مرايا – أكد المدير الطبي للمستشفى الاستشاري العربي برام الله، الدكتور سعيد سراحنة، أن “صحة الرئيس محمود عباس تشهد تحسناً مستمراً وسريعاً، حيث أظهرت نتائج الفحوصات بأنها تعود إلى معدلاتها الطبيعية تدريجياً”.
وأضاف، في تصريح أمس، أن “الطاقم الطبي المشرف على علاج الرئيس عباس يتابع نتائج هذه الفحوصات يومياً، لتحديد موعد خروجه من المستشفى”.
وفي الأثناء؛ أكد الفلسطينيون رفضهم لـ”صفقة القرّن” الأمريكية، طبقاً لما يتردّد عنها، معتبرين أنها تستهدف “المسّاس بالحقوق الوطنية، وإسقاط قضيتيّ القدس واللاجئين الفلسطينيين من المفاوضات”، وذلك على وقع الإفادة، مؤخراً، عبر المواقع الإسرائيلية، بإعلان الإدارة الأميركية عنها الشهر المقبل.
وقالت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة “حماس”، سميرة الحلايقة، ، إن “صفقة القرن” مرفوضة بالنسبة للفلسطينيين، حيث تلغي الكثير من حقوق الشعب الفلسطيني، بما يعنيّ القبول بها ترسيخاً لواقع مغاير بالأراضي المحتلة، وترتيبات إقليمية جديدة في منطقة الشرق الأوسط”.
وأضافت الحلايقة، إن “الخطة الأمريكية، طبقاً لما تسّرب منها حتى الآن، تشكل التفافاً على حقوق الشعب الفلسطيني، مثلما تتضمن تراجعاً عن اتفاق “أوسلو”، على مساوئه، عبر إعادة مناطق تحت السيادة الفلسطينية إلى السيادة الإسرائيلية الكاملة، مثل مدينة الخليل”.
ونوهت إلى أن “صفقة القرّن” تعدّ “تنازلاً عن الحقّ الفلسطيني وحق الأمة العربية الإسلاميّة في القدس المحتلة”، مشددة على تمسّك الفلسطيني بقدسيّة القدس وباعتبارها عاصمة دولة فلسطين، بينما لن تكسبّها الخطة الأمريكية حقاً إسرائيلياً مطلقاً”.
وكانت الصحف الإسرائيلية قد نشرت، عبر مواقعها مؤخراً، مضمون ما يسمى “صفقة القرن” الأمريكية الذي يدور، بحسبها، حول حكم ذاتي فلسطيني محدود في المساحة المتبقية من الضفة الغربية، بالإضافة إلى قطاع غزة، إن أرادت حركة “حماس” ذلك، وعاصمته أبوديس، والإشراف الفلسطيني المشترك مع الأردن على ألأماكن المقدسة بالقدس المحتلة، التي ستكون “عاصمة الكيان الإسرائيلي”.
من جانبه؛ أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، من فلسطين المحتلة، “الرفض الفلسطيني لأي خطة أمريكية تمسّ بالحقوق الوطنية الثابتة في تقرير المصير وحق العودة وإقامة الدولة المستقلة وفق حدود عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة”.
واعتبر أبو يوسف أن “صفقة القرن” قد بُدء بتطبيقها منذ تراجع الإدارة الأمريكية عن “حل الدولتين”، وإضفاء الشرعية على المستوطنات، وتأييد ضمّ القدس للكيان الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، عدا تقليص حجم المساعدات المقدّمة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وقال إن “المسّاس بثوابت القضية الفلسطينية لن يكتب له النجاح، قياساً بمحاولات سابقة من هذا القبيل حينما جرى إحباطها أمام تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية المشروعة”.
بدوره؛ نوه وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكيّ، إلى أهمية الدفع الدولي تجاه بلوغ حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والقوانين الأممية ذات الصلة، والأخذ بمبادرة الرئيس عباس التي قدَّمها لمجلس الأمن الدولي في العشرين من شهر شباط (فبراير) الماضي.
وأوضح المالكي “الجهود التي تبذلها فلسطين، بقيادة الرئيس عبَّاس، واتصالاته مع كل مكونات المجتمع الدولي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة، تعالج كافة قضايا الحل النهائي وتحقق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وأشار إلى الأحداث الدامية التي حدثت عند حدود قطاع غزة، وجرائم الاحتلال بحق المتظاهرين الفلسطينيين العُزّل، والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء وما زال عدد من الجرحى في حالة الخطر، حيث جاءت استكمالا لمسيرة العودة واحتجاجا على نقل الولايات المتحدة لسفارتها للقدس والتي تعمَّد الأمريكان على أن يتم هذا النقل في الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني.
وتحدث عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها القدس وعمليات التهويد المتسارعة والتغوَل الاستيطاني في جميع أنحاء الضفة الغربية، وعمليات التنكيل بالشعب الفلسطيني من خلال إقامة الحواجز والجدران والاجتياحات والاستيلاء على كل مقومات ثباته وصموده على أرضه.
وطالب المالكي “بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل”، لافتاً إلى “قرار القيادة الفلسطينية اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق بأحداث غزة والاستيطان، وكذلك انضمام فلسطين للعديد من المنظمات الدولية”.
وكانت المواقع الإسرائيلية الالكترونية قد أفادت، نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية وفي الكونجرس، بأن “إدارة الرئيس ترامب تستعد لنشر خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين الشهر المقبل، أي بعد فترة وجيزة من شهر رمضان بالتحديد”.
وأضافت أن “المسؤولين حذروا في الوقت ذاته من أن نشر الخطة قد يتم تأجيله وفقاً للتطورات الإقليمية في المنطقة”، مشيرة إلى أن “كبير مستشاري ترامب وزوج ابنته جاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكي للمنطقة، جيسون جرينبلات، بدأوا بإطلاع حلفاء الولايات المتحدة على تفاصيل الخطة”.
ويُشار هنا إلى أن الرئيس عباس، استدعى رئيس البعثة الفلسطينية، مؤخراً، احتجاجاً ضدّ افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.