مرايا – كعادته دوما ما كان جلالة الملك في صف شعبه مناصرا ومنتصرا لهم ويقف الى جوارهم ليست في السراء فقط بل في كافة الظروف حتى تلك الاشد صعوبة ومرارة ، متحملا مرارة الظروف وشراسة الضغوطات المحلية والاقليمية والمحلية ، رافضا التنازل عن حق شعبه بالعيش حياة كريمة و عن مباديء الدولة وتاريخها الممتد لما يقارب القرن الميلادي.
في خضم وزخم الاحداث المحلية التي تشهدها المملكة من ظروف افتصادية صعبة وقرارات غير حكيمة ولا شعبوية من الحكومة ادت الى انفعال الشارع الاردني وخروجه متظاهرا ومنتفضا على تلك القرارات والسياسات الحكومية البائسة التي لا تعرف حلا سوى جيب المواطن مقابل تقصيرها الواضح بتقديم الخدمات المأمولة لهم ، وفي اولى لحظات عودته الى البلاد لم يتوان الملك بالاجتماع باسرع وقت مع مجلس السياسات ليؤكد ان من حق المواطن التعبير ويشدد على ان الشعب صبر كثيرا ومن حقه حياة افضل موعزا بسحب فتيل الازمة وفتح حوار وطني حول تعديلات قانون الضريبة ، وهو الذي كان قد وجه قبل ذلك بوقف قرار الحكومة برفع اسعار المحروقات لشهر حزيران.
الشارع الاردني ارتفع سقف مطالبه لاقالة الحكومة و وزراء التأزيم فيها حيث يرى انها السبب في تردي اوضاعه المعيشية ولم يعد يثق بوعودها المتكررة التي لم يلمس منها شيئا على ارض الواقع سوى تصريحات ” عنق الزجاجة ” ، فما كان من الملك كعادته الا ان يكون يتجاوب مع مطالبهم ويكون السند والعضد لشعبه فاوعز للحكومة بتقديم استقالتها انتصارا لمطالب شعبه وهو الذي تريطه بهم علاقة لا توصف وليس لها مثيل في العالم ، فهو الاب والاخ والابن والصديق لهم جميعا ،حاله حال الهاشميين جميعا الذين حكموا البلاد وقادوا العباد ، ورسموا مع شعبهم الاردني الوفي ابهى صور المحبة والمودة والسلام والثقة المتبادلة.
في كل الازمات التي مرت بها البلاد يتوق الشعب دوما لرؤية جلالة الملك يطل عليهم عبر الشاشة تو من خلال تصريحات تبث لهم ، حيث هو صمام الامان ومصدر الثقة الوحيد لهم ، وما حديثه دوما الا نهج دولة وخارطة طريق لكافة الاطراف السياسية والشعبية ، فيشعر الاردني وقتها بالطمأنينة والهدوء.
الملك وفي ازمة الضريبة ، كشف عن امور هامة جدا لشعبة وصارحه بها وهي ليست المرة الاولى التي يكون الملك واضحا وشفافا فيها مع المواطن ، فوضح جليا من حديث جلالته الكمّ الكبير الذي يتحمله من ضغوطات ومن هموم داخلية وخارجية ، فبالاضافة لكل ما يتعرض له الاردن خارجيا من وقف او قلة دعم لمواقفه السياسية الداعمة للشعب الفلسطيني وعدم تنازله عن القدس والاقصى ، ورفضه لما تسمى بصفقة القرن وغيرها من الاحداث المتعلقة بالمنطقة والاقليم ، والتي يدفع ثمنها استقبالا للاجئين واغلاق للاسواق المجاورة ، وايقاف الغاز المصري وغير ذلك مما ارهق الخزينة في ظل بعد المجتمع الدولي وعدم التزامه بدعم الاردن ، حمّل الملك والوطن ثقلا وهمّا كبيرا جدا .
