مرايا – تسبب إغلاق 300 مخبز في أنحاء المملكة بعد رفع الدعم عن الخبز بإلحاق ‘ضرر بالغ’ بالقطاع إضافة إلى تأثيره على سكان المناطق النائية الذين يجدون صعوبة في العثور على المخابز القريبة لشراء هذه السلعة الأساسية، بحسب ماقال نقيب أصحاب المخابز عبد الإله الحموي.
وقد تسبب قرار رفع الدعم عن الخبز بارتفاع سعره بنسبة 100 في المائة ، مما أدى إلى انخفاض في الإنتاج والطلب بنسبة 50 في المائة في المحافظات ، و 30 إلى 35 في المائة في العاصمة ، وفقاً لحموي.
وقال في حديث مع صحيفة ذا جوردان تايمز أن الناس قد بدأوا بتغيير ثقافتهم الاستهلاكية ونظامهم الغذائي لتقليل استهلاكهم من الخبز ، في حين أن العديد من العائلات، وخاصة في المحافظات ، قد عادوا للخبز بأنفسهم كالماضي’.
وقال محمد ياسين وهو مالك مخبز في غرب عمان: ‘بمعدل خسارة يومي مقداره 200 دينار فأعتقد أنني سأنضم إلى قائمة المتاجر المغلقة قريبا’ مضيفا: ‘إن التكلفة التي يتحملها البائع مرتفعة للغاية في حين أن الحركة الشرائية انخفضت عن السابق.’
‘الركود الذي نشهده لم يؤثر على المخابز فقط بل على جميع القطاعات’ ، بحسب ما قال ياسين، مضيفا: ‘نحن لا نطالب الحكومة أن تدفع لنا المال، بل أن تسعى لجذب السياح ودعم القطاع الخاص وتوفير فرص عمل للناس حتى يتحرك السوق مرة أخرى.’
وقال صاحب محل آخر في شرق عمان ‘إذا كان المالكون في عمان الغربية يشتكون ، فما حالنا نحن!’ مضيفا: ‘مبيعات الحلويات والكعك تمر بظروف أسوأ من ذلك لدرجة أننا نخبز الكيك ونضعه زينة في المحل دون أن يشتريه أحد.’
وفي حين يشكو أصحاب المخابز في عمان من عزوف المستهلكين عن الشراء، أفاد السكان في مناطق أخرى أنهم يعانون من نقص في المخابز التي تخدم احتياجاتهم.
وقال شاكر زلابية، وهو مواطن في قرية رم التي تقع على بعد 300 كلم جنوب عمان ، إنه ‘لا يوجد مخبز واحد في القرية بأكملها’.
وأشار إلى أنه لا يوجد سوى مخبز واحد، يقع في ديسة، على بعد 15 إلى 20 كم من رم والقرى المجاورة لها والتي تشمل: الغال، وطويسي ، والمنيشر. وكل واحدة من هذه الأربع قرى يسكنها حوالي 2000 شخص.
‘أصبحنا بحاجة إلى السفر لشراء الخبز الطازج!’ يقول زلابية.
وأوضح أن مخبز ديسة يزود بعض محلات السوبر ماركت في القرى الأربعة بالخبز ، لكن في معظم الأحيان لا يمكن العثور على شيء في المساء.
وبالنسبة لحربي حويطات ، وهو ناشط اجتماعي في الجنوب ، فقد قال أن سكان دبة حانوت البالغ عددهم حوالي ١٩٠٠ نسمة لا يملكون إلا مخبزاً واحداً لخدمة المنطقة بأكملها ، وهو مخبز خيري أنشئ من التبرعات.
وأشار حويطات أنه لا يوجد ولا مخبز في المحمدية، والتي تقع على الطريق الصحراوي لمحافظة معان، رغم أنه يعيش فيها حوالي ال1000 نسمة، مضيفاً أن الناس هناك يضطرون إلى القيادة لمسافة 25 إلى 30 كم للوصول إلى أقرب مخبز في محافظة معان، والتي تقع على بعد 220 كم جنوب عمان.
‘يعاني الناس في الجنوب من غياب العديد من السلع والخدمات الضرورية، وعلى رأسها توافر المخابز الكافية في كل منطقة’ ، مضيفًا: ‘لا يمكننا الاستمرار في جمع التبرعات كلما أردنا افتتاح مخبز.’
وذكر حويطات أن نمط الحياة قد تغير إذ أن عددا قليلا من النساء يخبزن الآن بأنفسهن.
‘المخبز الخيري في منطقتنا يوفر فرن للنساء اللواتي يرغبن في خبز عجينهن، لكن من النادر الآن أن تجد نساء يفعلن ذلك’ يقول حويطات، مضيفا: ‘لقد تغير نمط الحياة بشكل عام وخاصة بين الإناث اللواتي أصبحن يتجهن للتعليم العالي بدلاً من القيام بالأعمال المنزلية التقليدية، وحتى إذا أردن فهن يفتقدن للإمكانيات اللازمة’.
وقال نقيب أصحاب المخابز أن التكاليف المرتفعة مقابل الأرباح الزهيدة لا تترك لأصحاب المخابز أي خيار آخر سوى إغلاق محلاتهم أو العزوف عن الانضمام للقطاع أساسا.
وأشار: ‘لقد اجتمعنا مع وزير الصناعة والتجارة لمناقشة مطالبنا الرئيسية لإنقاذ القطاع ووعدنا بإبلاغنا بالرد في غضون الأسبوعين المقبلين.’