مرايا – جدد أصحاب المحال الحرفية والصناعية في مجمع شاحنات كراج الراشدية شكواهم من أوضاعهم المالية المتردية، نتيجة تفضيل أصحاب آلاف الشاحنات تصليح شاحناتهم لدى ورش تم الترخيص لها على الطريق الخلفي بالقرب من الساحة رقم (4).
وبين أصحاب هذه المحلات أن الجهات ذات العلاقة في العقبة اعطت ميزة تنافسية للمحلات الحرفية والصناعية على الطريق الخلفي، بحيث أن أصحاب الشاحنات باتوا يفضلون إصلاح أعطال مركباتهم هناك لعدم وجود ضرائب من ناحية، ومن ناحية أخرى اقرب للموانئ ولمدينة العقبة.
وطالب أصحاب ورش التصليح بتوفير مزايا اخرى لمجمع الراشدية، والذي يعاني ايضا من عدم اهتمام في كافة جوانبه البيئية والتنظيمية والإدارية، لتكون المحلات وورش صيانة المركبات الشاحنة نقطة اساسية لتجمع أكثر من 20 ألف مركبة في المجمع، بالإضافة إلى نقل ورش التصليح على الطريق الخلفي للمجمع، لإعطاء العقبة ومداخلها الصورة الأجمل بعيدا عن التشوه البصري والذي يسيطر على الطريق الخلفي بالعقبة.
وأكد صاحب محل تصليح شاحنات محمد الطراونة في حديثه له إن المجمع يفتقر لجميع الخدمات من البنية التحتية أو الفنية، مؤكدا أن جميع أصحاب المحلات في المجمع يشكون من سوء وتردي أوضاعهم المعيشية، نتيجة هجر الشاحنات للمجمع، والقيام بجميع أعمال الصيانة في منطقة الطريق الخلفي.
وأشار الطراونة أن تصليح الشاحنات في الطريق الخلفي يقلل الكلفة المالية على صاحب الشاحنة، لوجود حوافز في المنطقة الخاصة، علما بأن حدود المنطقة الخاصة حتى منطقة دبة حانوت، مطالبا بتمييز مجمع الشاحنات بحوافز كالمنطقة الخاصة ليتسنى لأصحاب وسائقي الشاحنات تصليح شاحناتهم في مجمع الراشدية دون أي كلف إضافية وفي مكان آمن وواسع.
وبين صاحب محل “بناشر” خليل الحربي، أن جميع الحرفيين في المجمع يشكون من تردي وضعهم التجاري، مشيرا أن اغلب التجار والحرفيين لا يستطيعون دفع إيجارات محلاتهم وبيوتهم نتيجة نقل أعمال التصليح إلى الطريق الخلفي، الأمر الذي ساهم في هجر أصحاب الشاحنات للمجمع، وساهم كذلك في ترك بعض المستأجرين محلاتهم.
وبين صاحب محل تصليح شاحنات كبيرة تامر النعيمي أن على الجهات المسؤولة جمع كافة الورش في مكان واحد وهو المكان الانسب ساحة تجمع الشاحنات الشيدية، لاحتوائه على مئات المحلات غير المستغلة.
وأشار السائق محمد البشابشة أن أسعار بيع القطع للشاحنات في الحرفية وعلى الطريق الخلفي أقل بكثير من محلات بيع القطع بمجمع الراشدية، موضحا أن جالون الزيت (20 لترا) يباع في الراشدية بـ12 دينارا وعلى الطريق الخلفي يباع بـ10 دنانير، الأمر الذي يوفر على أصحاب الشاحنات الصيانة والكلف الإضافية.
وبين البشابشة أن سائقي الشاحنات غير راضين عن هذا الوضع في مجمع الشاحنات الراشدية والذي له تاريخ عريق، مطالبا سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بانقاذ المجمع واعطائه ميزة ليعيد ألقه المعتاد.
وناشد أصحاب المحلات التجارية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والجهات ذات العلاقة بزيارة مجمع الشاحنات الراشدية، والاطلاع على واقع حاله الذي يعاني من هجرة أصحاب المصالح الحرفية والتجارية والصناعية وتردي أوضاعه.
ويعاني مجمع الراشدية والذي يعتبر نقطة تجمع أكثر من 17 ألف شاحنة أردنية وعربية قبل دخولها إلى الموانئ، من نقص الخدمات وتهتك البنى التحتية وتراكم أكوام النفايات، وفق سائقين.
ويطالب سائقو شاحنات تعمل على نقل الحاويات والبضائع من العقبة الى باقي محافظات المملكة، بضرورة تصويب ما وصفوه بـ “الفوضى” التي يعيشها مجمع الشاحنات في منطقة الراشدية 35 كم شمال شرق العقبة.
وقالوا إن المجمع تحول الى مكرهة صحية ومرتع للكلاب الضالة نتيجة عدم اهتمام الجهات المعنية به، مضيفين أن المجمع يعاني من ترد كبير في الواقع البيئي وتردي البنية التحتية. وأكدوا أن وضع المجمع لا يحتمل على الإطلاق ولا يصلح لاصطفاف الشاحنات، التي تجبر على المرور بالمجمع والمكوث فيه ليوم أو يومين.
وقال السائق حسام المصري إن كراج الشاحنات يعاني منذ سنوات طويلة من سوء النظافة، مؤكدا ان ساحات المجمع تحولت إلى مرتع للكلاب الضالة والدواب وأكوام النفايات، مشيرا أن بعض سائقي الشاحنات يقومون بإلقاء المخلفات والمهملات في شوارع المنطقة.
وبين السائق محمد العمرو، أن المجمع والذي يخدم قرابة 17 ألف شاحنة، يعاني من نقص حاد بالخدمات العامة، أبرزها عدم وجود دورات للمياه، خاصة أن السائق يمكث في المجمع يومين أو أكثر، كما يفتقر للإنارة.
من جهته أكد مفوض المدينة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس عبد الله ياسين أن هناك تصورا شاملا للمناطق المحيطة في المنطقة الخاصة لجعل كل منطقة ذات تنافسية وميزة إضافية.
وأشار أن كراج الشاحنات في الراشدية نقطة مهمة لتجمع الشاحنات خارج حدود المنطقة الخاصة، مبينا ان السلطة الخاصة مصرة على ان يكون الكراج بأبهى صورة، مؤكدا انه وبهذه الصورة سيتم نقل كافة أعمال صيانة الشاحنات إلى مجمع كراج الراشدية والذي سيحظى بنقلة نوعية حال تنفيذ المناطق التنموية، والتي ستتمتع بمزايا المناطق الخاصة.
يذكر أن مجمع الشاحنات في الراشدية يعتبر أحد أكبر المجمعات التي تؤمها الشاحنات للانتظار والمبيت حيث يصل عدد الشاحنات المنتظرة للتحميل والمبيت احيانا لأكثر من 6 آلاف شاحنة في اليوم الواحد.