مرايا – تنتظر العديد من الأسر في محافظة الكرك موسم حصاد المحاصيل الحقلية، من قمح وشعير وحمص وعدس، بفارغ الصبر، فمن خلال عملية الحصاد الموسمية تستطيع الحصول على فرصة عمل ولو مؤقتة تتمكن من خلالها تأمين متطلبات الحياة المعيشية أو على الأقل جزءا كبيرا منها خلال هذه الفترة من كل عام.

وتعمل هذه الأسرة بشكل شاق وتبذل جهودا مضاعفة، فالعمل بالحصاد اليدوي للمحاصيل الحقلية أكثر صعوبة ويحتاج إلى طاقة أكبر، مقابل أنه يوجد هناك آلات حديثة للحصاد، وفق مواطنين أشاروا إلى أنه ورغم طول فترة الحصاد اليدوي قياسًا بالحصاد الآلي، إلا أن غالبية المزارعين من مالكي المواشي يفضلون “اليدوي” على “الآلي” لحصولهم على المحصول كاملًا، ما يتيح لمواشيهم الحصول على كامل العلف المتاح من الحقول التي تحصد يدويًا.

ويؤكد مواطنون أن الحصاد الموسمي “ورغم صعوبته، لكنه يساهم بتوفير فرصة عمل موسمية أو مؤقتة تمكنهم من تأمين متطلات الحياة الأسرية لمدة قد تصل إلى شهرين.

وتبلغ اجرة الحصاد للدونم الواحد من مادتي القمح والشعير ما بين 10 و12 دينارا، فيما تبلغ لمادتي الحمص والعدس إلى 15 دينارًا.

ويقول المواطن أحمد العمرو، أحد قاطني بلدة المغير، إنه ينتظر كل عام هذه الفترة والتي يعمل فيها بحصاد المحاصيل الحقلية، وذلك لمساعدته على التغلب على صعاب الحياة المعيشية، إذ أن ما يتقاضاه من أجر شهري جراء عمله كـ”حارس”

في إحدى المؤسسات “لا يزيد عن 180 دينارًا”.

وبين أنه يتقاضى جراء حصاد دونم واحد من القمح أو الشعير مبلغ مقدراه خمسة دنانير، ويستطيع بمساعدة أفراد من عائلته حصاد نحو أربعة دونمات في اليوم الواحد، يتمكن من خلالها تأمين احتياجات أسرته الأساسية، مشيرًا إلى أن اجرة حصاد الدونم الواحد تصل في بعض المناطق إلى عشرة دنانير.

وتابع العمرو أنه ينتابه الحزن والهم عندما يرى أفراد من أسرته يساعدونه في عملية حصاد المحاصيل الحقلية، وسط درجات حرارة الصيف الملتهبة والتي تترك أثرًا على الوجوه.

ورغم أن عملية الحصاد “متعبة جدًا وتحتاج إلى جهد مضاعف، يفوق أحيانًا طاقة الإنسان”، وفق العمرو الذي أضاف “أنه مجبر على ذلك لتوفير متطلبات الحياة الأساسية له ولأسرته، المكونة من ستة أفراد، وسط ظروف معيشة صعبة”.

من جهته، يقول المواطن سمير محمود، البالغ من العمر 50 عامًا ويقطن لواء الأغوار الجنوبية، “إنه ينتظر موسم حصاد المحاصيل الحقلية بفارغ الصبر، حيث يأتي إلى الكرك برفقة عدد من أفراد أسرته، للعمل في الحصاد حتى يستطيع من الحصول على أجرة تمكنه من التغلب على صعاب الحياة وضنكها”.

ويضيف أنه وخلال موسم الحصاد يتنقل من حقل إلى آخر، كي يستطع تأمين متطلبات أسرته الحياتية، من طعام وشراب ولبس، لافتًا إلى أنه يتقاضى جراء حصاد الدونم الواحد 8 دنانير، إذ يستطيع أن يحصل باليوم الواحد نحو 5 دونمات.

ويشير إلى أن هناك عمالا وافدين، مصريين وسوريين، “ينافسون أبناء المحافظة في عمليات الحصاد”.

من ناحتيه، يوضح المزارع مفيد المجالي أن موسم الحصاد “يوفر فرص عمل لمئات الأسر بمحافظة الكرك، وخصوصًا تلك التي لديها خبرة بالحصاد”، لافتًا إلى أن اجرة حصاد الدونم الواحد من مادتي القمح والشعير تصل إلى 10 دنانير، بينما تصل إلى حوالي 15 دينارًا لحصاد الدونم الواحد من مادتي الحمص والعدس.

ويقول إن العديد من المزارعين يفضلون الحصاد اليدوي، وخاصة مربي المواشي، حيث يوفر لها الحصاد اليدوي كميات كبيرة من العلف لمواشيهم.

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية في محافظة الكرك نحو 210 آلاف دونم، منها 90 ألف دونم قمح، و120 ألف دونم شعير، والباقي حمص وعدس ومحاصيل أخرى.