مرايا – أقام حزب “الوحدة الشعبية”، مساء امس الأربعاء، حفل تأبين الأمين العام السابق لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” أبو علي مصطفى، في مقر الحزب بجبل الحسين، وسط العاصمة الأردنية عمّان، في ظل حضور أمني كثيف.
ونظم مناوئون للاحتفالية يطلقون على أنفسهم “الوصفيون الجدد”؛ نسبة إلى رئيس الوزراء الأردني وصفي التل، الذي اغتيل في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، بينما كان ذاهباً لحضور اجتماع في القاهرة، وقفة احتجاجية ضد إقامة الفعالية، وفي تلك الأثناء وقعت مناوشات بسيطة مع مشاركين في الفعالية، حال رجال الأمن دون تفاقمها.
ورافقت الفعالية مناوشات أيضاً على صفحات التواصل الاجتماعي، حمل بعضها تعبيرات قاسية، من منطلقات عنصرية إقليمية، تناولت شخصيتي الراحلين مصطفى والتل.
وقال حزب “الوحدة الشعبية”، في بيان ظهر امس على موقعه في موقع التواصل “فيسبوك”، إن رئيس مركز أمن الحسين زار مقر الحزب، وأكد أن محافظ العاصمة، سعد شهاب، أوعز بتوفير الحماية للمهرجان الجماهيري الذي ينوي الحزب أقامته في ذكرى وفاة السياسي الفلسطيني.
وجاء ذلك كتراجع من السلطات الأردنية عن قرارها السابق بمنع إقامة الفعالية. وقال الأمين العام لحزب “الوحدة الشعبية”، سعيد ذياب، في كلمة له خلال الحفل: “نحن لا نقدّس الأشخاص وإنما نقدس القيم والمبادئ التي ناضلوا من أجلها”، مشيراً إلى اختلاط الدم الأردني بالدم الفلسطيني في جميع مراحل النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومستذكراً شهداء الأردن الذين فقدوا أرواحهم في مواجهة الإرهاب.
وأضاف “الأردن مستهدف كما هي فلسطين مستهدفة”، مؤكداً أنه لا أحد يستطيع تشويه العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والأردني، ملمحاً إلى المعارضين لإقامة الفعالية.
وتحدّثت في الاحتفال الناطقة باسم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، الأمين العام لحزب “الشعب الديمقراطي الأردني” (حشد)، عبلة أبو علبة، والنائب خالد رمضان، ومن الائتلاف أيضاً محمد أحمد البشير.
واستذكر المشاركون مناقب الراحل مصطفى، كما تناولوا المخاطر التي تتعرّض لها القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها على حساب الشعبين الأردني والفلسطيني، كذلك وجّهوا الانتقادات إلى الحكومة الأردنية وطريقة إدارة علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكان مصطفى قد استشهد في 27 أغسطس/ آب 2001 بصاروخ إسرائيلي أُطلق على مكتبه في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، ليكون أول قيادي يتعرض للاغتيال بصواريخ الاحتلال إبان انتفاضة الأقصى.