مرايا – للمساهمة في توفير تعليم نوعي لملايين الطلبة في الأردن والعالم العربي وخاصة ممن تمنعهم ظروف اللجوء والنزاعات من الالتحاق بالمدارس، أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم بحضور عدد من ممثلي وسائل الاعلام المحلي والاقليمي منصة إدراك الإلكترونية للتعلُّم المدرسي، والتي تقدم مجاناً مواداً تعليمية إلكترونية مفتوحة المصادر باللغة العربية لطلبة المدارس والمعلمين، كما سيستفيد الآباء منها لدعم مسيرة أولادهم المدرسية.
وخلال اطلاق المنصة في مكاتب إدراك بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثنى الغرايبة و والرئيس التنفيذي لمؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية باسم سعد، قالت جلالتها بدأنا بالرياضيات لكن لن نتوقف هنا لانه احنا حاسين انه ولادنا بستحقوا احسن من هيك بكثير وان شاء الله في المراحل القادمة رح يكون في مواد أكثر التي ستكون موجودة على المنصة.
تتخيلوا كيف يمكن لمنصة مثل إدراك واستخدام التكنولوجيا ان يحدث تغيير نوعي بطريقة تدريسنا وعبرت جلالتها عن أملها في أن تساعد المنصة في سد حاجة ملحة في عالمنا العربي، وأن توفر تعليم نوعي وتوفر محتوى باللغة العربية واستخدام أحدث أساليب التدريس الحديثة على منصة مفتوحة مجانية ومتاحة للجميع. مشيرة إلى أن على الانترنت اليوم، يوجد موارد تعليمية إلكترونية يستفيد منها الطلبة حول العالم كمصادر تعزيزية أو للتقوية أو المراجعة أو التمرين. لكن للأسف أغلبها باللغة الإنجليزية! مما يعني أن العديد من الطلبة في الأردن والعالم العربي لن يتمكنوا من الاستفادة منها، وقد يكون هذا هو الدافع وراء ‘إدراك للتعلم المدرسي’ لتوفير نفس الفرص المتاحة للطلبة في جميع أنحاء العالم لأطفالنا ولأهاليهم ولمعلميهم.
وقالت جلالتها أن التعليم في الأردن والدول العربية بحاجة ماسة لنقلة نوعية، والطريق لتحسين التعليم فيه جسور متعددة – من بنية تحتية، إلى تدريب المعلمين، لتحديث المناهج، والتعليم خلال الطفولة المبكرة وهي عناصر متصلة يجب ان تتكامل لنصل الى الهدف الذي نريده. مشيرة إلى أن التغيير للأفضل لا يحدث بين يوم وليلة أو سنة أو سنتين لكن مبادرات مثل ‘إدراك للتعلم المدرسي’ هي أحد هذه الجسور التي يمكن ان تحدث تغييراً أسرع. وأعادت جلالتها التأكيد على أن الصبر في التعليم ليس جيداً لأننا كلما صبرنا وتباطئنا في التعليم كلما كان ذلك على حساب أولادنا فكلما كنا قادرين على العمل بسرعة والضغط على جميع الجهات لتوفير لطلابنا كل الادوات المتوفرة للطلبة الاخرين كلما رأينا نتائج بطريقة أسرع.
وأضافت جلالتها أن الطالب سيستفيد كثيراً عندما يتمكن من مشاهدة دروس قصيرة، واضحة، موائمة للمناهج، على التلفون أو التابلت، في أي وقت ومن أي مكان وباللغة العربية، ويعيد فيديو الشرح مرة واثنين وخمسة إلى أن يفهم! ويمتحن معرفته من خلال حل تمارين على المنصة.
ودعت جلالتها من الاهل والمعلمين أن يعرفوا ويشجعوا أولادهم وطلابهم على التعلم عبر المنصة وتشجيعهم على الاستزادة من منصه إدراك… بنيناها عشانهم. وأشارت أن ادراك هي للمعلمين أيضا، سواء عن طريق تشكيل صفوف افتراضية او الاستعانة بالمحتوى والتمارين للتخطيط للحصص، أو الاستفادة من اساليب الشرح الجديدة.
وأضافت أن ادراك موجودة للاهل لتساعدهم في دعم ومتابعة دراسة أولادهم، وتخفف أعباء الدروس الخصوصي عليهم. والتخفيف من معاناة التدريس! وأحياناً الاهل بتحملوا هم الدراسة أكثر من الطلبة.
وقدمت جلالتها الشكر لشركات الاتصالات زين واورنج وامنية على تعاونهم مع منصة ادراك وتسهيل عملية التصفح وتنزيل المواد لاولادنا بكلفة ستكون اقل عليهم وبطريقة اسهل.
والموارد التعليمية المتاحة على منصة إدراك للتعلم المدرسي مجانا هي عبارة عن دروس ومصادر موائمة للمناهج الوطنية ومكملّة لها. لذا سيتمكن المستفيدون من المنصة من استخدام تلك الموارد كمواد تعزيزية أو استدراكية أو للتقوية. ويمكن للمعلمين في المنطقة العربية الاستفادة من هذه الموارد التي تحتوي على العديد من أساليب الطرح والأفكار المبنية على طرق التدريس الحديثة.
