مرايا – شؤون محلية – قال امين عام الديوان الملكي يوسف العيسوي ، ان مشاريع المبادرات الملكية تتابع بعد الافتتاح وتسليم المبنى الى الجهة الحكومية المعنية لتواصل العمل على ادارته وادامته، مثلما يقوم فريق من الديوان الملكي بزيارات متابعة مستمرة للمشاريع بعد تسليمها لضمان ادامتها بالشكل الأمثل بما يتناسب مع كونها مبادرة ملكية سامية، وسُمي هذا الفريق بـ (متابعة المتابعة).
وأوضح خلال حوار مع جماعة عمان لحوارات المستقبل مساء امس الاول ، ان جلالة الملك عبدالله الثاني أمر بمأسسة عمل المبادرات الملكية في الديوان الملكي الهاشمي، حيث تم تشكيل «لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك» عام 2006 وتشرفت برئاستها مع زملائي في الديوان الملكي الهاشمي، و تضم:ادارة التنمية المحلية التي تعنى باقتراح المبادرات والتخطيط لها، والتي يرأسها حسين الزعبي ، وادارة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية والتي تعنى بمتابعة المبادرات على أرض الواقع، والتي يرأسها عماد الحباشنة، كما يتم التنسيق مع الزملاء في ادارة الهندسة الملكية بمتابعة المشاريع ودائرة المشتريات في الديوان الملكي التي تعنى بشراء جميع الأجهزة والأثاث وكل ما يتعلق بالشراء للمبادرات الملكية.
وقال العيسوي انه منذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، أولى جل اهتمامه بالمواطن الاردني وبضرورة تقديم افضل الخدمات له في شتى القطاعات، وتوزيعها توزيعاً عادلاً يشمل جميع المحافظات لافتا الى حرص جلالته على تطبيق مفهوم التنمية المستدامة، والاستثمار في الشباب والتعليم والريادة وايجاد فرص العمل لضمان الحياة الكريمة للمواطن.
واشار الى ان مبادرات جلالة الملك بدأت منذ توليه سلطاته الدستورية عام 1999، وتم التركيز على قطاع التعليم ايماناً من جلالته بأهمية التعليم في بناء الاردن الحديث، ومن المبادرات على سبيل المثال:ادخال تعليم مهارات الحاسوب الى المدارس الحكومية، حوسبة المدارس الحكومية، اسكان المعلمين، تحسين البيئة التعليمية والتوسع في رياض الأطفال، مشروع تغذية اطفال المدارس، مبادرة المعاطف الشتوية، اعفاء الطلبة من الرسوم المدرسية والتدفئة المدرسية.
واضاف ان من المبادرات الأخرى: صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الذي تأسس عام 2001، ليعمل كمنظمة غير حكومية، تسعى الى تحقيق التنمية في مختلف محافظات المملكة، والصندوق الهاشمي لتنمية البادية الذي تأسس عام 2003 بهدف المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة في مختلف مناطق البادية وتحسين مستوى معيشة ابنائها واستثمار قدراتهم وامكانياتهم البشرية، ومحطات المعرفة التي اطلقت عام 2001، من رؤية جلالة الملك في التحول الى الاقتصاد الرقمي والمعرفي، والتي تمثلت باتاحة الفرصة للمواطن الاردني لاستخدام تكنولوجيا المعلومات ، لافتا الى انشاء 200 محطة معرفة في مختلف ارجاء المملكة.
وقال العيسوي ان من المبادرات كذلك طرود الخير الهاشمية التي بدأت عام 2004 لترسيخ مبدأ التكافل والتضامن بين أبناء الشعب الاردني، وكانت تقدم على شكل طرود غذائية تتكون من حوالي 20 سلعة، وتغطي حاجة الأسرة لمدة 3-4 أشهر، وتوزع بمعدل 4 مرات خلال العام ، ويستفيد منها في كل مرة (20) ألف أسرة، وتم استبدالها عام 2012 بمساعدات مالية تقدم لنفس عدد الأسر ولكن من خلال شيكات بقيمة 100 دينار لكل اسرة، ويستفيد منها حالياً 60 الف اسرة سنوياً، اضافة الى مساكن الأسر العفيفة التي أطلقت عام 2005، لتمكين تلك الأسر من امتلاك مساكن مؤهلة لحياة كريمة، حيث تجاوز عدد المساكن التي تم تنفيذها حتى تاريخه 3000 مسكن.
