مرايا – أعلن أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة أنه في عام 2020 ستنضم 500 إلى 600 حافلة، تمثل منجزا حقيقياً لتطوير منظومة النقل في مدينة عمان.
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها شركة ‘ميم دوت / Meem Dot’ في مركز الحسين الثقافي بعنوان ‘هل فاتنا القطار؟ الباص السريع والنقل في الأردن’، أدارها الناشط في مجال النقل حازم زريقات.
وبين الشواربة أن الأمانة بدأت مخططها الشمولي للنقل عام 2007 وكان فاتحة مشاريعها مشروع الباص سريع التردد BRT، مشيرا الى أن البنية التحتية للباص سريع التردد تمثل حلاً لتطوير منظومة النقل العام بمدينة عمان وستنتهي بحلول عام 2020، فضلاً عن الحلول المرورية التي يقدمها المشروع للازمات المرورية على التقاطعات والطرق الرئيسة التي يمر منها.
وأوضح أمين عمان أن الأمانة مهتمة في الإسراع بتنفيذ البنية التحتية للباص سريع التردد ورفع كفاءة منظومة النقل العام من خلال شركة النقل التي تملكها الأمانة والتي ستضم 286 حافلة، إذ أحيل عطاء شراء 100 حافلة منها، وستشكل نقلة نوعية في النقل في مدينة عمان.
وبين أن الأمانة معنية بتوفير حوافز حقيقية للمواطن لاستخدام النقل العام، منها محور الأرصفة الآمنة للإنتقال من نقطة إلى أخرى ونظام الدفع الإلكتروني الذي يمنح المواطن ثقة أكثر.
وتحدث النائب السابق المهندس عامر البشير عن الجانب التشريعي للنقل، موضحاً أن خطاب الأمانة ومشروعها في النقل متطور وحضاري، أكثر من العديد من الجهات المعنية.
واستعرض البشير حالة قطاع النقل، لافتاً الى أن النقل لم يكن أولوية لمجلس النواب السادس عشر، ما يعكس حالة التردي في إدارة القطاع.
وأشار إلى أن تقرير ديوان المحاسبة بعدم وجود جدوى اقتصادية وفنية لمشروع الباص السريع والاتهامات بوجود شبهة فساد في طرح عطاءات مشروع الباص سريع التردد ،ساهما في تعطيل تنفيذ المشروع وأثرا سلبا عليه.
وبين البشير أن قانون تنظيم نقل الركاب هو قانون عصري وإصلاحي، إلا أن جهات عديدة عطلت تنفيذ القانون إذ أنه مركزي في التخطيط وغير مركزي في العمليات، منوهاً إلى أهمية تفعيل صندوق دعم خطوط النقل العام.
وأوضح أن مشاكل قطاع النقل موروثة، إذ أن 80% من مشغلي حافلات النقل العام هي ملكيات خاصة، وأن الجدل مستمر بين المشغلين والمنظمين حول التعرفة وآلية للدفع حسب الكيلومترات.
وعرض نائب مدير المدينة لشؤون الأشغال في الامانة المهندس أحمد ملكاوي العطاءات المطروحة لمشروع الباص سريع التردد لتحسين منظومة النقل وتحسين الواقع المروري والمشاريع التي تنفذ حالياً كتقاطعات المدينة الرياضية وصويلح، ومن العطاءات قيد الإحالة لعطاء شارع الملكة رانيا العبدالله في الجزء المقابل للجامعة الأردنية.
وحول التحويلات الناتجة عن العمل على نفق الصحافة، بين الملكاوي أن المشروع شارف على الانتهاء، موضحاً أن كثافة السير عالية في المنطقة بواقع 120 ألف سيارة يومياً، وتعول الأمانة على وعي المواطنين خصوصاً القاطنين في المنطقة بسلوك الطرق البديلة،، منوها إلى أن الأمانة تعمل من خلال مشروع الباص سريع التردد على تأهيل الأرصفة لتكون خالية من العوائق وتسهل حركة المشاة.
