مرايا – قالت وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات ان الصناعة تعتبر ركيزة اساسية لبناء اقتصاد وطني قوي وتحقيق النمو وتوفير فرص العمل.
وقالت إن أي اقتصاد بدون صناعة وطنية ومنتج حقيقي يبقى منقوصا، مبينة ان بقاء الصناعة الوطنية وزيادة جودتها خلال الأعوام الماضية ووصولها لاسواق نحو 130 دولة حول العالم يعد نجاحا حقيقيا.
واضافت خلال لقاء تشاوري نظمته مساء امس الثلاثاء حملة (صنع في الاردن) للناطقين الاعلاميين بالوزارت والمؤسسات الرسمية، الى دور الحكومة بدعم الصناعة الوطنية وبخاصة بمجال الطاقة المتجددة وتوجيه المؤسسات لشراء المنتجات الوطنية ومنحها الافضلية عند الشراء.
ولفتت غنيمات الى الدور المناط بؤسسات الاعلام الرسمي لدعم القطاع الصناعي وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهه واوجه القصور والنجاحات التي حققها، مشددة على ان الصناعة الوطنية تحتاج لمزيد من الدعم والاهتمام.
وبينت إن القطاع الصناعي يواجه مشاكل وتحديات كغيره من القطاعات الاخرى في ظل استمرار التحديات الاقتصادية التي يعيشها الاردن خصوصا مع اغلاق الحدود البرية مع العراق وسوريا وانحسار التصدير ما اثقل كاهل الصناعة الوطنية التي بدأت تبحث عن منافذ جديدة لمنتجاتها.
واوضحت غنيمات انها عايشت حملة ( صنع في الأردن) منذ انطلاقتها واصفة اياها بالمهمة وتصب بمصلحة الاقتصاد الوطني وعلى الاعلام دور اساسي في دعمها، لافتة الى دور الصناعة بالتشغيل والتصدير وتوفير احتياجات السوق المحلية من البضائع.
وحثت الناطقين الاعلاميين على الايمان بفكرة الحملة ومساعدة الصناعيين على حل المشاكل التي تواجههم في المؤسسات التي يعملون فيها، مؤكدة ان ذلك يصب بمصلحة الاقتصاد الوطني.
بدوره، اشار رئيس غرفة صناعة عمان العين زياد الحمصي ان الصناعة الوطنية تشكل احدى ركائز الاقتصاد الاردني وتقدمه وتسهم بنحو ربع الناتج المحلي الاجمالي وترفد ميزان المدفوعات بأكثر من 7 مليارات دولار كنتاج للصادرات والاستثمار.
وتابع ان الصناعة تشغل ما يقارب ربع مليون عامل وعاملة من الاردنيين ويتقاضي العاملين فيها ما يزيد على مليار دينار سنوياً كرواتب وتعويضات، بالإضافة لمساهمتها تعديل ميزان المدفوعات والموازنة المالية من خلال عمليات التصدير بما يقارب 5 مليارات دينار سنوياً ودفع الرسوم والضرائب بما يزيد عن مليار دينار.
واوضح ان الغرفة حريصة على بناء علاقات وطيدة وتأسيس علاقة استراتيجية طويلة الأمد مع الوزارات والمؤسسات العامة ذات العلاقة بالعمل الصناعي تجسيدا لمفهوم مبدأ الشراكة الحقيقية بين القطاعين، مؤكدا انها شكلت منبرا للعمل والانجاز واسهمت بمعالجة العديد من القضايا والمشاكل العالقة التي واجهت الصناعة الوطنية.
وعبر عن أمله ان يكون الناطقون الاعلاميون شركاء لحملة (صنع في الاردن) وتسليط الضوء على إنجازات الصناعة الوطنية وإبراز أهم المعيقات والقضايا تواجهها ودورها بالاقتصاد الوطني، مشيرا الى توقيع اتفاقيات تعاون سستتم قريبا مع وزارتي التربية والتعليم الشباب.
