مرايا – فيما استمرت المعارك الضارية بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة التابعة للجيش السوري الحر في بلدات ريف درعا الشرقي، وسقوط قتلى وجرحى من الجانبين، أكد مصدر أردني مضطلع أن الأردن لم يستقبل جرحى في مستشفياته القريبة من الحدود، مشيرا إلى أن الحدود منطقة عسكرية مغلقة منذ أكثر من عامين.
وتمتلك فصائل الجيش الحر مستشفيات ثابتة في المدن والقرى التي تسيطر عليها، وأخرى ميدانية متنقلة لمعالجة الجرحى المدنيين والعسكريين.
غير أن مدير المرصد رامي عبد الرحمن أكد “تسبب القصف الجوي منذ منتصف الليل بخروج ثلاث مستشفيات من الخدمة في ريف درعا الشرقي”.
واستهدفت غارات روسية محيط مستشفى بلدة الجيزة صباحاً وبلدة المسيفرة بعد منتصف الليل، ما أدى إلى اصابتهما بأضرار أخرجتهما من الخدمة، وفق عبد الرحمن الذي أوضح أن طائرات مجهولة قصفت مستشفى بلدة صيدا ليلاً لتوقفه أيضاً عن العمل.
وارتفع بذلك عدد المستشفيات التي خرجت من الخدمة في درعا منذ بدء التصعيد العسكري إلى خمسة، أحدها في بلدة بصر الحرير التي سيطرت عليها قوات النظام ليل الاثنين، وفق المرصد.
وتُشكل سورية “المكان الأسوأ في التاريخ الحديث فيما يتعلق بالاعتداءات على القطاع الصحي” وفق ما قالت الأمم المتحدة في أيار (مايو) الماضي، مشيرة إلى أن المنشآت الطبية المستهدفة في الأشهر الأربعة الأولى فقط من العام 2018، أكثر مما شهده العام 2017 بالكامل.
وأدى القصف إلى مزيد من الضحايا، إذ وثق المرصد مقتل “ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال رضع” جراء الغارات على ريف درعا الشرقي. وارتفعت بذلك حصيلة القتلى منذ التصعيد العسكري إلى 54 مدنياً.
ووسعت القوات الحكومية أمس من دائرة الاشتباكات، إذ دارت معارك عنيفة قرب قاعدة جوية في جنوب مدينة درعا، تسعى قوات النظام للسيطرة عليها بهدف قطع الطريق بين مدينة درعا والحدود الأردنية، وبالتالي فصل مناطق سيطرة المعارضة في ريف درعا الغربي عن تلك الموجودة في ريفها الشرقي.
وقال المنسق العسكري في الجبهة الجنوبية أبو توفيق الديري إن القتال استمر على أطراف بصر الحرير و مليحة العطش، فيما نفى حدوث اي انسحاب من قرى اللجاة.
وقال الديري إن بلدة بصر الحرير تعتبر أول خط نار، وكانت هي أول هدف للنظام للتقدم، مشيرا إلى أنه وبعد سبعة أيام من القتال تم تدميرها بالكامل.
وقال إن البلدة شهدت في يوم واحد 400 غارة جوية و2000 صاروخ، ما أحالها إلى أثر بعد عين.
من جانبه قال المتحدث العسكري باسم غرفة العمليات المركزية التي تضم جميع فصائل الجبهة الجنوبية رائد الراضي، إن الغرفة اتخذت قرارها بالصمود حتى الموت.
واضاف ، إن الفصائل لن تنصاع إلى خيارات التفاوض المذلة من قبل أي من الدول، غير أنه في الوقت ذاته قال إنه لن نضيع أهلنا فسندافع عنهم في الثغور وميادين السياسة.
وأشار إلى أن غرفة العمليات تقدر الأمور بدقة وتزنها بميزانها الصحيح، وهي تسعى نحو حل شامل على مستوى سورية يصون كرامة الشعب السوري.
وبدأت قوات النظام في 19 حزيران (يونيو) عملياتها العسكرية في محافظة درعا، انطلاقاً من ريفها الشرقي حيث حققت تقدماً ميدانياً تمكنت بموجبه من فصل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشرقي إلى جزأين، قبل أن توسّع نطاق عملياتها الثلاثاء لتشمل مدينة درعا وريفها الغربي.
وتسيطر الفصائل على 70 % من درعا والقنيطرة، فيما تسيطر قوات النظام على محافظة السويداء المجاورة بشكل شبه كامل.
وتسبب التصعيد الأخير بحركة نزوح واسعة في درعا، وفق الأمم المتحدة التي أفادت بفرار 45 ألف شخص خلال أسبوع.
ويتوجه غالبية النازحين وفق الأمم المتحدة إلى بلدات غرب القنيطرة بالقرب من الجولان السوري المحتل وبلدات المنطقة الحدودية مع الأردن، الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.
ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عددهم بنحو 1,3 مليون.
ودعا المجلس النرويجي للاجئين في بيان الثلاثاء الأردن “لضمان أن يجد النازحون ملجأ عبر الحدود”.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة بالوكالة يوري سعدالله إن “القتال يدفع بالناس أكثر وأكثر نحو الجنوب. وفي النهاية لن يكون لديهم مكان آخر يذهبون إليه”.
ويواجه النازحون وفق المنظمة نقصاً حاداً في الخبز والوقود في المناطق التي يلجأون اليها. كما “أن المباني العامة باتت مكتظة بالناس ما يجبر البعض على النوم في العراء”.
من جهتها، قالت منظّمة الأمم المتحّدة للطفولة (يونيسف) في بيان الأربعاء “لا يعرف الرعب حدّاً في سورية، حيث علق الأطفال مرة أخرى”.
وأضافت “يحتاج الأطفال والعائلات إلى الغذاء والنظافة والعلاج والحماية. وينبغي السماح لأولئك الذين يرغبون في الفرار بالوصول إلى الملاذ الآمن”.