مرايا – يشكو فقراء وخصوصا من متلقي المساعدات والمعونات في مختلف مناطق محافظة الكرك، من عشوائية توزيع المساعدات والمعونات، من قبل الجمعيات الخيرية المختلفة بالمحافظة.
وأكدوا أن توزيع تلك المساعدات والتي تمولها جهات مختلفة وأشخاص محسنون ينطوي على كثير من عدم الشفافية والمحسوبية في كثير من الأحيان، من قبل القائمين على تلك الجمعيات.
وطالبوا الجهات الرسمية والعاملة على الجمعيات الخيرية العمل على توزيع المساعدات بعدالة حرصا على المصلحة العامة، مشددين على أن تلك المساعدات يجب أن تذهب إلى مستحقيها فقط، دون النظر لأي اعتبارات أخرى من بينها عمل بعض مسؤولي الجمعيات للاستفادة من المساعدات في الترويج لهم بين المواطنين لأغراض انتخابية بالمستقبل.
وقالت السيدة أم علي من سكان مدينة الكرك إنها تحصل على مساعدات بسبب ظروفها الصعبة من جهة رسمية بشكل شهري، بالإضافة غلى شمولها كل فترة بالمساعدات العينية، إلا أنها لم تحصل نهائيا على أي مساعدة من الجمعيات الخيرية رغم تقديمها لها.
وأشارت إلى أن بعض الأسر غير المحتاجة تحصل على المساعدات والمعونات من الجمعيات الخيرية، وخصوصا في شهر رمضان المبارك، ولا يحصل عليها المحتاجون لأسباب تتعلق بـ”الواسطة” والعلاقات الشخصية.
وبينت أن بعض الأسر تحصل على أكثر من مساعدة من عدة جهات وفي نفس الفترة، بالمقابل تنتظر أسر كثيرة المساعدة دون جدوى.
وقال هيثم أحمد من سكان المزار الجنوبي إنه وأسرته يعانون من تردي أحوالهم المعيشية، لافتا إلى أن وضعه هذا لم يسعفه ليحصل على المساعدات من إحدى الجمعيات الخيرية العاملة بالمنطقة، رغم حصول آخرين ليسوا بحاجة للمساعدة على المساعدات، مؤكدا أنه كي يحصل على المساعدات يجب أن يكون قريبا من أحد الأشخاص بالجمعيات المختلفة.
وقال رئيس جمعية سنابل مؤاب الخيرية منصور الطراونة إن هناك فوضى وعشوائية في توزيع المساعدات من قبل الجمعيات الخيرية المختلفة، لافتا إلى أنه يفترض أن يكون هناك دراسات شاملة للأسر المحتاجة والعمل على مساعدتها وعدم ترك الأمر لكل من يريد المساعدة للحصول عليها.
وبين أن هناك بعض التجاوزات في بعض الجمعيات التي تحصل على تمويل كبير، بحيث يتم توزيع المساعدات بشكل عشوائي وبطريقة غير صحيحة، مشيرا إلى أن بعض الجمعيات تحولت إلى امبراطوريات خاصة لبعض الأشخاص.
ودعا إلى إيجاد إطار عمل لكل الجمعيات الخيرية بالكرك، لضبط عمليات توزيع المساعدات، حرصا على خدمة المواطنين من الفقراء فقط.
ولفت إلى أن بعض الجمعيات تملك أرصدة بمئات آلاف الدنانير من جهات داعمة ولا تمارس أي عمل خيري، في حين أن تلك العاملة على مساعدة الناس بالفعل، لا تتلقى الدعم نهائيا.
وأشار أمين سر جمعية درب الخير الخيرية بالكرك الدكتور ماجد الصعوب إلى أن هناك ضرورة لعمل شبكة معلومات لدى اتحاد الجمعيات الخيرية بالكرك، لضبط عمليات توزيع المساعدات لتكون ذات جدوى وقيمة في مكانها، لافتا إلى أنه يمكن عمل بطاقة خاصة لمتلقي المساعدات، لعدم تكرار الحصول على المساعدات من كل جهة في الوقت الذي لا تتلقى فيه بعض الأسر مطلقا أي مساعدات.
من جهته أكد مدير التنمية الاجتماعية بالكرك نصر المعاقبة أن لدى المديرية قاعدة بيانات للمحتاجين بالمحافظة من الأسر الفقيرة مكونة من ثلاثة آلاف اسم، لافتا إلى أن الجمعيات الخيرية بالمحافظة لا توزع المساعدات بشكل عشوائي إنما يتم ذلك بمعرفة التنمية الاجتماعية، ووفقا لمعايير محددة للمحتاجين فقط.
وبين أن هناك عمليات توزيع للمساعدات تتم من خلال أشخاص محسنين لا يمكن السيطرة عليها، وتجري في مختلف مناطق المحافظة، وليس للجمعيات فيها أي دور.