مرايا – أبلغ الرئيس محمود عباس أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح» بأن الدول العربية التي زارها فريق السلام الأميركي أخيراً، رفضت الانخراط في مشروع التسوية المسمى «صفقة القرن». كما شدد على أن حكومته ستواصل دفع مخصصات الشهداء والأسرى على رغم قرار الحكومة الإسرائيلية اقتطاع هذه الأموال من الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية، في وقت دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو نحو التصويت على مشروع قانون «يهودية الدولة» قبل دخول الكنيست في الإجازة السنوية.
وقال مسؤول فلسطيني بارز لـ «الحياة» اللندنية، إن عباس أرسل موفداً إلى الدول العربية التي زارها المستشار الخاص للرئيس الأميركي صهره جاريد كوشنير، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، موضحاً أن هذه الدول أبلغت الموفد الفلسطيني أنها رفضت الانخراط في أي عملية تسوية من دون مشاركة الفلسطينيين. وتابع أن عباس مرتاح جداً للموقف العربي، وأنه بات على قناعة تامة بأن المشروع الأميركي فشل تماماً. وأضاف: «طبعاً نعرف أن لدى الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) فريقاً مختصاً بالمنطقة، ولا مهمة له سوى العمل هنا، لكننا ندرك أن جهوده وصلت إلى طريق مسدود، وأن عليه تغيير هذه الجهود».
وكشف مسؤول آخر محاولات أميركية حثيثة لإعادة الجانب الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات. وقال إن الفريق الأميركي طلب من وسطاء عرب وغير عرب إقناع الرئيس الفلسطيني بعقد لقاءات مشتركة في المنطقة او في أوروبا، للبحث في عودة الفلسطينيين الى عملية التسوية، لكن عباس رفضها بشدة. وأضاف: «أبلغ الرئيس عباس الوسطاء أن الأميركيين يناورون، وأن كل هدفهم هو استدراج الفلسطينيين إلى قلب المشروع، ليكونوا تالياً جسراً لإسرائيل مع العالم العربي، لذلك أغلق الطريق في وجوههم».
وقال مقربون من الرئيس الفلسطيني إن المشروع الأميركي في قطاع غزة يواجه فشلاً أيضاً. وأوضحوا: «يحاول الأميركيون الالتفاف على السلطة الفلسطينية في قطاع غزة من الباب الإنساني، وعبر مؤسسات إنسانية مثل الأمم المتحدة، لكننا توصلنا الى تفاهمات عميقة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف تقضي بألا يتم عمل اي مشروع في غزة من دون إشراف السلطة الفلسطينية». وأكد ما نشر عن أن حركة «فتح» تعد لإطلاق مبادرة جديدة لإنهاء الانقسام بهدف «احتواء الوضع في قطاع غزة وقطع الطريق على المحاولات الأميركية الرامية الى جعل قطاع غزة مركز الحل السياسي وترك الضفة الغربية نهباً للاحتلال».
وكان عباس أعلن، في مستهل اجتماع للجنة المركزية لحركة «فتح» ليل الأحد – الإثنين: «لن نسمح لصفقة القرن أن تمر». وقال: «نحب أن نؤكد أن أشقاءنا العرب أكدوا لنا أنهم ضد صفقة العصر». وأضاف: «هناك دول في العالم، في أوروبا وآسيا وإفريقيا وغيرها أيضاً، بدأت تتبين بأن صفقة العصر لا يمكن أن تمر».
من جهة أخرى، شدد عباس على «أن المال الذي تعترض إسرائيل على دفعه لعائلات الشهداء والأسرى، لن نسمح لأحد بأن يتدخل به، هؤلاء شهداؤنا وجرحانا وأسرانا وسنستمر بالدفع لهم، ونحن بدأنا بهذا عام 1965». وأضاف: «ننتظر ونترقب، وسنتخذ الإجراءات التي تتناسب مع مصلحتنا».