في ظل ذلك وبدل ان تكون الحكومة ومجلس النواب على قدر المسؤولية ويكون المعاون للملك داخليا بتخفيف حدة الاوضاع والبحث عن حلول وترشيد النفقات وغير ذلك من اجراءات كفيلة بالتخفيف عن المواطن ، نجدهم شركاء في الازمات بل صانعون لها لافتقارهم الحكمة والرؤية وتعاليهم على الشعب ، باحثين عن مصالحهم الخاصة وعن اسهل الحلول دون التفكير بانعكاساتها ، حتى ان الملك قال انه في بعض المراحل والاوقات كان يقوم بعمل الحكومة رغم انه ليس دوره ذلك ، مشيرا الى انه اقال حكومات ومسؤولين لعدم قيامهم بواجباتهم ، موجها رسالته ان على كل سلطة ومسؤول أن يكونوا على قدر المسؤولية، والذي لا يستطيع القيام بمهامه عليه ترك الموقع لمن لديه القدرة على ذلك ، لافتا الى انه عمل جاهدا للوصول إلى حكومات نيابية ، وقصد بذلك التنازل عن صلاحياته بتعيين الحكومات لصالح الشعب ، إلا أن هذا لم يتحقق بسبب ضعف أداء الأحزاب.
الملك ايضا إن مشروع قانون الضريبة ” جدلي، ولا بد من إطلاق حوار حوله، وعلى الحكومة مسؤولية كبيرة في توضيح مشروع القانون للأردنيين، لكن هناك تقصير في التواصل مطالبا حكومة الرزاز الجديدة بأن تطلق فورا حوارا بالتنسيق مع مجلس الأمة وبمشاركة الأحزاب والنقابات ومختلف مؤسسات المجتمع المدني، لإنجاز مشروع قانون ضريبة الدخل الذي يعد تشريعا اقتصاديا واجتماعيا مفصليا.
وشدد على ان تقوم الحكومة بمراجعة شاملة للمنظومة الضريبية والعبء الضريبي بشكل متكامل، ينأى عن الاستمرار بفرض ضرائب استهلاكية غير مباشرة وغير عادلة لا تحقق العدالة والتوازن بين دخل الفقير والغني.
كما طالبها بمواصلة مسيرة الإصلاح السياسي والبناء على ما تم إنجازه في الأعوام السابقة؛ وهنا لا بد من إعادة النظر في التشريعات الناظمة للحياة السياسية بما يعزز من دور الأحزاب ويمكنها من الوصول إلى مجلس النواب في رسالة لوضع نهج سياسي جديد للمرحلة المقبلة.
الملك من خلال حديثه خلال اليومين الماضيين مع مجلس السياسات ومع رؤساء تحرير الصحف والكتاب وبكتاب التكليف السامي الموجه لرئيس الوزراء الجديد عمر الرزاز رسم ملامح المرحلة المقبلة للوطن والشعب ضمن اطر ومطالب وتوجيهات محددة وواضحة تعتمد على خلق حلول وتحفيز الاقتصاد ودعم الشباب والاستمرار بالاصلاح السياسي و وقف التغول الضريبي وغير ذلك من المحاور التي تحتاج منا جميعا وقفة صادقة مع الوطن والملك لتنفيذها للوصول الى تحقيق كافة الامنيات والتطلعات لمستقبلنا.
جلالة الملك حينما يشيد بالحراك ويقول بانه يفتخر بانه اردني وانه يعيش هموم الشعب ونحن نعلم ذلك ، يجب ان نرد الجميل بالجميل ونكون خير سند لمليكنا واثقين بحكمته وبعد نظره وعشقه لنا وللوطن ، فكما انتصر لنا يجب أن ننتصر له ،ويجب ان نكمل بناء الوطن وان لا نتوقف عند اي مرحلة من شأنها وقف التطلعات او محاولة هدم الانجاز وان يكون الانتماء للوطن ليس شعارات بل عملا على الارض ومحاسبة للمسؤولين والضغط عليهم لتحقيق رؤى الشعب والقائد الذي لا نقول له الا سر ونحن نفخر انك مليكنا . شادي الزيناتي