صدور كتاب جديد للدكتور محمد أبوحمور “نظرات في الفكر والتنمية والمستقبل”
يستشرف مستقبل الاقتصاد والتنمية وقضايا التحديات العربية وعلاقات التعاون بين العرب والعالم
د. أبوحمور: البعد الاقتصادي ذو أهمية لتحقيق الهوية وتعزيز روح المواطنة والأمن المجتمعي
د. أبوحمور: قراءة ترابط الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ضرورية لفهم المشهد العربي
مرايا – صدر في منشورات منتدى الفكر العربي كتاب جديد بعنوان “نظرات في الفكر والتنمية والمستقبل” للدكتور محمد أبو حمور الأمين العام للمنتدى ووزير المالية الأسبق، ويشتمل على ثلاثة أبواب تتناول قراءات مستقبلية في الاقتصاد والتنمية، والعرب وتحديات المستقبل، وقراءات في الأفق الإقليمي والدولي. والكتاب ثمرة دراسات وأوراق علمية ومحاضرات وكلمات شارك بأكثرها المؤلِّف في مؤتمرات وندوات ولقاءات فكرية وحوارات محلية وعربية ودولية، بما فيها أنشطة أقامها أو شارك في تنظيمها المنتدى، إضافة إلى عدد من المقالات والتحليلات سبق نشرها في الصحافة حول بعض الشؤون الوطنية والقضايا الاقتصادية والعامة.
يقول المؤلِّف د. أبوحمور: استشرفت في فصول الكتاب الواقع العربي من زوايا متعددة، أبرزها الزاوية الاقتصادية مشتبكة مع الواقع الاجتماعي وتداعياته على المنظومة القيمية، فمعادلة الفقر والغنى والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية، وعدم الشعور بتكافؤ الفرص، هي نُذُر أمام صانعي القرار في بلدان العالم الثالث. فالبعد الاقتصادي للمواطن العربي ذو أهمية بالغة في تحقيق الهوية الاجتماعية وتعزيز روح المواطنة لديه، وبالتالي تحقيق الأمن المجتمعي، نحو مزيد من الرخاء والتنمية والإبداع والإنجاز.
جاءت معالجة الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تضمنها الكتاب وفق منهج وصفي تحليلي يشخص هذه الظواهر ويحللها في ضوء أرقام وإحصاءات واستنتاجات يمكن أن تساعد أصحاب القرار في رسم الاستراتيجيات التنموية، وخاصة أن هذه النظرات تشتمل على مقترحات حلول للمشكلات والأزمات مدعومة بالرقم والخبرة والتجربة، كونها تبلورت ضمن البعد الفكري الأكاديمي والواقع التطبيقي والعملي. وتشكل المحاور الثلاثة للكتاب حلقات مترابطة للتأشير على مسائل محددة في الاقتصاد والتنمية والعلاقات الدولية ومن جوانب متعددة من حيث المقدمات والنتائج. ويؤكد د. أبوحمور أن قراءة كل جانب لا تنعزل عن قراءة الجوانب الأخرى من أجل فهم المشهد العربي المعاصر في أبعاده المختلفة.
وتشكل مضامين الكتاب من جهة أخرى ما يمكن اعتباره انعكاساً للرؤى التي تبلورت في أنشطة منتدى الفكر العربي ومشروعاته الفكرية ولا سيما خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث قام في إطار المشروعات التي يتبناها بتنظيم ما يزيد على 130 فعالية ونشاطاً داخل الأردن وخارجه، تناولت قضايا حاسمة في مسيرة الأمة العربية، فضلاً عن اللقاءات والحوارات بين النخب الثقافية والفكرية والاقتصادية والسياسية، وتعزيز شبكة العلاقات العلمية والفكرية على المستويين العربي والدولي.
يقدم د. أبوحمور في محور مستقبل الاقتصاد والتنمية مدخلاً لقراءة العلاقات العربية الدولية ومستقبلها الاقتصادي، وقراءة في “الميثاق الاقتصادي العربي” الذي أطلقه منتدى الفكر العربي سنة 2015، وقراءة أخرى في المشهد الاقتصادي العالمي والإقليمي والعربي والمحلي، ويبحث في الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص من خلال أنماط جديدة للتنمية الاقتصادية، وفي مستقبل الاقتصاد الأردني بين التحديات والفرص، وفي الواقع والتطلعات، كما يقدم رؤية عربية للتنمية في أعقاب اضطرابات الربيع العربي في المنطقة، ويبين الواقع والتطلعات المتعلقة بأدوات الاستثمار في المؤسسات المالية الإسلامية، وأزمة البطالة في الوطن العربي.
وفي محور العرب وتحديات المستقبل، يناقش د. أبوحمور أزمة الثقافة العربية وبناء المجتمع من خلال رؤية مستقبلية، والمجتمعات العربية في مهب الإعلام الجديد والثقافة الرقمية، وبذور التطرف والإرهاب عبر قراءة فكرية للأسباب والنتائج، وآفاق مستقبل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية للإرهاب، والتنمية والتعليم والإعلام في مواجهة التطرف، والاتجاهات المعاصرة في مؤسسات التعليم، والتعليم العالي .. إلى أين؟. وينتقل ضمن المحور نفسه لمناقشة قضايا الإصلاح من خلال تناول الأوراق النقاشية الملكية في الرؤى والحوار والتطبيق، والمفاهيم والأدوار في عملية الإصلاح والتحول الديمقراطي – نموذج الأردن، والنهضة العربية ودور مؤسسات الفكر، وقراءة في خطاب العرش السامي، والتضامن العربي وإدارة الأزمات، وإعادة الإعمار ومستقبل البناء في دول الصراع في المنطقة، وحول الشرق الأوسط الجديد، ومستقبل الخريطة السياسية والاجتماعية العربية، ومسؤولية الفكر ومستقبل العرب والقضية الفلسطينية، وملامح الشخصية الوطنية الأردنية.
أما المحور الثالث في الأفق الإقليمي والدولي، ولا سيما علاقات التعاون العربية مع عدد من الدول الآسيوية والأوروبية، فيتناول فيه د. أبوحمور تعاون كوريا الجنوبية والشرق الأوسط، والأزمات الراهنة في العالم، والعلاقات الإسبانية العربية والصداقة الإسبانية الأردنية، والحوار التركي العربي، وتركيا والعالم العربي، والعلاقات الهندية العربية، والفلبين والعالم العربي.
يذكر أن د. محمد أبوحمور حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والمالية العامة من جامعة Surrey في بريطانيا، وسبق أن تولى منصب وزير المالية، وحصل على جائزة أفضل وزير مالية في الشرق الأوسط لمساهمته في انتعاش اقتصاد بلده خلال الأزمات المالية المختلفة، كما كان وزيراً للصناعة والتجارة، وهو عضو في العديد من اللجان المختصة على المستوى الوطني والإقليمي، كما يشغل عضوية ورئاسة مجالس إدارات العديد من الشركات والمؤسسات الوطنية والبنوك والجامعات ومراكز الدراسات، منها رئيس مجلس إدارة بنك صفوة الإسلامي، ورئيس مجلس أمناء مركز دراسات الشرق الأوسط، والأمين العام لمنتدى الفكر العربي وعضوية مجلس أمناء المنتدى، وله عدد من الدراسات والأبحاث المنشورة.