مرايا – ساد التوتر في المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات الصباح الأولى، عقب اقتحامه من قبل قوات الاحتلال الخاصة والمستوطنين، في اليوم الثاني والعشرين من شهر رمضان الفضيل، وذلك في ظل دعوات جماعات “الهيكل المزعوم” لمواصلة اقتحامات الأقصى خلال العشر الأواخر من رمضان لكسر فكرة إغلاق الأقصى في وجه الـمقتحمين.
فيما تحاول شرطة الاحتلال المنتشرة على أبواب الأقصى عرقلة ومنع دخول المسلمين للاعتكاف داخل الأقصى خلال هذه الأيام “العشر الأواخر من رمضان”.
وأوضح الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى لوكالة معا أن 87 متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، إضافة إلى اقتحامه من قبل القوات الخاصة والشرطة الذين انتشروا في ساحات المسجد ورافقوا المستوطنين خلال اقتحامهم وجولتهم في المسجد.
وأضاف الشيخ الكسواني أن قوات الاحتلال حاصرت المصلين الصائمين في المسجد القبلي، بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين للمسجد.
وحمل الشيخ الكسواني شرطة الاحتلال مسؤولية ما يجري في المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام، حيث أن اقتحامات المستوطنين للأقصى وصلواتهم تثير مشاعر المسلمين وتوتر الوضع في المسجد.
وأضاف أن شرطة الاحتلال تصر على فتح باب المغاربة وإدخال المستوطنين والسياح إلى الأقصى خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، تزامنا مع اعتكاف المسلمين في المسجد وبذلك عدم احترام الشعائر الدينية للمسلمين في هذا الـمكان.
وأضاف الشيخ الكسواني انه من المتعارف عليه إغلاق باب المغاربة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، ولكن خلال الثلاثة أيام الأخيرة ” الثلاثاء والأربعاء والخميس” تواصلت اقتحامات المسجد الأقصى، واقتحمه أكثر من 300 مستوطنا، رغم التحذير من فتح الباب والمطالبة باغلاقه.
وقال الشيخ الكسواني :” ان الاعتكاف سنة من الرسول محمد عليه السلام، بشد الرحال الى المساجد والاعتكاف فيها، الا أن الاحتلال يريد تنغيص هذه العبادة والصلوات في الأقصى، حيث يستجيب لطلبات الجمعيات الاستيطانية التي طالبت بفتح باب المغاربة خلال هذه الأيام.”
ولم يتوقف الأمر على فتح باب المغاربة وحسب، بل تعرقل شرطة الاحتلال دخول المعتكفين الى الأقصى والى ذلك قال الشيخ الكسواني:” ان شرطة الاحتلال منعت الشبان الذين يحملون الحقائب الدخول للاعتكاف في الأقصى، وكانت تجبرهم على الدخول دون الحقائب أو عدم الدخول بتاتا.”
ولفت الشيخ الكسواني انه وفي كل عام فإن الآلاف من المسلمين يعتكفون في الأقصى من الأراضي الفلسطينية ومن الدول العربية والإٍسلامية والأجنبية وتضاعف أعداد المعتكفين قبل ليلة القدر .
وأوضحت مراسلة وكالة معا أن شرطة الاحتلال اعتقلت خلال الايام الثلاثة الماضية 18 فلسطينيينا من المسجد الأقصى المبارك، معظمهم أفرج عنهم بشرط الابعاد عن الأقصى لفترات متفاوتة وبعضهم ابعد عن مدينة القدس بحجة “التواجد الغير قانوني لأنهم يحملون هوية الضفة الغربية”، علما ان شرطة الاحتلال اعتقلت اليوم ثلاثة مصلين واعتدت على أحدهم بالضرب.
وحذر مجلس الأوقاف والهيئة الإسلامية ودائرة الإفتاء ودائرة الأوقاف الإسلامية من استهداف المسجد الأقصى طوال العام وخاصة في شهر رمضان، وقالت:” ان ما يجري في الأقصى هو سياسة احتلال تهدف للسيطرة التامة على الـمسجد الأقصى الـمبارك عبر غلاة الـمستوطنين الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الـمسجد الأقصى الـمبارك، ويمارسون سياسة تبادل الأدوار الـممنهجة مع الشرطة الإسرائيلية.
وأضافت الهيئات الدينية في بيان لها أمس إن جميع الإجراءات القمعية التي يقوم بها الاحتلال وأذرعه، لن ولن تغير من قداسة الـمسجد الأقصى الـمبارك، والذي هو حق خالص للمسلمين وحدهم، ولا يقبل القسمة على اثنين، ومحاولة تغيير الوضع التاريخي في الـمسجد الأقصى الـمبارك وعدم احترام الشعائر الدينية للمسلمين في هذا الـمكان يؤكد على أن السياسة العنصرية التي تنتهجها دولة الاحتلال ستؤدي إلى عواقب وخيمة لا يحمد عقباها، ويتحمل الاحتلال ومن يسانده نتيجة ذلك.
وناشدت العالم العربي والإسلامي وكل الأحرار في العالم أن يتحركوا لإنقاذ الـمسجد الأقصى والـمقدسات قبل فوات الأوان، وقبل وقوع الكارثة بسبب تصرفات حكومة اليمين الـمتطرفة.
ودعت الأهالي إلى شدّ الرحال إلى الـمسجد الأقصى والاعتكاف والرباط فيه، والوقوف على مسؤولياتهم تجاه الـمسجد الأقصى الـمبارك وأن لا يرضخوا لسياسة الاحتلال الغاشمة، وسيبقى الـمسلمون في هذه الديار هم رأس الحربة في الدفاع عنه.