مرايا – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني دعمه للشركات التي تقوم بتنفيذ المشاريع الاستثمارية في مختلف مناطق المملكة، وأهمية توفير البيئة الاستثمارية المناسبة لها، لتمكينها من تجاوز أي تحد أو عقبات قد تواجهها.
وأشار جلالته خلال زيارته أمس مصنع شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء في منطقة التجمعات الصناعية في سحاب، الذي يصدر منتجاته من النسيج والملابس إلى أسواق الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، إلى أهمية أن “تكون المرأة الأردنية عنصرا رئيسيا في عملية الإنتاج، وضرورة تمكينها وتعزيز دورها لزيادة مساهمتها في الاقتصاد الأردني”.
وأعرب جلالته، خلال اجتماع مع رئيس مجلس إدارة شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء وعدد من كبار مسؤولي الشركة، عن اعتزازه بما حققته الشركة من إنجاز بإدراجها في بورصة (ناسداك) في نيويورك، حيث يتوقع البدء بتداولها يوم الجمعة المقبل، لتصبح الشركة الأردنية والعربية الوحيدة المتداولة أسهمها في (ناسداك)، لافتا جلالته إلى أهمية ما تقوم به الشركة لتعزيز استفادة المجتمعات المحلية من هذه المشاريع، وبما ينعكس إيجابا على عملية التنمية الاقتصادية.
وتوفر الشركة التي أنشئت عام 2000 وتضم ثلاثة مصانع، نحو 800 فرصة عمل للأردنيين من ضمنهم 50 فرصة لذوي الإعاقة.
وهنأ جلالة الملك، خلال الزيارة، العمال بعيدهم الذي صادف اول من أمس الثلاثاء، معربا عن اعتزازه وتقديره الكبيرين لجهودهم في بناء الوطن.
وجال جلالته في مرافق المصنع، واطلع على خطته المستقبلية، والتي تشمل إنشاء مصنع ألبسة جديد في منطقة الحسا يسهم في توفير نحو 500 فرصة عمل لفتيات ونساء المنطقة، بعد إخضاعهن للتدريب والتأهيل في مركز تدريب العاملين التابع له.
ويحتوي المصنع في منطقة الحسا على مرافق من ضمنها ملاعب رياضية وحضانة للأطفال، سيستفيد منها أبناء المجتمع المحلي.
واستمع جلالته إلى شرح قدمه رئيس مجلس إدارة الشركة تشوي لنغ هانغ، وعدد من مسؤولي الشركة عن سير العمل في عملية الإنتاج، حيث أشاروا إلى أن منتجات المصنع تتميز بجودة عالية، مكنتها من المنافسة عالميا.
وأكد هانغ، بعد أن استعرض مراحل نمو الشركة وما حققته من نجاحات، أن إدراج الشركة في بورصة ناسداك “يعد مثالا جيدا للاستثمار في العالم، ويفتح المجال أمام الشركات الأردنية للدخول إلى البورصات العالمية”، ويؤكد ما تتمتع به المملكة من أمن واستقرار وما يوفره الاقتصاد الأردني من ميزات تنافسية، شجع الشركة على المضي قدما في توسيع استثماراتها، وتوظيف المزيد من الأردنيين العاملين فيها.
وبين أن منتجات الشركة من الملابس والأزياء المصنعة في الأردن تحظى باهتمام المستهلكين في الأسواق الأميركية والأوروبية، مشيرا إلى أن الشركة تساهم، وضمن إطار المسؤولية المجتمعية، في تنمية المجتمعات المحلية، من خلال برامج التدريب لغايات التشغيل.
وحضر الاجتماع مستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ووزير العمل، ووزير الدولة لشؤون الاستثمار، والسفير الصيني في عمان.
وأشار رئيس مجلس إدارة شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء، إلى التوسع في أعمال الشركة منذ تأسيسها في المملكة حيث نمت من مصنع بعدد موظفين 300 إلى شركة توظف حاليا حوالي 3000 عامل وعاملة من الأردنيين وغير الأردنيين.