وتأتي هذه المنصة كثمرة للتعاون بين مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية ومؤسسة جوجل دوت أورغ – الذراع المانح الخيري لشركة جوجل والذي أُعلن عنه في أيار 2017 بتقديم منحة قدرها 3 ملايين دولار بالإضافة إلى مشاركة موظفي جوجل في تقديم الخبرة في تطوير التكنولوجيا وتصميم المنتجات.
وقد تم إطلاق المنصة ابتداءً بمواد الرياضيات من الصف السادس وحتى الصف الثاني عشر، وسيتم نشر مواد الصفوف الاولى من رياض الاطفال وحتى الصف الخامس نهاية هذا العام. وستوفر المنصة في الرياضيات أكثر من 1200 فيديو تعليمي و7500 تمرين تتدرج في صعوبتها وتقدم بشكل ممتع باستخدام استراتيجيات الألعاب التحفيزية.
ومن خلال منحة قدمتها مؤسسة جاك ما، يتم العمل حاليا على تطوير مواد اللغة الانجليزية للصف السابع وحتى الصف الثاني عشر ستطرحها المنصة في أيلول العام المقبل. وسيتم تغطية مواضيع رئيسية أخرى تدريجياً بحلول عام 2020.
وقال لينو كاتاروزي، مدير عام شركة Google في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: ‘نحن سعيدون بدعم منصة إدراك المجانية للتعلم المدرسي والمساهمة من خلالها في دفع عجلة التعليم الرقمي. ونسعى دائماً لمساعدة المبادرات التعليمية التي تعزز مهارات الأفراد وتساعدهم على النجاح في العالم العربي. والمساعدة التي تقدمها Google.org، وهي القسم المعني بالأعمال الخيرية في الشركة لعدد كبير من الأفراد وخاصةً الطلاب الشباب في المناطق الريفية والمحتاجة، أساسية جداً ونتمنى أن نستمر في تقديم المزيد من المبادرات في المستقبل.’
وأشارت الرئيسة التنفيذية لمنصة إدراك شيرين يعقوب أن مِنَصة إِدْراك للتعلم المدرسي تعزز الإستخدام المدروس للتكنولوجيا وتسخّر إمكانات الموارد التعليمية المفتوحة وذلك بتقديمها أداةً تعليمية مَرِنة للمتعلمين في سنّ المدرسة والأشخاص المعنيين بالتمكين التعليمي ليتمكن الجيل القادم من امتلاك المعرفة اللازمة لدعم وبناء عصر جديد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأضافت ‘فخورون جداً بهذا الانجاز العربي للتعليم المدرسي في المنطقة. نطمح أن تكون منصة إدراك جزءاً من رحلة المتعلم العربي بمختلف مراحلها وأهدافها ونتطلع الى تمكين ملايين المتعلمين العرب خلال الأعوام القادمة من خلال التعليم الإلكتروني والتعليم المُدمج’.
ودعما لهذه المبادرة قدمت شركة سامسونج الأردن 100 حاسوب لوحي بهدف الترويج للمنصة الجديدة التي ستُوفر المواد التعليمية بشكلٍ متسلسل بحسب الصف. كما ويمكن للطلبة البحث عن مفاهيم معينة دون الحاجة الى التسجيل في برنامج مُعدّ مُسبقاً. ويتكون محتوى المنصة من موارد تعليمية مفتوحة مجاناً باللغة العربية تشمل محاضرات فيديو، وأسئلة وتمارين تفاعلية وتعليم استدراكي حيث تم تطوير المواد التعليمية باستخدام منهجيات بيداغوجية تعتمد على ترسيخ المفاهيم لتمكين المعلمين من الاستفادة من المحتوى بطريقة مدمجة. كما ستوفر المنصة أيضاً أدوات ومصادر تعليمية للآباء والمعلمين لتمكينهم من توجيه الرحلة التعليمية لأطفالهم.
تبني المنصة الجديدة على النجاح الذي حققته منصة إدراك للتعلم المستمر التي توفر مساقات تعليمية مجانية عبر الانترنت باللغة العربية والتي وصلت لقرابة 2 مليون متعلم في المنطقة منذ إطلاقها عام 2014كما وستبني المنصة على الجهود المشتركة من مؤسسة الملكة رانيا وجوجل دوت أورغ بهدف توفير مواردها ودعمها بدون الإنترنت، مما يضمن إنصاف الأطفال الأكثر ضعفاً في المنطقة ليتمكنوا من الوصول الى المحتوى التعليمي بكل سهولة.
يُذكر بأن صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله قد قامت بإطلاق إدراك في عام 2014، لِتصبح المنصة الرائدة في مجال التعليم الالكتروني المفتوح باللغة العربية، بِهَدَف إحداث نقلة نوعية في آلية إيصال والوصول للتعليم في العالم العربي . وتوفر المنصة فرصاً تعليمية عالية الجودة للمتعلمين البالغين بالإضافة إلى أولئك في سنّ المدرسة.