وبين المدير التنفيذي للنقل المهندس عبدالرحيم الوريكات، أن القرار السياسي والإداري يسهل مهمة تطبيق منظومة النقل العام وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتطويرها؛ مؤكداً أن صندوق دعم خطوط النقل العام هو عبارة عن معالجة لإختلالات حاصلة، إذ ستحدد الترددات والسرعات لكل خط نقل.
وقال الوريكات أن الأمانة تعمل على تركيب 90 كاميرا في مواقف ومحطات النقل وداخل حافلات النقل لرفع مستوى الخدمة ومواصفات الراحة والسلامة والأمان والبيئة.
وأشاد نقيب المهندسين ،المهندس أحمد سمارة، بتوجه أمانة عمان لتحويل المدينة إلى مدينة ذكية خصوصاً مع تطوير منظومة النقل العام والبدء بتشغيل الباص سريع التردد.
وعرض مهندس النقل والمرور ،خالد نصّار، من شركة اتحاد المستشارين تاريخ تطور النقل العام وحافلات التردد السريع عبر التاريخ بدءاً من المركبات التي تجرها الأحصنة ‘Omnibus’، والنقل عبر السكك الحديدية ‘Horsecar’، انتقالاً إلى المركبات التي تستخدم الكابلات في جرها ‘Cablecar’، والسيارات الكهربائية ‘Electric street cars’، وبعدها البدء بنظام النقل السريع.
وقدم نصّار إحصائيات عن البلدان التي تستخدم نظام باص التردد السريع BRT التي بدأت في البرازيل عام 1974 وانتشرت في أكثر من 150 دولة يستخدمها أكثر من 28 مليون راكب سنوياً، متطرقاُ خلال العرض إلى مستقبل النقل الهايبرلوب ‘Hyperloop’ الذي جرى اختباره عام 2017 ومن المخطط البدء بالعمل به عام 2020 في خمس دول.
وعرضت رئيس وحدة الاتصال في مديرية النقل العام في الأمانة المهندسة رلى الخشمان، شرحاً عن المخطط الشمولي للنقل في مدينة عمان وإدارة النقل العام في عمان منذ عام 2001 حتى عام 2017، حيث أشارت إلى وجود 7 ملايين رحلة يومية للنقل، 5% منها فقط تستخدم النقل العام.
وبينت الخشمان أن هدف الأمانة هو تطوير وتحسين كفاءة النقل من خلال التواصل مع المجتمع المحلي والقطاعات المعنية بالنقل ونقل اقتراحاتهم للمعنيين في الأمانة.
واستعرضت مديرة صندوق حماية البيئة في وزارة البيئة المهندسة شذى الشريف رؤية عام 2025 ،التي تتبنى تحويل النقل إلى مزيد من الكفاءة واستخدام الطاقة، وتحديث استراتيجية النقل ووضع ربط واضح بين إنبعاث الكربون والاستفادة من مشاريع التحويل المناخي، لافتة إلى وجود عشرة آلاف سيارة كهربائية في شوارع المملكة.
وختم أمين عمان الجلسة الحوارية بمناشدة العمانيين تحمل الواقع المروري الناتج عن العمل بالمشاريع والتحويلات المتعددة التي قد يستمر بعضها من عام ونصف إلى عامين والتي تهدف إلى تطوير البنية التحتية وسنجني ثمارها الايجابية في المستقبل القريب، لافتاُ إلى أن تنفيذ هذه التحويلات ونجاحها هو مسؤولية مشتركة بين أهالي عمان والأمانة.
وحضر اللقاء مدير مدينة عمان المهندس عمر اللوزي، وعدد من مسؤولي الأمانة المعنيين وجمهور من مواطني المدينة، الذين تبادلوا الأفكار والاقتراحات ووجهوا أسئلتهم لأمين عمان.