واكد الحمصي ان دعم الصناعة الوطنية لا يعني دعم اصحاب المصانع أو منتج معين، بل هو دعم للوطن ومستقبل أجياله، فالقطاع الصناعي هو الأقدر على خلق فرص عمل جديدة للاردنيين في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
الى ذلك، رأى رئيس اللجنة المشرفة على الحملة المهندس موسى الساكت ان الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر على المملكة تتطلب تضافر جهود محتلف الوزارات والمؤسسات الرسمية وفعاليات القطاع الخاص لدعم اقتصادنا الوطني والقطاعات الانتاجية وعلى رأسها القطاع الصناعي.
واشار الى ان الحملة انطلقت قبل عدة سنوات بجهد من غرفة صناعة عمان والمؤسسة الاردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية لتعريف المستهلك المحلي بمدى الجودة التي وصلتها الصناعة الوطنية والدور الكبير الذي تقوم به في دعم الاقتصاد الاردني وتشغيل الأيدي العاملة الوطنية.
وقال المهندس الساكت ان الحملة تهدف كذلك الى حث المواطنين على شراء المنتجات الوطنية بالتزامن مع دعوة الصناعيين لتطوير منتجاتهم لتلبي احتياجات واذواق المواطنين وباسعار مناسبة، مؤكدا ان (صنع في الاردن) تعتبر من النماذج الناجحة للشراكة بين القطاعين وتحولت لحملة وطنية يشارك فيها العديد من الوزارات والهيئات الرسمية الى جانب غرف الصناعة.
وبين ان الحملة ركزت في بداياتها على مخاطبة المواطن الأردني مباشرة من خلال الاعلانات المباشرة والبروشورات الترويجية التي تبرز اهمية الصناعة الوطنية وانطلقت لاحقا الى زيارة المدارس الحكومية والخاصة من خلال تقديم محاضرات توعوية حول اهمية الصناعة الوطنية وتوزيع عينات من منتجاتها المختلفة.
وحسب الساكت تم ايضا تنظيم رحلات مدرسية الى المصانع لاطلاع الطلبة على مدى التزام المصانع الأردنية بمعايير الجودة والسلامة واساليب الانتاج الحديثة التي يتم استخدامها بالمصانع لايجاد جيل يعي الجودة العالية التي وصلت اليها المنتجات الوطنية، ويؤمن بأن دعم وشراء المنتجات الوطنية، يؤمن له فرص عمل بالمستقبل.
وتابع ان الحملة قامت بزيارة العديد من الجامعات والقاء محاضرات توعوية للطلبة وتنظيم معارض صناعية تزامن بعضها مع ايام وظيفية، لتأمين فرص عمل لخريجي الجامعات بالمصانع المختلفة.
واوضح ان الحملة خاطبت الوزارات والمؤسسات الرسمية لتكون شريكا فيها والترويج لاهدافها بالاضافة لتصميم شعار خاص لوسمة على العديد من المنتجات الوطنية وتمييزها عن غيرها من البضائع المستوردة وتسعى الحملة حاليا لاعتماده من مؤسسة المواصفات والمقاييس ليصبح ضمن المواصفة الاردنية لبطاقة البيان.
واشار الى ان الحملة اطلقت اخيرا موقعا الكترونيا يتيح للصانع الاردني نشر المعلومات والصور الخاصة بمنتجاته بالاضافة لانتاج مواد لبثها عبر المحطات الاذاعية والتلفزيونية بهدف التعريف بالصناعات الوطنية وتنظيم نشاطات بالمراكز التجارية الكبرى والمولات.
ولفت المهندس الساكت خلال اللقاء الذي تضمن نقاشات حول اليات الترويج للحملة ودعمها بتنظيم عدد من المعارض المخصصة للبيع المباشر بالعاصمة والمحافظات تحت عنوان (صنع في الاردن).
وقال “ان شراء المنتج الوطني جزء من الانتماء الوطني، وان انتعاش الصناعة سينعكس على الاقتصاد”، مشددا على ضرورة ان يكون المنتج الوطني رقم واحد على رف التسوق لتبقي “صناعتنا عزتنا”.