مرايا – قال المدير التنفيذي لجمعية سنحيا كراما الخيرية عمر قنبز أن الجمعية تعتزم خلال أيام ذو الحجة أن تفرج عن المزيد من الغارمين من خلال دعم المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء لمشروع “مديون” ليتسنى لهم قضاء عطلة عيد الأضحى مع أهاليهم وإدخال الفرح إلى قلوبهم.
وبين قنبز أن الجمعية كانت قد أفرجت عن (350) غارم وغارمة من أرباب الأسر بين سجين ومطلوب من مختلف المناطق والمحافظات منذ انطلاق مشروع الغارمين ” مديون ” في عام 2016 بدفع الديون المتراكمة عليهم وجمع شتاتهم لبدء حياتهم من جديد.
من جانبه بين مدير المشروع ليث الحطيني أن مشروع الغارمين هو مشروع رائد يسعى إلى توفير دخل مستمر للأسرة الفقيرة من خلال إخراج رب المنزل من السجن والبدء بالعمل وإعالة أسرته، مشيرا إلى أن الأسرة الغارمة بحاجة فقط لفك قيد السجن عنها لتكون أسرة منتجة وفاعلة بالمجتمع حتى يتم تمكينها اجتماعيا واقتصاديا وقضاء حوائجها وجمعها بذويها.
وأضاف الحطيني إن هناك العديد من السيدات الغارمات اللواتي تعرضن للابتزاز قبل المدين مما يؤثر سلبا عليهن وأن العديد من النساء تعرضن للعنف لإجبارهن على أخذ قروض من قبل الأب أو الزوج أو من ولي أمرها.
وكشف الحطيني أن الغارم أو الغارمة قد يتعرض إلى العديد من الضغوطات النفسية لتأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة لأبنائه سيما عندما يرون أبنائهم الرضع يبكون أمام أعينهم ويقفون عاجزين عن توفير أدنى الاحتياجات الأساسية لهم لأنهم لا يستطيعون الخروج من باب منزلهم بسبب وجود تعميم قضائي عليهم.
وتابع أن هناك عشرات القصص المبكية والمؤلمة في أن آن واحد التي مرت بنا من خلال المشروع؛ نذكر منها قصة أم الرائد التي فكرت بالانتحار لعجزها عن سداد مبلغ زهيد حيث أصبحت مطلوبة قضائيا وعاجزة عن توصيل ابنها الصغير إلى المدرس.
والحاجة نايفة التي تبلغ من العمر 60 عاما قامت بأخذ قرض لتقوم بسقف منزلها (الزينكو) وعجزت عن الوفاء بالسداد.
والحاج احمد الذي ابتلي بـ 4 أبناء جميعهم مصابون بأمراض صعبة (غسيل كلى – لوكيميا – سرطان في المعدة – ضعف في عضلة القلب) وهو يكاد يفقد بصره بسبب مرض الساد الذي أصاب عينيه، والذي انتهى به الأمر بالمبيت في بيت ابنته المتزوجة خوفاً من القبض عليه.
وأضاف الحطيني أن الجمعية تستقبل بشكل يومي طلبات لغارمين تتراوح ما بين (10-25) طلبا للاستفادة من المشروع، ووصلت الاحصائية الأخيرة إلى 2200 طلباً مبيناً أن هناك عدد من الغارمين مطلوبين على مبلغ خمسين دينارا، وأقصاها ألف دينار، الأمر الذي يدق وجدان القلوب الطيبة في توجيه شعورها الصادق تجاه هذه الفئة التي لا حول لها ولا قوة.
وأكد الحطيني أن الجمعية تتبع سلسلة من الإجراءات للتأكد من مصداقية مقدم الطلب للاستفادة من مشروع “مديون” من خلال التحقق فيما إذا كان غارماً، ومن ثم تحويل الطلب المقدم من الغارم لقسم البحث الاجتماعي في الجمعية ومن ثم دراسة الطلب وفق معادلة معتمدة من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ثم يتم التحقق من ملف الغارم أو الغارمة الأمني قبل اعتماده بالمشروع وصرف المساعدة النقدية له للإفراج عنه.
ودعا الحطيني الأردنيين إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية لمساعدة المحتاجين، مشددا على أن الغارمين لا ينحصر وجودهم في رمضان، والغارم في نهاية المطاف هو إنسان لم يأت من كوكب آخر ومسؤولياتنا الدينية والأخلاقية تلزمنا بمساعدته.