مرايا – حذر تقرير جديد صدر عن منظمة ” الفاو” اليوم السبت من ان تلوث المياه الناتج عن ممارسات زراعية غير مستدامة يشكل خطراً كبيراً على صحة البشر والأنظمة الإيكولوجية للكوكب، وهي مشكلة غالباً ما يستهين بها صانعو السياسات والمزارعون على حد سواء.
واشار التقرير الذي حصلت على نسخته وكالة الانباء الاردنية ” بترا ” الى ان الكثير من الدول تعتبر الزراعة، وليس المدن أو القطاع الصناعي، أكبر مصدر لتلوث المياه ، وعلى المستوى العالمي، فإن الملوث الكيماوي الأكثر شيوعاً الموجود في مكامن المياه الجوفية هو النترات الناتجة عن الزراعة، وذلك حسب التقرير الذي يحمل عنوان “بشر أكثر، غذاء أكثر، مياه أسوأ؟ تقرير عالمي حول تلوث المياه من الزراعة”، والذي أطلقته الفاو والمعهد الدولي لإدارة المياه في مؤتمر يعقد في طاجيكستان (19-22 حزيران).
ويقول التقرير إن الزراعة الحديثة مسؤولة عن تصريف كميات كبيرة من الكيماويات الزراعية والمواد العضوية والرواسب والملوحة في المسطحات المائية ويؤثر هذا التلوث على مليارات من الناس ويكلّف مليارات الدولارات سنوياً.
وجاء في التقرير ان الزراعة هي أكبر منتج منفرد للمياه العادمة من حيث الحجم، كما تنتج الماشية إفرازات أكبر بكثير من تلك التي ينتجها الإنسان، ومع الزيادة باستخدام الأراضي، زاد بشكل كبير استخدام الدول للمبيدات الحشرية الصناعية والأسمدة وغيرها من المدخلات.
والملوثات الزراعية الأكثر إثارة للقلق بشأن تأثيرها على صحة الإنسان هي المُمرضات من الماشية والمبيدات الحشرية والنترات في المياه الجوفية وبقايا العناصر المعدنية والملوثات الناشئة، بما في ذلك المضادات الحيوية والجينات المقاومة للمضادات الحيوية التي تفرزها الماشية.
ويمثل التقرير الجديد المراجعة الأكثر شمولاً للمنشورات العلمية المشتتة حول هذه القضية والتي تم جمعها حتى الآن، وهو يهدف إلى سد الثغرات في المعلومات ووضع السياسات والحلول على مستوى المزرعة في مرجع واحد موحد.
واشار: زادت أعداد رؤوس الماشية في العالم أكثر من ثلاثة أضعاف منذ العام 1970 وادى إلى ظهور فئة أخرى من الملوثات، وهي المضادات الحيوية واللقاحات ومعززات النمو الهرموني التي تنتقل من المزارع عبر المياه إلى الأنظمة الإيكولوجية ومياه الشرب، وفي الوقت نفسه، أصبح تلوث المياه بالمواد العضوية من تربية الماشية أكثر انتشاراً بكثير من التلوث العضوي من المناطق الحضرية.
وهناك قطاع آخر مزدهر، وهو تربية الأحياء المائية والذي يطلق الآن كميات أكبر من إفرازات الأسماك، والأعلاف غير المأكولة، والمضادات الحيوية، ومبيدات الفطريات، والعوامل المانعة للقاذورات في المياه السطحية.
واشار التقرير الى ان الطريقة الأكثر فعالية لتخفيف الضغط على النظم البيئية المائية والإيكولوجيا الريفية هي الحد من تصدير الملوثات عند المصدر أو اعتراضها قبل وصولها إلى النظم الإيكولوجية الضعيفة، فتكاليف معالجة هذه الملوثات تزيد بشكل كبير بعد خروجها من المزرعة.
كما أن الإدارة المتكاملة للآفات، التي تجمع بين الاستخدام الاستراتيجي لأصناف المحاصيل المقاومة للآفات ودوران المحصول وإدخال مفترسات طبيعية للآفات الشائعة، هي أداة أخرى مفيدة.
وفيما يتعلق بعمليات الإنتاج الحيواني، هناك حاجة إلى تقنيات تقليدية مثل استعادة المراعي المتدهورة وتحسين إدارة الأنظمة الغذائية للحيوانات والإضافات العلفية والأدوية.
كما يتعين القيام بالمزيد في مجال الأساليب الفنية والتقنيات الجديدة لإعادة تدوير المغذيات، مثل الهاضمات الحيوية لمخلفات المزارع.