واوضح العيسوي انه في عام 2006 ، ارتبطت المبادرات الملكية بزيارات ميدانية تركزت على زيارات الى مناطق جيوب الفقر ، حيث قام جلالة الملك بـ 121 زيارة، وكانت المشاريع بشكل رئيسي ذات طابع خدمي مثل انشاء المدارس والمراكز الصحية ومراكز رعاية المعاقين ومكمّلة لعمل الحكومة في هذا المجال.
وفي عام 2014 ركزت المبادرات على المشاريع الانتاجية في المحافظات بهدف توفير فرص العمل والمساهمة في تقليل نسب الفقر والبطالة مثل انشاء الفروع الانتاجية وتمكين الأسر العفيفة من إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة تخرج هذه العائلات من اطار الاستهلاك الى اطار الانتاج وخصوصاً في مناطق جيوب الفقر.
آلية العمل
وحول آلية العمل، اوضح العيسوي انه يتم تحديد المشاريع التنموية في مختلف القطاعات من خلال الدراسات والزيارات الميدانية لفريق عمل ادارة التنمية المحلية، ويتم التنسيق مع الوزارات والجهات الحكومية قبل الاعلان عن المبادرات الملكية السامية لتحديد الأولويات حسب خطة الوزارة المعنية لضمان عدم وجود تعارض ما بين مشاريع المبادرات الملكية والمشاريع الحكومية. كما يتم رصد المخصصات المالية اللازمة لتنفيذها، وبعد ذلك، المتابعة مع الجهة ذات العلاقة لتحديد المتطلبات اللازمة للمشروع والبحث عن قطعة ارض مناسبة.
وبين العيسوي ان وزارة الأشغال العامة والاسكان تقوم بطرح عطاءات التصميم والاشراف والتنفيذ من خلالها واختيار العرض الأقل سعراً بما يتناسب مع المتطلبات، وبعد البدء بالتنفيذ تقوم ادارة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية بالمتابعة المستمرة لضمان تذليل كافة العقبات والاسراع بتنفيذ العمل، ويتم افتتاح المشروع بحضور الوزير المعني وتسليمه المشروع حسب المواصفات الواردة من قبلهم ويتم تأثيثه وتجهيزه بالكامل من قبل دائرة المشتريات في الديوان الملكي.
مبادرات متكررة ودورية
وحول بعض المبادرات الملكية المتكررة والدورية فهي في الغالب تعنى بالأسر العفيفة والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين.
واشار العيسوي الى ان هذه المبادرات هي طرود الخير الهاشمية التي يتم العمل بها مرتين سنوياً (في عيد ميلاد جلالة الملك المعظم (حفظه الله) وفي شهر رمضان المبارك، حيث يتم تقديم مساعدات مالية لـ (60) ألف أسرة سنوياً، ومبادرة مشروع الأضاحي حيث يتم توزيع (7000) أضحية على (14000) أسرة ، وحملات توزيع التمور حيث يتم سنوياً توزيع 200 طن. ودعم أنشطة ترفيهية وتقديم كسوة العيد لدور الرعاية العاملة في المملكة.
واشار الى المبادرات الملكية السامية التي تنفذ وفقا لقطاعات هي: قطاع التربية والتعليم،قطاع الشباب، قطاع الرعاية الصحية، قطاع التنمية الاجتماعية، قطاع الشؤون البلدية، قطاع المشاريع الانتاجية.
اولا:قطاع التربية والتعليم (جدول 1)
بلغت نسبة عدد المشاريع في قطاع التربية والتعليم من اجمالي المبادرات الملكية نحو 14 % ، كما بلغت نسبة تكلفة مشاريع هذا القطاع 27 % من اجمالي تكلفة المبادرات.
