مرايا – يضطر كل طبيب من الأطباء الخمسة في مركز صحي الرازي الأولي في منطقة الحي الشرقي بإربد، إلى معالجة 100 مريض يوميا، في منطقة يسكنها أكثر من 70 ألف نسمة، ما يضطر المراجعين الذين يفوق عددهم الـ400 مراجع يوميا إلى الجلوس في الساحات الخارجية لحين استحقاق دورهم، وسط ضيق مساحة المركز، بحسب أطباء في المركز ومراجعين.
وأكد هؤلاء الأطباء أن المركز يراجعه يوميا مرضى ما بين طب الأسرة والاسنان والطب العام، إضافة إلى مراجعين يقومون بصرف علاجهم الأسبوعي، ومقبلين للزواج من البلدات المجاورة كون المركز معتمد في استقبال تلك الحالات ولاقرب المختبرات المركزية على المركز الصحي.
ويشكو هؤلاء الأطباء الذين رفضوا نشر اسمائهم من ضيق مساحة المبنى واكتظاظه على مدار ساعات الدوام بالمراجعين، كونه المركز الصحي الوحيد في المنطقة، ويقدم خدماته لمئات المراجعين يوميا، مشيرين إلى أن المركز بحاجة إلى توسعة ورفده ببعض الاجهزة وتوسعة الصيدلية وغرفة الاسعاف والطوارئ.
وطالب المراجع عبدالله السودي وزارة الصحة بتحويل المركز الصحي إلى شامل ورفده بالاختصاصات المطلوبة كالباطنية والجلدية وطب الأطفال وغيرها، مشيرا إلى أن المراجع يضطر للذهاب إلى المركز الصحي وطلب تحويل لمستشفى الأميرة بسمة، مما يكبد المرضى معاناة معنوية ومادية للوصول إلى المستشفى الذي يبعد عن المركز أكثر من 5 كم.
وأشار السودي إلى أن مركز صحي الرازي الأولي يضم أطباء عامين عدد 2 واطباء اسنان عدد 2 وطبيب اختصاص لطب الأسرة، إضافة إلى ممرضات وهذا العدد لا يكفي في ظل العدد الكبير من المرضى الذين يراجعون المركز يوميا، مما يضطر الكثير منهم إلى مغادرة المركز لعدم وجود اماكن للانتظار.
ولفت السودي إلى أن الطبيب العام يضطر إلى مشاهدة أكثر من 100 مريض يوميا في العيادة، مما يضطر المواطن للانتظار أكثر من ساعة لحين وصول الدور اليه، الأمر الذي يتطلب من وزارة الصحة توسعة المركز الصحي وبناء طابق إضافي لحل مشكلة الاكتظاظ الذي يعاني منه المركز طيلة اليوم.
وأكد المواطن احمد عزام ان البنية التحتية للمركز الصحي متهالكة وسور المركز ايل للسقوط وقد يعرض حياة المراجعين للخطر في حال لم يتم ازالته وعمل صيانة دورية له، مشيرا الى انه تمت مخاطبة مديرية الصحة اكثر من مرة خلال السنوات الماضية من اجل اجراء الصيانة له الا انه ولغاية الان الوضع لم يتغير.
وأشار عزام إلى أن مساحة غرف الأطباء ضيقة وتعاني من عدم وجود مكيفات في ظل العدد الكبير للمراجعين، إضافة إلى أن المركز يفتقر إلى مختبرات للفحص، مما يضطر المراجع إلى الذهاب إلى مختبرات إربد المركزية لعمل الفحصوصات المختلفة، إضافة إلى أن جهاز الاسنان قديم ويتعرض للخراب بشكل مستمر .
وأشار إلى أن الأدوية عادة ما يتم نفاذها من المركز بشكل يومي لكثرة اعداد المراجعين، إضافة إلى وجود نقص باستمرار وعدم توفر بعضها كالادوية الخاصة بالأطفال والجلدية وغيرها، مما يضطر المرضى إلى شرائها من العيادات الخاصة وبأسعار مرتفعة.
وقال إن المركز بني قبل أكثر من 30 عاما وكان عدد السكان قليل مقارنة بعدد السكان، في الوقت الحالي الذي تجاوز عددهم 70 ألف نسمة، الأمر الذي يتطلب تطوير الخدمات وتحويله إلى مركز صحي شامل يضم جميع الاختصاصات الطبية والمختبرات حتى لا يضطر المريض للذهاب الى المستشفيات.
وبين ان المركز الصحي يقع في وسط الحي الشرقي وفي منطقة مكتظة بالسكان، لافتا إلى أن الشارع عادة ما يشهد اكتظاظ بالمركبات لاضطرار المراجعين للاصطفاف أمام المركز للوصول إلى المركز، مما يتطلب من وزارة الصحة البحث عن قطعة ارض بديلة وبناء مركز صحي متكامل.
من جانبه، أقر مدير صحة إربد الدكتور قاسم مياس بضيق مساحة المبنى، والذي لا يتسع للاعداد الكبيرة من المراجعين، لكن مياس لم يعلق على عدد المراجعين الذين يتعامل معهم الطبيب.
وأكد انه تم رصد مبلغ 100 ألف دينار من موازنة مجلس محافظة إربد، للقيام ببناء طابق إضافي العام الحالي ورفده بالكوادر الطبية اللازمة والاجهزة.
وردا على مطالب سكان المنطقة بتحويله الى مركز صحي شامل، أكد مياس انه وبعد الانتهاء من الصيانة اللازمة ستدرس الوزارة إمكانية تحويله إلى شامل يضم بعض الاختصاصات الطبية، لافتا إلى أن عيادات مستشفى الأميرة بسمة قريبة من المركز وبامكان اي مريض مراجعة العيادة بعد الحصول على التحويل المطلوب.
وفيما يتعلق بسور المركز الآيل للسقوط، قال مياس إنه سيصار إلى هدم السور بشكل كامل فور البدء ببناء الطابق الثاني، مؤكدا أن جميع الأدوية في المركز متوفرة ولا يوجد هناك أي نقص، إلا انه وبسبب الضغط على المركز يحدث نقص في الأدوية يتم في اليوم التالي تأمين الأدوية من المستودع الرئيسي.