مرايا -شؤون محلية – في إطار برنامج “تدعيم قدرات الأحزاب السياسية على بناء برامجها السياسية والاقتصادية”، والذي ينفذه مركز القدس للدراسات السياسية بالتعاون والشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور نفّذ مركز القدس أمس السبت في فندق كمبنسكي بعمّان ثاني ورشة تدريبية متخصصة له حول مهارات التحليل الاقتصادي، بمشاركة 27 من قيادات وكوادر مجموعة من الأحزاب السياسيةمن مختلف الأطياف الحزبية.
وافتتح أعمال الورشة حسين أبورمّان مدير وحدة الدراسات في مركز القدس وهالة أبو غزالة من مؤسسة كونراد أديناور اللذان رحّبا بالمشاركين، وشرحا أهمية هذه الورشة ضمن سلسلة الورش التي يتضمنها برنامج تدعيم قدرات الأحزاب. وتولى التدريب في هذه الورشة الدكتور أحمد الشقران المستشار الاقتصادي وخبير التخطيط التنموي.
توزعت أعمال الورشة التدريبية على ثلاث جلسات عمل؛ وبدأـت الجلسة الأولى بتعريف علم الاقتصاد لا سيما حسب الفكر الكلاسيكي الحديث الذي يعرّفه بأنه هو العلم الذي يدرس كيفية الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية المحدودة (النادرة) نسبياً لإنتاج السلع والخدمات لإشباع حاجات الأفراد والمجتمع اللانهائية. كما تضمنت الجلسة الأولى تعريف المفاهيم والمصطلحات الاقتصادية، وشمل ذلك، الاقتصاد كعلم تجريبي، المشكلة الاقتصادية، الاقتصاد الموضوعي والاقتصاد المعياري، عناصر الإنتاج، الكفاءة الاقتصادية والكفاءة الإنتاجية، إمكانيات الإنتاج ومحدودية الموارد، الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي، السوق وقوى السوق، ونموذج التدفق الدائري للدخل والإنتاج.
وتناولت الورشة أيضاً المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، والتي شملت الناتج المحلي الإجمالي، التضخم، الفجوة الداخلية، الفجوة الخارجية، والمديونية العامة. كما تناولت الأنظمة الاقتصادية؛ الرأسمالي، والاشتراكي، والمختلط، من حيث أسس وخصائص، وإيجابيات وسلبيات ، كل منهم. كما تم استعراض ما يمكن وصفه برؤية الإسلام الاقتصادية، من حيث تفسير الإسلام للمشكلة الاقتصادية وعلاجه لها.
وركزت الورشة في جلستها الثانية على موضوع أدوات بناء الخطط الاقتصادية، وفي مقدمتها الموازين على اختلافها، ونموذج المدخلات والمخرجات، واسلوب البرمجة الخطية. وغطّت موضوع التخطيط في الأنظمة الاشتراكية والرأسمالية وفي دول العالم الثالث. وبحثت الورشة كذلك في منهجيات تحليل البيانات على المستوى الوطني، والمستويات الأدنى، وتحليل الميزة النسبية، وأدوات تجميع البيانات.
وركزت الجلسة الثالثة على فصص النجاح في تطبيق الأنظمة الاقتصادية في تجارب بعض الدول، وفي الدور الاقتصادي للأحزاب، والحقائق الثابتة والمتغيرة والتشوهات في الاقتصاد الوطني، ومقومات نجاح الإصلاح الاقتصادي المطلوب أردنياً، ومعاييره الأساسية، وأخيراً الدور الاقتصادي والتنموي للأحزاب السياسية.
وعبر مشاركون في الورشة عن تقديرهم لموضوعات الورشة، لأنها المرة الأولى التي يتلقون فيها تدريباً نوعياً حول هذه العناوين، لا سيما وأن العملية التدريبية قد أسهمت في تمكينهم على الإطلاع على أبرز خصائص الاقتصاد الأردني والتحديات التي يواجهها. ومالت أغلبية المشاركين الى تقدير أن النظام الاقتصادي المختلط هو النظام الأنسب للحالة الاردنية. كما عبروا عن الرغبة في المشاركة ببقية ورش البرنامج التدريبي المتقدم، الذي يجري تنفيذه خلال السنة الحالية.
وجدير بالذكر أن الورشة السابقة التي نظّمها مركز القدس بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور في إطار برنامج تدعيم قدرات الأحزاب السياسية، قد تناولت موضوع “الهوية الفكرية والبرنامجية للحزب السياسي”، وحاجة الحزب لتظهير هويته الفكرية والبرنامجية، وشارك فيها أيضاً 25 من قيادرات وكوادر 13 حزباً سياسياً.