مرايا – نفحات إيمانية، ومشاعر جياشة، وأجواء جميلة، وخشوع في الصلاة.. كل ذلك وغيره من أصوات العصافير العذبة الجميلة التي تطرب السامعين، يحوزها المصلون في باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك، خاصة هذه الأيام في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
إلا أن أكثر ما يلفت النظر هو أن الطيور والعصافير لا تجوع؛ حيث يضع المصلون ما تبقى من الخبز في مجموعات في ساحات الأقصى لتقبل الطيور على أكلها ولا تعرف الجوع أبدًا في المسجد الأقصى.
جمال الأقصى
ويدهش المرء الذي يزور المسجد الأقصى المبارك لأول مرة من جمال قبة الصخرة المشرفة، ذات القبة الذهبية، ويزيدها جمالاً الأصوات الجميلة التي تنطلق من حناجر قارئي القرآن، مع أصوات العصافير؛ حيث تقول الفتاة سهاد أبو جمعة -من جنين- إنها بكت عند دخولها لأول مرة المسجد الأقصى، ورؤيتها لقبة الصخرة المشرفة، وسجدت سجدة الشكر لله، وراحت تبكي وتدعو الله أن يحرر القدس المحتلة والمسجد الأقصى من براثن الاحتلال.
الحاج محمود سنينية -من حي سلوان- يجمع الخبز ويفتّته، ومن ثم يضعه في كومة من الخبز مقابل مدخل المسجد الأقصى المبارك؛ حيث يقول: “بدل أن تلقى في القمامة؛ فالطيور والعصافير أولى بها؛ فهي تطربنا بسماع أصواتها الجميلة وتزيد الأجواء حلاوة وطربا، وجمالا على جمال”.
بدورها تقول أم سلمى دويكات، من رام الله: “أنا معتكفة في العشر الأواخر من شهر رمضان، وبحمد الله نضع فتات الخبز والأرز للعصافير لتأكلها، والصلاة في ساحات قبة الصخرة المشرفة أفضل وأجمل، فالأذن تطرب لصوت مختلف أنواع العصافير التي تكون فوق الأشجار في ساحات المسجد الأقصى المبارك”.
إطعام الطيور
وتكثر أعداد المصلين في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم من مختلف مناطق الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48، ومن الأحياء المقدسية، إلا أن حوالي مليونين من أهالي قطاع غزة محرومون من العبادة وتأدية الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بفعل الحصار الخانق من الجو والبر والبحر.
وتفترش حليمة علاونة -من نابلس- أرضية شجرة زيتون، هي وعائلتها، وتطعم الطيور حبات من القمح والشعير اشترتها خصيصًا لإطعام الطيور في المسجد الأقصى المبارك.
تقول علاونة: “اشتريت قمحا وشعيرا لإطعام العصافير ومختلف أنواع الطيور والعصافير الموجودة في المسجد الأقصى، وكذلك الحمام، وأقضي أوقاتًا جميلة في العبادة مع سماع أصوات العصافير؛ فهي بتغاريدها وزقزقتها تسبح الله كما نحن نسبح الله”.