وساهمت هذه المشاريع في التخلص من المباني المستأجرة ونظام الفترتين، ومواجهة الاكتظاظ.، وتوفير بيئة تعليمية مريحة حاضنة للإبداع، والعناية بمرحلة الطفولة المبكرة من خلال انشاء رياض الأطفال،
وزيادة الاهتمام بالمعلمين من خلال انشاء نواد للمعلمين في مختلف محافظات المملكة.
ثانياً: قطاع الشباب (جدول 2)
بلغت نسبة عدد مشاريع قطاع الشباب 19 % من اجمالي المبادرات الملكية، وشكلت كلفتها 13 % من اجمالي كلف المبادرات.
وساهمت هذه المشاريع في تطوير منظومة المواطنة وتحمل المسؤولية والأعمال التطوعية، وتوفير بيئة آمنة لممارسة مختلف الألعاب الرياضية وتحسين جوانب الصحة الجسدية لدى فئة الشباب ونشر الوعي لأهمية ممارسة الرياضة.
ثالثاً: قطاع الرعاية الصحية (جدول 3)
بلغت نسبة عدد مشاريع هذا القطاع 9 % من اجمالي المبادرات الملكية، وشكلت كلفتها 13 % من اجمالي تكلفة المبادرات.
وساهمت هذه المشاريع في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين ، وتوفير الوقت والجهد على المرضى من خلال تقديم العلاج اللازم في أماكن قريبة من أماكن سكناهم اضافة الى تحسين بيئة العمل الخاصة بالكوادر العاملة بالمنشآت الطبية.
رابعاً: قطاع التنمية الاجتماعية (جدول 4)
وفي هذا القطاع بلغت نسبة عدد مشاريعه 28 % من اجمالي المبادرات الملكية، بكلفة بلغت نسبتها 12 % من اجمالي تكلفة المبادرات.
وساهمت هذه المشاريع في توفير مسكن آمن ومناسب للأسر التي تعاني من ظروف معيشية صعبة، دعم الجمعيات الخيرية مادياً وعينياً مما يؤهلها لافادة المواطنين الأكثر استحقاقاً وخلق فرص عمل ، وتقديم أفضل الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق مراكز التأهيل وتحسين نوعية حياة الأيتام وكبار السن.
خامساً: مشاريع الشؤون البلدية
وتشكل 6 % من اجمالي عدد مشاريع المبادرات الملكية بكلفة 9 % من اجمالي تكلفة المبادرات.
ومن هذه المشاريع إنشاء واعادة تأهيل القرى الحضرية والحدائق في مختلف محافظات المملكة، وانشاء فروع للمؤسسات التي تعنى برعاية الطفولة في هذه الحدائق ، تزويد البلديات بالآليات والتجهيزات الضرورية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وإنشاء عدد من المدن الحرفية ومشاريع البنية التحتية لعدد من البلديات.
سادساً: المشاريع الانتاجية
وتشكل 4% من اجمالي المبادرات الملكية بكلفة 9 % من اجمالي تكلفة المبادرات.
وساهمت هذه المشاريع في دعم العديد من المشاريع التنموية بالتعاون مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، والتنسيق مع الجمعيات لتنفيذ مشاريع الصناديق الدوارة الموجهة، ودعم البلديات والجمعيات الفاعلة لانشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة وإنشاء عدد من المصانع تخلق اكثر من (2000) فرصة عمل، وتقديم ما يزيد عن (250) محفظة اقراضية للجمعيات في مختلف المحافظات.
وكان رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال حسن التل، قد استهل الحوار بكلمة قال فيها اننا بهذا اللقاء نبدأ نشاطات العام الرابع من عمر جماعة عمان لحوارات المستقبل، بعد ان احتفلت الجماعة الاسبوع الماضي بدخولها هذا العام مسلحة بمئتين واثنين وتسعين نشاطاً ميدانياً، نفذتها خلال الأعوام الثلاثة التي مضت من عمر الجماعة، غطت خلالها كافة محافظات المملكة.
وقال التل ان هذه النشاطات لم تكن هدفاً في ذاتها، لكنها ادوات ووسائل لتحقيق اهداف كبرى، في طليعتها التأكيد على اننا أبناء دولة دور ورسالة، تحمل لواء الاعتدال والوسطية ، كما تسعى الجماعة من خلال نشاطاتها الى تعزيز الوحدة الوطنية.