يزداد التوتر على الحدود السورية- الأردنية بشكل ملفت ، خصوصا مع استعداد الجيش السوري لإجراء عمليات عسكرية في مدينة درعا وما حولها، الامر الذي تسبب بقلق ابناء المناطق الشمالية الاردنية وبخاصة مناطق لواء الرمثا، مستذكرين الايام الاولى لاحداث سوريا والنزوح الكبير الذي قام به اللاجئون في ذلك الوقت الى مدينة الرمثا.
اضافة الى القذائف العشوائية التي كانت تسقط على منازلهم والتي راح ضحيتها شاب مهندس رمثاوي في شهر رمضان قبل ثلاث سنوات، والتوقعات بعمليات عسكرية عنيفة بالمنطقة تكرارا لسيناريوهات ما جرى في القلمون والغوطة أخيرا.
التخوفات ، تبرز ايضا من إقدام اشخاص على محاولة عبور الحدود للمشاركة في مواجهة قوات النظام السوري، وهو ما حصل أمس عندما تمكنت حرس الحدود على واجهة المنطقة العسكرية الشمالية وبالتنسيق والمتابعة مع مديرية الأمن العسكري ، من القاء القبض على شخصين حاولا التسلل من الأراضي الأردنية إلى الأراضي السورية بقصد الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي.
وكانت الانباء تحدثت عن اقتراب عملية عسكرية وشيكة للجيش السوري في جنوب سوريا شبيهة بتلك التي قام بها في عدد من مناطق دمشق.
ويقول النائب جودت الدرابسة، وهو عميد متقاعد من القوات المسلحة، انه ليس من مصلحة المنطقة ان يكون هناك توتر على المنطقة الجنوبية لسوريا، مشيرا الى ان اللاعبين الاساسيين في سوريا هما روسيا وايران.
ويضيف الدرابسة، ان هاتين الدولتين يهمهما ان تبقى المنطقة الجنوبية هادئة.
واكد الدرابسة ان جلالة الملك عبد الله الثاني يسعى منذ بداية الازمة السورية لان تظل بعيدة عن الاردن، مستذكرا تصريحاً سابقاً لجلالة الملك قال فيه «الأردن يتابع عن كثب التطورات في جنوب سوريا ومستعد لحماية مصالحه وأمنه القومي» مؤكدا ان دور جلالة الملك في الساحة الدولية وثقة دول العالم به تعطينا اطمئناناً على الجبهة السورية الجنوبية.
واشار الى ان القوات المسلحة والتي تحظى بثقة القيادة والشعب تقف وقفة شموخ على الحدود معلنة في كل وقت جاهزيتها لاي طارىء قد يحصل.
وحول خطورة قيام النظام السوري بهجوم شامل، اكد النائب الدرابسة الى
ان قيام النظام السوري بمثل هذا الهجوم الكبير كما حصل في القلمون والغوطة وغيرها من المناطق فسيكون له اثر كبير على الاردن من خلال النزوج الكبير الذي سيقوم به سكان المناطق الجنوبية في سوريا لان الاردن عامة ولواء الرمثا خاصة يعتبر المنفذ الوحيد والمهرب للاخوة السوريين والذين سيفرون بانفسهم واسرهم الى منطقة الامان وهي الاردن.
وبين ان الاردن قيادة وشعبا استقبلوا الاشقاء السوريين وتحملوا الكثير في سبيل استضافتهم داعيا المجتمع الدولي، خصوصا الدول الكبرى والدول الخليجية الى الوقوف جنب الاردن وتقديم الدعم من اجل اكمال دوره الانساني في استضافة اللاجئين الذين يشكلون نسبة كبيرة في الاردن منذ عام 2011.
وأكد رئيس بلدية الرمثا المهندس حسين ابو الشيح، ان الرمثا عاشت سنوات الازمة السورية في خوف شديد ورعب يومي، مؤكدا ان ثقة ابناء الرمثا بدور جلالة الملك كبير في سحب فتيل الازمة قبل وقوعها.
مؤكدا ان ضررها كبير على مناطق شمال الاردن وخاصة الرمثا والتي عانت الكثير من تساقط القذائف والتي كانت يوميا تسقط على البيوت وممتلكات المواطنين مستذكر حالة استشهاد الشاب المهندس عبد المنعم الحوراني.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصدر أردني لم تسمه قوله إن «هناك اتفاقا على ضرورة الحفاظ على منطقة عدم التصعيد»، مضيفا أن «منطقة عدم التصعيد تمخضت عن وقف لإطلاق نار كان الأكثر صمودا في جميع أنحاء سوريا»
واكد المصدر إن المملكة تتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في ما يتعلق بالأوضاع في جنوب سوريا في ظل التقارير التي تتحدث عن عملية عسكرية وشيكة لجيش النظام السوري في المنطقة.