وفيما يتعلق بطرح أسهم الشركة للتداول في بورصة ناسداك الأميركية أكد أهمية ذلك في تمكين الشركة من زيادة مواردها المالية، وتوسيع أعمالها واستثماراتها في الأردن، مشيرا إلى أن الشركة وضمن خططها التوسعية ستعمل على إنشاء مصانع في مناطق أخرى من المملكة وستكون البداية بإنشاء مصنع في منطقة الحسا الذي سيوفر 500 فرصة عمل.
بدوره، قال وزير العمل سمير مراد إن شركة جرش لصناعة الملابس والأزياء تعد أهم الاستثمارات الصينية الناجحة في المملكة، وتوفر العديد من فرص العمل للأردنيين والأردنيات، مشيرا إلى أن الوزارة تولي قطاع صناعة الملابس اهتماما خاصا لما له من دور كبير في التشغيل.
ولفت إلى أن أعداد العمالة الأردنية في هذا القطاع يجب أن تكون ما بين 25 – 30 % من العمالة الإجمالية، مضيفا أن الوزارة تصر دائما على ضرورة وجود فروع إنتاجية للشركات العاملة في هذا القطاع، حيث هناك حوالي 20 فرعا إنتاجيا قائما، إضافة إلى 10 آخرى قيد التنفيذ.
وقال، إن الوزارة تعمل بالتنسيق مع المستثمرين الأجانب للوصول بعدد الفروع الإنتاجية خلال العام القادم إلى 54 فرعا، ما يوفر المزيد من فرص العمل للأردنيين والأردنيات في جميع محافظات المملكة.
وعن خطة الشركة لإنشاء فتح فرع إنتاجي جديد في منطقة الحسا، أشارت المديرة التنفيذية للشركة أوريانا العوايشة، إلى أن الفكرة برزت بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى هولندا، رافقه فيها ممثلون عن قطاعات الألبسة والزراعة، حيث تم الاتفاق مع عدد من المستثمرين المهتمين بالصناعة الأردنية، لتزويدهم بمنتجات المصنع من الألبسة، ما دفع الشركة لإنشاء هذا المصنع لتلبية احتياجات الأسواق الأوروبية.
ولفتت إلى أن عدد الأيدي العاملة الأردنية في الشركة بلغ نحو 800 عامل وعاملة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع نهاية العام الحالي، مبينة أن الشركة أسست مراكز تدريبية لتأهيل العاملين وإكسابهم المهارات المختلفة.
وقالت إن المراكز التدريبية أهلت نحو 150 عاملا وعاملة خلال الشهرين الماضيين للعمل على خطوط الإنتاج، كما تأخذ الشركة على عاتقها دعم وتشجيع المتدربين على العمل من خلال تخصيص رواتب شهرية لهم في مرحلة التدريب.
وأشارت العوايشة إلى العديد من قصص النجاح لعاملين تدرجوا بالوظائف داخل المصنع حتى أصبحوا مشرفين وإداريين، ما يشكل حافزا لبقية العاملين.
وعرض حسين الحواتمة لقصته في العمل مع المصنع، حيث بدأ عاملاً بقسم تغليف الألبسة والأزياء، ومن ثم أخذ على عاتقه الاجتهاد والتميز ومواكبة التطورات المختلفة، لينتهي به المطاف بالعمل مديراً لقسم العلاقات العامة.
كما استعرضت ياسمين المناصير تجربتها في المصنع كعاملة على أحد خطوط الإنتاج، لتتاح لها الفرصة فيما بعد بالتطور لتعمل مشرفة إنتاج، ومن ثم مديرة للإنتاج، مشيرة إلى أن ما حققته من إنجاز جاء نتيجة لمثابرتها وبيئة العمل المحفزة.