مرايا – قال المحلل السياسي الفلسطيني، حسن عبده، إن إسراع الاحتلال الإسرائيلي في بناء الجدار الأرضي حول غزة يأتي لأن فكرة “الجدار” هي أحد الأفكار العميقة في الفكر الصهيوني، لافتا إلى أن إسرائيل قامت ببناء جدار حول القدس والضفة الغربية وتواصل الآن بناء جداراً حول قطاع غزة بدأته منذ عام ونصف وأعلنت الانتهاء من بناء ربع المسافة المقررة.
وأضاف عبده خلال لقاء له على فضائية “الغد” الاخبارية أن هذا الجدار لا يمنع الصواريخ ولا إقامة الأنفاق لكنه يهدف بالدرجة الأولى لمنع الخطر الديموغرافي من وجهة النظر الإسرائيلية، خاصة أن قطاع غزة الصغير وما يحويه من زيادة سكانية كبيرة متوقع أن تنفجر سكانياً، مشيرا إلى أن المواجهة الجديدة لقطاع غزة مع إسرائيل مرتبطة بأكثر من جانب، ليست فقط الجدار وإنما الحصار، إذ يعيش سكان القطاع حالة من التوتر على الحدود منذ فترة، بالإضافة إلى أن هناك مسيرات العودة والحرائق التي تتم خلال الطائرات الورقية والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وكلها تنذر بوجود تصعيد قادم.
وأوضح عبده أن الجدار حول غزة له بُعد ديموغرافي برغم حديث الاحتلال عن الأنفاق وإبطاله عبر هذا الجدار، مؤكدا إلى أنه حتى الآن لم يتم اختبار هذا الجدار وفاعليته في وقف حفر الانفاق، لافتا إلى أن إسرائيل أعلنت أن الجدار لن يمنع بشكل كامل خطر الأنفاق، لذا هناك منظومة كاملة تعتمد على المعلومات الاستخباراتية فيما يتعلق بالأنفاق وليس بالجدار وحده.
وأشار عبده إلى أن فصائل المقاومة لن تسعى لمنع هذا الجدار، ولا ترى أنه يشكّل عائق أمام قدرات المقاومة، إذ لديها من الابتكارات والوسائل ما يمكنها من التغلب على الجدار كما جرى في محطات سابقة وستجد وسائل بديلة في مواجهة الاحتلال.