مرايا – المعلم أيمن العكور … عضو نقابة المعلمين
المؤتمر الذي نظمه مجلس نقابة المعلمين في فندق الماريوت بعمان بين 5-6 آب الحالي وناهزت تكاليفه ما يزيد عن العشرين ألف دينار من جيوب المعلمين والنقابة ، وحشدت له وزارة التربية والتعليم موظفيها في مركز الوزارة والمديريات للحضور والمشاركة مع تغطية كافة مصاريفهم بالاشتراك ( خمسون دينارا) والمواصلات ، لم يكتف بالترويج لسياسات وزارة التربية والتعليم وإجراءاتها والتي يغلب عليها غياب الرؤية والإستراتيجية الوطنية الشاملة ، بل أهمل وبصورة كلية هموم المعلمين ومعاناتهم على أرض الواقع وفي الميدان .
وبالتدقيق في الأوراق المقدمة وسير النقاشات حول مضمونها ، فقد اتضح وبلا مجال للشك تدخل وزارة التربية والتعليم في مضمونها من خلال وجود عضوية مديرة إدارة التخطيط في الوزارة في اللجنة العلمية المنظمة للمؤتمر ، وبالتالي اتسمت خلاصات الأوراق وسياقات نقاشاتها بالترويج للوزارة وسياساتها التربوية والتعليمية والتي تتضح بما يلي :
أولا: في محور المناهج : حرصت النقاشات على الترويج لما تقوم به مناهج وزارة التربية والتعليم الحالية من نشر وزرع لقيم الولاء والانتماء للوطن من خلال عرض مجموعة من الشواهد على ذلك دون التطرق لمجمل فلسفة وأسس وضع المناهج والتلاعب بتلك المضامين والقيم وفقا للمتغيرات السياسية .
ثانيا: إفراد محور خاص لعرض وترويج الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم وافراد وقت كبير لمناقشتها والترويج لمضامينها التربوية والفنية والادارية و لتي تغيب عنها الجوانب المهنية لصالح الجوانب الادارية مما تسبب بمراكمة الأزمات التربوية والتعليمية افقيا وعموديا.
ثالثا: في محور التدريب حرصت الوزارة على الترويج لفكرة حصر التدريب بوزارة التربية والتعليم من خلال تجيير اوراق المؤتمر ونقاشاتها الى جانب وزارة التربية والتعليم في ضوء الصراع القائم حاليا بين وزارة التربية والتعليم وأكاديمية الملكة رانيا على تدريب المعلمين وما يرافقها من تمويل داخلي وخارجي كبير.
رابعا: تجاهل وعدم افراد اي محور او ورقة عمل لمناقشة نظام ممارسة المهن التعليمية الذي طرحته وزارة التربية والتعليم والذي يروج له مجلس النقابة كأساس في التنمية المهنية للمعلم الاردني نظرا لتغييب هذا النظام للتنمية المهنية الحقيقية واقتصاره على اعادة تدوير نظام الرتب الحالي للمعلمين .
خامسا : في محور رعاية الابداع حرصت وزارة التربية والتعليم على تقديم نماذج ناجحة من المعلمين والمعلمات ( وهم كذلك) للترويج لنجاح سياساتها في دعم الابداع ، في حين ان تلك النماذج الناجحة كانت بمبادرات شخصية و ذاتية منها طبقت في مدارس بعينها من قبل اؤلئك المعلمين المتميزين .
سادسا : تغييب المؤتمر وتجاهله المريب لكافة المحاور والأوراق التي تعنى بواقع المعلم الأردني الذي يرزح تحته ضغط نفسي ووظيفي ومعيشي هائل سواء في الأنصبة أو الأعمال الإدارية المرهقة مع غياب البيئة الصفية الآمنة والداعمة للمعلم ناهيك عن تغييب ملف الحوافز المادية والمعنوية وعدم التطرق لغياب المهنية في تقيم المعلم ناهيك عن تجاهل رفع المستوى المعيشي للمعلم الذي لم يتغير عليه شيئ منذ عام 2013 على الإطلاق.
سابعا: نواتج المؤتمر لم تخرج عن تكرار ممل لتوصيات سبق وأوصت بها مؤتمرات سابقة عقدتها وزراة التربية والتعليم ونقابة المعلمين دون متابعة أو تطبيق او اهتمام يذكر .
نقابة المعلمين هيئة تمثل المعلمين صادرة بموجب قانون خاص بها ولا يدخل في سياق مهماتها عقد المؤتمرات الترويجية لسياسات وزارة التربية والتعليم فالوزارة قادرة على ذلك ، فواجبات النقابة ومجلسها الدفاع عن حقوق المعلمين ومكتسباتهم ونقد السياسات التربوية والتعليمية للوزراة بمهنية وموضوعية وضمن الاطر المحددة للعلاقة مع وزارة و التربية والتعليم
النهوض بالوطن يتطلب النهوض بالتعليم والنهوض بالتعليم يتطلب النهوض بالمعلم ، هذه خلاصة كل تجارب الدول والمجتمعات التي تقدمت تربويا وتعليميا ونهضت صناعيا وتكنولوجيا وزراعيا وعلميا ، بعيدا عن نهج الترويج والعلاقات العامة التي تتبعها وزارة التربية والتعليم لسياسات مستهلكة تسير بالنظام التربوي والتعليمي من سيئ لأسوأ وحال وواقع المدارس ومخرجاتها ونتاجاتها في الاختبارات الدولية شاهد على ذلك.