أكثر من عملية سطو”، داعيا الى وضع خطة امنية مشددة لحماية البنوك.
وأشار إلى أن “ما يلفت الانتباه أكثر أن منفذي عمليات السطو يفتقدون للاحترافية الجرمية، وسرعان ما يتم القبض عليهم، وجميعهم بلا اسبقيات باستثناء منفذ عملية السطو على بنك يقع بالقرب من المدينة الرياضية، وتم ضبطه بعد تنفيذ العملية مباشرة”.
وأضاف “لم تعد جرائم السطو المسلح تشكل هاجسا مريبا عند المواطن فور وقوعها، وذلك لتكرارها وبنفس الظروف والملابسات الجرمية، كما أن السيناريو الذي تمر فيه تفاصيل كل عملية متشابه بنسبة 90 بالمائة عن العمليات السابقة لدرجة أن الإعلان عن خبر عملية سطو مسلح لم يعد يحظى باهتمامات المواطن، والأخطر من ذلك أن هناك من يتعاطف مع منفذ العملية”.
يشار إلى أن العام 2009 شهد استهداف بنك محلي في شارع المدينة المنورة، عندما تمكن ملثمون من سلب ما يزيد على 60 ألف دينار والفرار، قبل أن تتمكن شرطة شمال عمان من القبض على منفذي العملية خلال 92 دقيقة من ارتكابهم الجريمة، واستعادة المبلغ المسروق بالرغم من أن منفذي العملية لم تكن لهم قيود أو أسبقيات تدل على هويتهم. الغد