مرايا – كتب أشرف أبو الهول*: بإمكان أى متابع للإعلام الإسرائيلى حاليا، أن يلحظ ظاهرة غير مسبوقة منذ ظهور حركة حماس على الساحة قبل مايزيد على ثلاثة عقود، وهى الإحساس بأن الحركة الفلسطينية ذات المرجعية الإسلامية قد وصلت لمرحلة الشيخوخة، وبات من السهل تدجينها بمنحها بعض المكاسب التى تحافظ على وجودها وتحفظ ماء وجهها، باعتبار أن استمرار بقاء حماس وسيطرتها على غزة ومنع تحقيق المصالحة الفلسطينية، بأى شكل يخدم المصالح الإستراتيجية للكيان الإسرائيلي.
ومن السهل ملاحظة الفرحة العارمة فى الإعلام الإسرائيلى للنهاية التى وصلت إليها مسيرات العودة الفلسطينية، وامتناع حماس عن الرد العسكرى رغم الخسائر الكبيرة لغزة على أيدى جنود الاحتلال فى تلك المسيرات، حيث يرى رئيس الوزراء نيتانياهو ووزراؤه المتشددون أمثال افيجدور ليبرمان ونفتالى بينيت، أن الامتناع عن الرد معناه إدراك قادة حماس أن أى مواجهة مع جيش الاحتلال ستكون خاسرة ومدمرة.
ولذلك يعتقد الكثير من الإعلاميين والسياسيين الإسرائيليين أنه آن الأوان لعقد اتفاق سياسى مع حماس، يتم بمقتضاه تفكيك سلاح كتائب القسام، الجناح العسكرى للحركة، فى مقابل منحها مكاسب سياسية واقتصادية، تسمح لها بالاستمرار فى حكم القطاع.
ويبقى العرض الأخطر التى تدرس إسرائيل تقديمه لحماس مقابل تفكيك سلاحها، هو ماكشف عنه الون بن ديفيد المحلل العسكرى فى القناة العاشرة للتليفزيون الإسرائيلى، حيث ذكر أن معظم الوزراء الأعضاء فى المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر، يؤيدون فكرة وزير المواصلات والمخابرات إسرائيل كاتس بإقامة ميناء فى غزة، على اعتبار أن ميناء كهذا يحرر إسرائيل من المسئولية عن مصير سكان القطاع، ويسمح لهم بالهجرة إلى دول أخرى، ويمنح إسرائيل فرصة لضرب قصة الشعب الفلسطينى الموحد.
عن الأهرام