مرايا – طالب رئيس “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، عاموس يدلين، بإعادة السلطة الفلسطينية إلى حكم قطاع غزة وبشروط الرئيس الفلسطيني محمود عباس .
وقال يدلين وهو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق في مقال نشره موقع المعهد: “حكومة إسرائيلية معنية باستئناف العملية السياسية عليها دفع إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة أيضا، ولكن بموجب شروط أبو مازن: سلطة واحدة سلاح واحد، ومن خلال رفض ” نموذج حزب الله”.
وأضاف يدلين أن “مصر، بموجب مصالحها، هي شريك كامل لأي اتفاق مصالحة فلسطينية داخلية، يعيد السلطة إلى غزة”.
واعتبر يدلين أن “حماس تسير من فشل إلى آخر” وأن “حكمها في قطاع غزة قاد إلى أزمة اقتصادية وإنسانية شديدة”، وأن “العالم العربي معاد لها وينظر إليها كفرع للإخوان المسلمين وإيران”، على حد قوله.
وتابع يدلين أنه “من الناحية العسكرية، تواجه حماس عقبات ملموسة “لا تمكنها من تطوير تهديد على إسرائيل”، بادعاء أن منظومة “القبة الحديدية” تحيّد صواريخ حماس وأن الجيش الإسرائيلي يكشف ويهدف الأنفاق، وأن إدخال الأسلحة إلى القطاع يصطدم بمصاعب “في أعقاب نشاط مانع مصري فعال في سيناء”.
لكن يدلين أضاف أنه “رغم انعدام التناسبية الواضح في توازن القوة، نجحت حماس في وضع تحد أمام إسرائيل، وأن تحقق مرة أخرى تعادلا استراتيجي، وتمكنت من جعل الردع الإسرائيلي، منذ حرب (الجرف الصامد) في 2014، يتآكل، وخرق الهدوء الذي ساد في الجنوب منذئذ ومحاولة وضع معادلة وقواعد عمل جديدة”.
وأكد أنه “على الرغم من أن حماس لم تخطط مسيرة العودة ولا هجمة الحرائق بواسطة طائرات ورقية وبالونات حارقة، لكنها وجدت فيها قناة عمل جذابة وحوّلتها إلى جهدين عملانيين مركزيين”.
ويتحدث يدلين عن طرفي صراع غير تناسبي، إلا أنه يقيّم حماس كندٍ لإسرائيل.
ورأى أن “كلا الجانبين لا يريدان الحرب، وإسرائيل تكتفي بالهدوء مقابل الهدوء وتجديد الردع. وحماس من جانبها معنية باختراق الحصار أولا، من أجل إنعاش الاقتصاد في القطاع، وتحسين ظروف الحياة فيه وحتى تمكينها من تسريع تعزيز قوتها.
وأردف:” بمساعدة كل هذه الأمور، تسعى حماس إلى إثبات أن طريق المقاومة التي تعمل بموجبها كانت وما زالت الحل الصحيح والأنجع للشعب الفلسطيني ضد إسرائيل”.
ولفت يدلين إلى أن “إسرائيل تواجه صعوبة في إيجاد رد عسكري على الطائرات الورقية والبالونات”، التي “مسّت بسيادتها وتسببت بأضرار بيئية، اقتصادية وإدراكية ملموس”.
ورأى أن “النقاش في إسرائيل حول أن هذه الطائرات الورقية والبالونات لم تتسبب بمقتل إسرائيليين وليست ذريعة لشن حرب إلى جانب إطلاق الطيران الإسرائيلي النار “بصورة حذرة”، “أوضح لحماس أن إسرائيل ترتدع من جولة مواجهة أخرى في جبهة غزة”.
وأضاف أنه وبصورة تنطوي على تناقض، فإن استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة ضد حماس في غزة هو عامل لاجم يؤدي إلى استقرار، ومن الجهة الأخرى فإن الارتداع من شن عملية قد يؤدي إلى شنها باحتمال كبير”.
ووفقا ليدلين، فإن “حماس أدركت جيدا ارتداع إسرائيل من نشوب حرب جديدة”، وحاولت حماس فرض معادلتين جديدتين، “هجوم مقابل هجوم” و”الدم مقابل الدم”.
وتابع أن “نجاح حماس في ترسيخ المعادلة الأولى… شجعها على محاولة فرض معادلة المس بإسرائيليين بعد استشهاد فلسطينيين كثيرين في المواجهات عند السياج”، ويورد مثالا على ذلك قتل قناص فلسطيني جنديا إسرائيليا، يوم الجمعة الماضي.
ومضى يدلين أن إسرائيل تحاول فرض معادلات في صراعها مع حماس، ويتمثل ذلك بمواجهة الطائرات الورقية والبالونات بوقف نقل بضائع ووقود إلى القطاع؛ وإطلاق النار على جنود وإطلاق قذائف هاون ترد إسرائيل عليه بهجمات مكثفة على منشأت لحماس.
واعتبر أن إسرائيل حققت إنجازات مهمة، بادعاء أن “حدودها لم تخترق ومواطنيها لم يصابوا، بينما منشآت لصنع أسلحة تابعة لحماس ومعسكرات تدريب ومخازن تدمرت بقصف سلاح الجو”.
وأضاف أن حماس تشعر أنها حققت إنجازات، “فقد طرحت مجددا قضية غزة على الأجندة، بجوانبها الإنسانية والسياسية، وضربت صورة إسرائيل، وتراجع الأمن الشخصي لدى سكان غلاف غزة وتحدى السيادة الإسرائيلية في منطقة الحدود مع القطاع”.
ودعا يدلين إلى أنه “من أجل خرق التعادل المتواصل، على إسرائيل بلورة استراتيجية تكون المبادرة من خلالها وليس كمن ترد وتنجر. ينبغي تبني توجها هدفه تغيير الواقع وليس تقديس الستاتيكو. والإمكانيات يجب أن تشمل خطوات سياسية وأخرى عسكرية، مع التشديد على الدمج جيدا بينهما”.
تسوية في غزة: “هدنة محدودة”
من الجهة الأخرى، رأى يدلين أنه “يجب وبالإمكان دفع تفاهمات أكثر تواضعا: هدنة محدودة، تشمل تسوية بمعايير بإمكان إسرائيل وحماس أيضا التعايش معها. وشرط أساسي لتسوية كهذه هو وقف كامل وشامل لأي عمل ضد إسرائيل من غزة وإعادة المواطنيْن وجثتي (الجنديين) المفقودين الإسرائيليين، الموجودين بأيدي حماس”.
وتابع” بعد ذلك مباشرة يتم دفع خطة لتحسين الوضع الإنساني في القطاع، وإنشاء مصانع بنية تحتية في مجالات الكهرباء والماء والصرف الصحي والمواصلات؛ والاتفاق على فتح مراقب لمعابر القطاع بموجب معايير أمنية صارمة؛ لا تطالب حماس بتفكيك الذراع العسكري لكن عليها الالتزام بتجميد وعدم العمل على تعزيز آخر في قوتها”.