مرايا – يقع طلبة الثانوية العامة “التوجيهي” في حيرة من أمرهم، جراء انطلاق مباريات كأس العالم لكرة القدم اليوم الخميس، والتي تأتي تزامنا مع بدء استعدادهم للامتحانات في دورتها الصيفية المقررة في الـ 30 من الشهر الحالي.
وفيما يعيش أغلب الطلبة هوس حضور مباريات كأس العالم التي تأتي كل أربع سنوات مرة واحدة، فإنهم في ذات الوقت يقفون مكتوفي الأيدي أمام حرصهم على الدراسة استعدادا لامتحان يتقدمون إليه مرة واحدة في العمر، ويعتبر مفصليا في تحديد مستقبلهم الدراسي والعملي.
ومن أجل تحقيق التوازن بين الرغبة (مشاهدة المباريات)، وبين الواجب (الدراسة للامتحان)، يحرص طلبة على وضع برنامج دراسي مناسب، فهم، بحسب ما أوضحوا على مواقع التواصل الاجتماعي “لن يفوتوا فرصة مشاهدة منتخباتهم المفضلة وهي تتصارع من أجل نيل لقب كأس العالم. وأنهم لن يتنازلوا عن ممارسة هوياتهم وشغفهم في متابعة المباريات وعيش أجواء الحماس والتشجيع”.
صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا “فيسبوك” شهدت هذا الصراع، عبر تعليقات أطلقها طلبة يستعدون لتقديم الامتحان، تعليقات تتنوع في طروحاتها بين الخوف والقلق والتوتر لتزامنها مع مباريات كأس العالم.
وحسب رصدت صفحات طلبة التوجيهي “الفيسبوكية”، حيث تميزت تعليقات طلبة بطابعها الكوميدي في محاولة منهم للتخفيف من حدة ما يشعرون به في عامهم المصيري، بعد قضائهم اثني عشر عاما وهم يستعدون له.
الطالب أحمد عليمات قال “متابعتي لكأس العالم لن تدخلني الجامعة”، فيما قال الطالب معن الكردي “إذا رسبت بمادة بتعيدها السنة الجاي بس كأس العالم بصير كل 4 سنين مرة وحدة، كأنه الدكتور عمر الرزاز (بصفته وزيرا سابقا للتربية والتعليم) حاس فينا فقرر يمنحنا عدد لا محدود للإعادة إذا رسبنا”.
في حين عبرت الطالبة سناء هاشم عن امتعاضها الشديد جراء تزامن الامتحانات مع المونديال العالمي، مؤكدة على أنها ستحاول جاهدة لتنظيم أوقات الدراسة لتناسب مع المباريات، خصوصا وأن أفراد العائلة سيكونون مجتمعين لمشاهدتها”.
ولا يرى عمار هميسات أي عائق يمنعه من متابعة كأس العالم، وعيش أجواء الحماس مع أهله وأصدقائه لاستعداده مسبقا للامتحانات، مشيرا إلى أن الامتحانات التجريبية كانت بالنسبة له فرصة لاكتشاف مواطن الضعف في دراسته وبالتالي التركيز عليها قبل انطلاق المونديال.
ويشير هيثم كيلاني أن “حالة الطورئ أعلنت بداية رمضان في بيتنا استعدادا لهذه المرحلة المصيرية وبدأ مسلسل الزن من قبل عائلتي للتركيز على الدراسة وعدم الانشغال بأي شيء آخر”.
أما عمر مروان فأبدى قلقه وتوتره من اقتراب الامتحانات، معلنا عن تخوفه من تأثير المباريات على أدائه فيها.
وقالت نسرين عمارين “فرحتي بنجاحي بالتوجيهي بمعدل عال سينسيني حزني على عدم متابعة كأس العالم، وربنا ما يضيعلنا تعب”.
وأشارت ليان عليان في تعليقها “مستقبلي لن يعوض، بينما مباريات يمكن تعويضها … مستقبلي هو الأهم الآن فهو الباقي لي، أما المباريات لن تفيدني وقت إعلان النتائج”.