مرايا – بعد انتظار دام 40 عاما، وصلت مياه الشرب الأسبوع الماضي لقرية الدمانية، لأول مرة في تاريخها، ليتخلصوا من المعاناة التي لازمتهم في نقل المياه بواسطة الدواب، لصعوبة الطرق المؤدية للينابيع وعيون المياه القريبة من القرية، على الرغم من عدم صلاحيتها للشرب.
وأكد السكان أنهم كانوا ولسنوات طويلة يطالبون بشبكة مياه للشرب، وتخليصهم من مياه العيون والينابيع التي كانوا يضطرون إلى تكريرها وغليها بطرق بدائية، لحمايتهم من الأمراض والجراثيم، التي قد تنقلها لهم، وفق الحاج أبو علي الدمانيين.
وتمنى سكان بالقرية الذين يقطنها حوالي 270 نسمة، أن تصلهم المياه بشكل منتظم وبكميات مناسبة، سيما وأنهم “ذاقوا الأمرين”، لعدم وصول المياه إليهم، فضلا عن أنهم تحملوا مبالغ مالية طائلة جراء اضطرارهم أحيانا إلى شراء المياه من الصهاريج الخاصة، التي كانت تستغل حاجتهم للمياه وتبيعها بأثمان مضاعفة.
بدوره قال مدير مياه محافظتي جرش وعجلون المهندس منتصر المومني إن أم قنطرة الشرقية والغربية فيها 118 مشترك مياه، وهي مخدومة بشبكة مياه للشرب منذ عشرات السنين أما أم قنطرة الشمالية فكانت غير مخدمومة وقد تم طرح عطاء صيانة وتبديل شبكة مياه، إضافة إلى إيصال الشبكة لسكان غير مخدومين في أم قنطرة الشمالية وقد تم الانتهاء من تنفيذ هذه المشاريع جميعها، وأصبحت قرية الدمانية جاهزة لبدء ضخ مياه الشرب إليها.
وأوضح أن المشروع قد تم طرح عطائه وتنفيذه بمبلغ لا يقل عن نصف مليون دينار، لضرورة هذه المشاريع المائية التي ستقضي على كافة المشاكل، التي تواجه السكان وخاصة في فصل الصيف.
وكانت النسوة والأطفال في قرية الدمانية تشق طريقا زراعيا صباح كل يوم ركوبا على الدواب وصولا الى نبع يبعد عن منازلهم الواقعة في بلدة أم قنطرة الشمالية شرق محافظة جرش مسافة 700 متر، لتعبئة احتياجاتهم اليومية من المياه، سيما وان البلدة ما زالت ومنذ 40 عاما بدون شبكة مياه على الرغم من مطالبهم المستمرة بإيصال شبكة مياه الشرب لمنازلهم التي تزيد على 70 منزلا، ويمر من أمام بلدتهم خط مياه ناقل من محافظة الزرقاء لمحافظة جرش.
والمياه التي تملأ من النبعة تتعدد استخداماتها، بحسب أم عزمي الدمانيين، إحدى سكان المنطقة، والتي أشارت الى أن عدم توفر شبكة مياه في المنطقة قد دفع بالسكان إلى البحث عن ينابيع تسد احتياجاتهم، بعد أن أصبحت فاتورة شراء صهاريج مرتفعة جدا، مشيرة الى ان العيون التي يحصلون على مياهها هي عين بيان وعين أم الشرايط.
واوضحت أنهم يدركون خطورة هذه المياه مجهولة المصدر غير أن الحاجة دفعتهم إلى استخدامها، مؤكدة انهم يقومون بعمل عدة إجراءات لاستصلاح مياه الينابيع، التي تظهر فيها الشوائب والأتربة والحصى ومنها غلي المياه وتبريدها وتصفيتها بالطرق البدائية.
وتلجأ نساء الحي إلى ينابيع المياه المجاورة في أوقات الضائقة المالية، وفقا لأم عزمي التي تؤكد أنها تسير مسافة 700 متر للوصول الى ينابيع مجاورة، لتملأ ما تحمله من عبوات بلاستيكية بمياه “لا نعرف مدى صلاحيتها ونضطر لاستخدامها للشرب والطبخ”.
وقال صلاح الدمانيين إن سكان المنطقة يسكنونها منذ 60 عاما، حيث حولوها إلى منطقة خضراء ومستصلحة جراء قيامهم بزراعتها وبناء مساكن فيها كانت ما تزال غير مخدومة بشبكة مياه، فيما الخط الرئيسي الناقل للمياه من محافظة الزرقاء لمحافظة جرش يمر قريبا من مساكنهم ولا يبعد عنهم سوى مئات الأمتار.
بدوره قال مدير العلاقات العامة في بلدية جرش الكبرى هشام البنا إن البلدة مأهولة بالسكان منذ عام 1957 وهي البلدة الوحيدة غير المخدومة بشبكة مياه للشرب في كل المناطق التابعة لبلدية جرش الكبرى، على الرغم من أن المنطقة فيها زحف عمراني وفيها أراض زراعية وحقول جميلة، وقد حولها سكانها إلى منطقة سياحية وقريبة من بلدة أم قنطرة الأم.
في حين أكدت مديرية صحة محافظة جرش أن مياه العيون والينابيع القريبة من البلدة غير صالحة للشرب نهائيا، سيما وأن مصدر المياه غير معروف، ولم تجر لها أي فحوصات مخبرية.الغد