مرايا – لم يسلم قطاع السياحة الخارجية من الركود كباقي القطاعات الاقتصادية في المملكة، فالهبوط الحاد الذي تعاني منه مكاتب السياحة والسفر في حجوزات الأردنيين السياحية لعيد الفطر جعلت عاملين في القطاع يصفون الأمر بـ”الاستثنائي”.
وبين عاملون ، أن حجوزات الأردنيين تراجعت بما يقارب 70 % عن الفترة نفسها من العام الماضي؛ إذ إن مكاتب السياحة الصادرة تشهد حركة كبيرة للحجوزات في الفترة الحالية استعدادا لعيد الفطر من كل عام، إلا أن الظروف الاقتصادية للمواطنين حالت دون ذلك.
وأشار هؤلاء إلى أن نسبة الحجوزات لا تتجاوز الـ30 %، وحازت تركيا على أكثر وجهات الأردنيين للسفر سياحيا خلال فترة عيد الفطر، فيما جاءت شرم الشيخ وجورجيا بالمرتبة الثانية.
وقال رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر، محمد سميح “إن هبوطا حادا تشهده حجوزات مكاتب السياحة الصادرة في الفترة الحالية وتكاد تصل لدى بعض المكاتب الى 70 % نسبة التراجع”.
وأوضح سميح أن تردي الأوضاع المعيشية للمواطن لعب دورا أساسيا في الانخفاض الحاد لإقبال الأردنيين على حجوزات السفر الى الخارج خلال فترة العيد، فبات السفر لقضاء الإجازة خارج المملكة أمرا ليس من أولويات الأردنيين في الفترة الحالية.
وقال “نأمل أن ترتفع حركة الحجوزات خلال الأيام المتبقية قبل عيد الفطر، إلا أن المؤشرات تشير الى بقاء الأوضاع لدى مكاتب السياحة الصادرة ستبقى كما هي ولا بوادر لارتفاع معدل الحجوزات”.
ومن جهته، أكد صاحب أحد مكاتب السياحة الصادرة، عمر عبده، أن ركودا كبيرا تشهده مكاتب السياحة الصادرة في الفترة الحالية والتي تعول عليها مكاتب السياحة الصادر لارتفاع معدل الحجوزات فيها في كل عام.
وأشار عبده إلى أن نسبة الحجوزات تراجعت بنسبة 70 % عما كانت عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مرجعا ذلك الى سوء الأوضاع الاقتصادية لدى المواطنين وارتفاع الأسعار والضرائب الملقى على كاهل المواطن التي أضعفت دخله.
وأوضح صاحب مكتب سياحة صادرة آخر، درويش عويضة، أنه منذ سنوات لم تتراجع -في الفترة الحالية من كل عام- حجوزات مكاتب السياحة الصادرة بهذا الشكل، فهنالك عوامل عدة أدت الى تراجع الأردنيين عن الإقبال على السفر الى الخارج خلال فترة عطلة عيد الفطر الحالية، أهمها الوضع المعيشي.
وانخفض إنفاق الأردنيين على السفر للخارج
11 % خلال أول شهرين من العام الحالي أو ما مقداره 17.6 مليون دينار مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب الأرقام الصادرة عن البنك المركزي.
وبلغ الإنفاق على السفر للخارج في نهاية شباط (فبراير) الماضي 143.4 مليون دينار مقارنة مع 161 مليون دينار في الفترة ذاتها من العام 2017.
وتعرف النشرة الشهرية للبنك المركزي مدفوعات السفر بميزان المدفوعات، على أنه إنفاق الأردنيين على السفر للخارج، والذين يسافرون لغايات التعليم أو السياحة أو العلاج وغيرها من الأسباب.
وجاء التراجع في بند مدفوعات السفر في ظل انخفاض أعداد الأردنيين المغادرين إلى الخارج خلال أول شهرين من العام الحالي لتصل أعدادهم إلى نحو 435 ألف أردني مقارنة مع 493 ألف أردني خلال الفترة نفسها من 2017؛ أي بنسبة ارتفاع وصلت إلى نحو 11.7 %.